محكمة إسرائيلية تمدّد اعتقال الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية 6 أشهر

16 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 21:35 (توقيت القدس)
صورة متداولة للطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية المعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم تمديد اعتقال الطبيب حسام أبو صفية في غزة لمدة ستة أشهر إضافية بموجب قانون "المقاتل غير الشرعي"، دون أدلة أو لائحة اتهام، مما أثار استنكار مركز الميزان لحقوق الإنسان لانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان.
- أُثيرت آمال عائلة أبو صفية في الإفراج عنه بعد ورود معلومات غير مؤكدة عن إدراجه في صفقة تبادل الأسرى، لكن المحكمة الإسرائيلية مددت اعتقاله، مما دفع العائلة للتعبير عن قلقها ومناشدة المؤسسات الحقوقية للتدخل.
- أدانت منظمة العفو الدولية تمديد اعتقال أبو صفية، واصفةً إياه بالظلم الصارخ، وتعهدت بمواصلة المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه وعن جميع المعتقلين الفلسطينيين تعسفياً.

حُسم الجدال الذي قام أخيراً بشأن إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية المعتقل في سجونه، من ضمن صفقة التبادل الأخيرة التي أتت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المنكوب، إذ أفاد مركز حقوقي فلسطيني بأنّ محكمة إسرائيلية قضت بتمديد اعتقاله بموجب قانون "المقاتل غير الشرعي". وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الطبيب البالغ من العمر 52 عاماً، وهو مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بعد اقتحامها المستشفى، وسط الحرب المدمّرة التي كانت تشنّها إسرائيل على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأوضح مركز الميزان لحقوق الإنسان، في بيان اليوم الخميس، أنّ محكمة بئر السبع الإسرائيلية عقدت جلسة، صباح اليوم، للنظر في التمديد، وقد ظهر حسام أبو صفية خلالها عبر تقنية الاتصال بالفيديو، قبل أن يصدر قرار بالتمديد ستّة أشهر بموجب القانون المذكور أعلاه. أضاف المركز أنّ محامي الطبيب الفلسطيني حضر الجلسة، وقدّم اعتراضاً مفاده "عدم مشروعية احتجاز" أبو صفية، نظراً إلى "عدم توفّر أدلة لإدانته"، وبالتالي عدم توفّر لائحة اتهام كذلك، الأمر الذي يجعل الاحتجاز "غير قانوني".

وكانت معلومات غير مؤكدة قد تناولت في الأيام الأخيرة إدراج اسم حسام أبو صفية في قائمة الأسرى الفلسطينيين المشمولين بصفقة التبادل الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى إنّ عائلة الطبيب الفلسطيني أفادت في تدوينة نشرتها على موقع إكس، أوّل من أمس الثلاثاء، بأنّ "والدنا، الدكتور حسام أبو صفية، شُمل بقائمة الأشخاص الذين أُقرّ الإفراج عنهم، لكنّه ما زال في الأسر". أضافت العائلة: "وصلت إلينا أخبار مطمئنة من معتقلين محرّرين كانوا برفقته، أكّدوا أنّه بصحة جيدة ومعنويات عالية"، مشيرةً إلى أنّ "لا تفاصيل مؤكدة عن موعد إخلاء سبيله" حتى ذلك الحين. وطلبت عائلة أبو صفية تجنّب نشر الأخبار غير المؤكدة، ومتابعة كلّ جديد من خلال التحديثات التي تنشرها هي رسمياً.

وفي بيانه الذي أصدره عقب إصدار محكمة بئر السبع الإسرائيلية قرار تمديد اعتقال حسام أبو صفية اليوم، استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان الحكم ووصفه بأنّه "انتهاك للقانون الدولي ولقواعد حماية الطواقم الطبية، بالإضافة إلى كونه مساساً بضمانات المحاكمة العادلة". وأكد أنّ "أيّ لائحة اتهام لم تُقدَّم بحقّ الدكتور، وحُرم من حقّه في الدفاع عن نفسه، بما في ذلك مناقشة أدلّة الاتهام وتقديم بيانات النفي"، شارحاً أنّ ذلك يجعل الطبيب الفلسطيني "رهينة محتجزة تعسفياً بيد إسرائيل من دون أيّ سند قانوني أو إجراءات قضائية عادلة، في انتهاك صارخ لأبسط معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".

بدورها، نشرت عائلة حسام أبو صفية تدوينة على موقع إكس، اليوم الخميس، أكّدت فيها القرار الصادر بتمديد اعتقاله إدارياً ستّة أشهر إضافية، وذلك على الرغم من أنّ اسمه ظهر سابقاً بين أسماء المعتقلين المقرّر الإفراج عنهم. وعبّرت العائلة عن قلقها البالغ إزاء استمرار احتجاز أبو صفية، غير أنّها جدّدت التعبير عن ثقتها الكاملة بالفريق القانوني وبكلّ الجهود الإنسانية المبذولة من أجل تحريره. كذلك ناشدت العائلة المؤسسات المعنية ومنظمات حقوق الإنسان والأطراف المتفاوضة بتفعيل قضيته والعمل من أجل إطلاق سراحه فوراً.

في سياق متصل، دانت جهات عدّة تمديد اعتقال حسام أبو صفية اليوم، من بينها منظمة العفو الدولية. فوصفت قرار المحكمة الإسرائيلية "تمديد الاعتقال التعسفي للدكتور حسام أبو صفية لمدّة ستّة أشهر أخرى من دون محاكمة أو توجيه أيّ اتهامات" بأنّه "ظلم صارخ آخر". وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أنّه لم يكن ينبغي احتجاز أبو صفية في الأساس، ولا التسبّب له بهذه "المحنة من التعذيب والإساءة". وشدّدت على أنّها ترفض الصمت، مؤكدةً أنّها سوف تواصل "المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط" عن أبو صفية وعن "جميع الفلسطينيين الآخرين الذين تعتقلهم إسرائيل تعسّفياً".

المساهمون