Skip to main content
متطوعون عراقيون يقدمون دروساً مجانية لتلاميذ قرية البوير النائية
محمد علي ــ بغداد
خريجو جامعات العراق يتطوعون لتدريس تلاميذ المدارس بالمجان (صفحة الناشط علي الجبوري/فيسبوك)

تبدو مشاكل التعليم في مناطق العراق الشمالية والغربية أكثر وضوحاً من غيرها، حيث ما زالت المئات من المدارس مدمرة بشكل كامل أو متضررة منذ اجتياح تنظيم "داعش" في عام 2014، وكثير من المدارس القائمة لا تملك الوسائل التعليمية ولا الكوادر التدريسية.

وكرر ناشطون عراقيون تنظيم حملات تطوعية لمساعدة التلاميذ في تلك المناطق على التحصيل، وخصوصاً في الأنبار وضواحي كركوك وصلاح الدين، حيث تطوع خريجو جامعات من الجنسين للتدريس بالمجان.

وشهدت قرية البوير، جنوب غربي الموصل، خلال الأيام الأخيرة، حملة تطوع جديدة لتدريس طلاب السادس والخامس الابتدائي، لتعويضهم عن نقص الأساتذة، وذلك بالتنسيق مع إدارات المدارس التي ترحب بتلك المبادرات.

ويقول الناشط الموصلي علي الجبوري، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "المبادرات التي ينظمها ناشطون مدنيون باتت عاملاً مهماً في تخفيف مشاكل المناطق العراقية المنكوبة. الحملات تجاوزت جمع الأموال أو توزيع السلال الغذائية إلى إعادة إعمار منازل الأرامل والأيتام، والمساعدة في الحصول على فرص عمل، أو علاج، وحالياً تتركز على ملف التعليم".


وتابع الجبوري: "في نينوى وحدها أكثر من 10 مبادرات تعليم مجانية يقوم عليها ناشطون وناشطات من خريجي الجامعات، وبعضهم يقوم بالتدريس في منزله، أو في مركز أو مقهى عام، وآخرون صاروا يذهبون إلى المدارس بالتنسيق مع إداراتها".

وقال عضو نقابة المعلمين العراقيين محمد فياض إنّ "العدد الإجمالي لطلاب العراق يقارب 11 مليوناً، وبزيادة سنوية تبلغ نحو 300 ألف، عدا عن الآلاف الذين قرروا العودة إلى مقاعد الدراسة بعد طي صفحة النزوح، ما يرتب على وزارة التعليم إيجاد حل لمشكلة نقص كوادر التدريس الناتجة عن الأزمات المالية التي منعت توسيع نطاق التوظيف، فضلاً عن وجود خلل في التوزيع سببه المحسوبية والوساطات، ما ترك المدن النائية بلا معلمين، بينما يتكدسون في المدن الكبرى ومراكز المحافظات".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

ووفقاً لتقديرات رسمية، فإنّ أكثر من 2500 مدرسة دمرت كلياً أو جزئياً وخرجت من العمل جراء المعارك في نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك وأطراف بغداد، وتعول السلطات على اتفاقية مع الصين تتضمن بناء ألف مدرسة كمرحلة أولى ضمن تفاهمات مقابل النفط، وتم البدء بالمشروع الذي يشمل أغلب محافظات العراق.