محافظة دمشق تزيل حواجز النظام السابق وسط ارتياح شعبي

09 فبراير 2025
حاجز في حيّ المزة في دمشق، سورية، 26 ديسمبر 2024 (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعمل محافظة دمشق على إزالة الحواجز والكتل الإسمنتية لتحسين حركة السير ومنظر المدينة، مستهدفة مناطق مثل الفحامة وشارع خالد بن الوليد والمزة.
- في دير الزور، تنفذ السلطات خطة لاستبدال الحواجز القديمة بنقاط تفتيش حديثة لتسهيل تنقل المدنيين، ضمن جهود لإزالة الحواجز التي كانت مصدر رعب وابتزاز.
- يعبر المواطنون عن ارتياحهم لإزالة الحواجز، حيث كانت تعيق حياتهم اليومية وتعرضهم لخطر الاعتقال، كما يروي محمد العساف وفاطمة السعيد تجاربهما السلبية معها.

تعمل محافظة دمشق على إزالة الحواجز التي كانت قد أقامتها قوات النظام السوري السابق في عدد كبير من أحياء العاصمة، بسبب عرقلتها حركة السير وتشوية منظر المدينة. وذكرت المحافظة أنّ ورش مديريات الصيانة وهندسة المرور والنقل تعمل من أجل إزالة الحواجز والكتل الإسمنتية، بالإضافة إلى الغرف التابعة لها، التي خلّفها النظام السابق في منطقتَي الفحامة وشارع خالد بن الوليد، نظراً إلى ما تسبّبه من عرقلة لحركة السير.

وأضافت محافظة دمشق أنّ الورش الخدمية تواصل إزالة الحواجز والكتل الإسمنتية المنتشرة على طرقات المتحلّق الجنوبي، وبالقرب من جامع الأكرم في المزّة وبرزة وركن الدين، إلى جانب نقل الأتربة وأنقاض غرف الحواجز من مواقع الإزالة والهدم. وقبل يومَين، أزال عمّال المحافظة الحاجز الأمني من فوق جسر الرئيس (الحرية) تمهيداً لإزالة كلّ الحواجز الأمنية والكتل الإسمنتية من كلّ مدينة دمشق، التي لطالما مثّلت في السنوات الماضية مصدر قلق مستمرّ للمدنيين وتهديداً مباشراً لحياتهم.

في سياق متصل، كانت مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور، شرقي سورية، قد أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، أنّ السلطات الأمنية بدأت في تنفيذ خطة لإزالة الحواجز التي أقامها النظام المخلوع في السنوات الماضية، وهي تعمل على فتح الطرقات المغلقة من أجل تسهيل تنقّل المدنيين بين المناطق والأحياء السكنية بأمان وتخفيف الأعباء عنهم. وأوضحت المديرية أنّ الحواجز القديمة سوف تُستبدَل بنقاط تفتيش حديثة تحمي السكان وتضمن حقوقهم، وفقاً لما نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).

وكان النظام السوري السابق قد عمد، بعد عام 2011، إلى إقامة مئات الحواجز في مختلف مناطق البلاد لتنفيذ عمليات تفتيش للمدنيين بذرائع أمنية. لكنّ هذه الحواجز تحوّلت إلى مصدر رعب وابتزاز للعابرين، إذ كانت تتيح لأيّ عنصر عسكري فيها اعتقال أيّ شخص كان من دون سبب، علماً أنّه غالباً ما كان ذلك يحدث بهدف الابتزاز المالي. كذلك، عُرف عدد من تلك الحواجز بنهب شاحنات البضائع أو فرض إتاوات كبيرة على أصحابها، فيما تحوّلت حواجز أخرى إلى مراكز عسكرية يُصار انطلاقاً منها استهداف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بالقذائف المدفعية والصواريخ.

وتعليقاً على عملية إزالة محافظة دمشق تلك الحواجز، يقول محمد العساف، الطالب في جامعة دمشق بحيّ البرامكة، إنّ إزالة هذه الحواجز تولّد راحة نفسية لدى الجميع، حتى ولو أنّها عُطّلت قبل نحو شهرَين بعد سقوط النظام في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024. ويتذكّر العساف، في حديث إلى "العربي الجديد"، الأيام التي وصفها بأنّها "صعبة ومرعبة"، حين كان يضطرّ يومياً لاجتياز أكثر من حاجز للنظام في طريقه إلى الجامعة من مكان سكنه في منطقة صحنايا جنوب دمشق. يضيف أنّ "كلّ شخص كان معرّضاً للاعتقال من دون سبب، ويكفي أن يكون مزاج عنصر الأمن معكّراً حتى يُجبَر راكب في سيارة على الترجّل منها، ويتعرّض للإهانة وربّما الضرب. وفي حال اعترض على ذلك، يُعتقَل ويُرسَل إلى أحد الأفرع الأمنية مع تلفيق تهمة له".

بدورها، تحكي فاطمة السعيد، من درعا في أقصى جنوب سورية، التي تعمل موظفة في دمشق، كيف كان المرور على أحد الحواجز يمثّل "مصدر رعب". وتشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ شقيقها انشقّ عن قوات نظام الأسد، وكانت في كلّ مرّة تخشى اعتقالها، خصوصاً حين يحدّق عنصر الأمن ببطاقة هويتها، وينظر إلى وجهها. تضيف أنّها أُجبرت على الترجّل من سيارة الأجرة أكثر من مرّة، ثمّ يوجّه المسؤول عن الحاجز أسئلة إليها، لكنّ "ستر الله كان ينقذني في كلّ مرّة".

ووفقاً لناشطين سوريين، كان ثمّة 35 حاجزاً عسكرياً وأمنياً ثابتاً في محافظة دمشق قبل إسقاط النظام السابق، كلّها مدجّجة بأسلحة مختلفة وتتبع للحرس الجمهوري والأفرع الأمنية، لا سيّما أمن الدولة والأمن العسكري والأمن السياسي. ويُعَدّ هذا العدد ضئيلاً مقارنة بعدد الحواجز التي كانت منتشرة في السنوات السابقة، والتي تزيد عن 300 حاجز، أكبرها كان في محيط العاصمة التي عُزلت عن ريف دمشق، لكنّ النظام السابق راح يقلّصها تباعاً في السنوات الأخيرة.

المساهمون