مبين خان... نعيش بلا هويات في باكستان
جاء أجداده إلى باكستان قبل الغزو السوفييتي لأفغانستان نهاية السبعينيات من القرن العشرين. ولد في مدينة سركودها بإقليم البنجاب الباكستاني قبل 45 عاماً، وعاش فيها لكنه حرم من التعليم، وهو حال أولاده اليوم الذين لا يملكون هويات باكستانية، ولا يمكن بالتالي أن يتعلموا في مدارس خاصة.
يقول مبين خان لـ"العربي الجديد": "أعيش بعيداً عن الأقارب والقبائل، لكنني أحتفظ بعادات وتقاليد عائلتي. وقد درست حتى الصف الخامس فقط، لأن والدي حاجي داوود لم يملك قدرة دفع رسوم حصولي على العلم في مدارس خاصة، أما المدارس الخاصة باللاجئين التي تموّلها مفوضية اللاجئين فلم تكن موجودة في إقليم البنجاب، لأن معظم اللاجئين الأفغان كانوا يعيشون في شمال غرب باكستان، والمشاريع الخاصة بهم التي تموّلها منظمات دولية كانت هناك بعيدة عن البنجاب.
تتحدر أسرة مبين من قبائل زازي في ولاية خوست جنوبي أفغانستان، لكنه لم يزر أفغانستان في حياته، رغم أنه يحبها كثيراً، وذلك بسبب الإجراءات على الحدود.
ويعلّق: "سنبقى لاجئين مهما عشنا في باكستان. وعدم حصولنا على الهوية إحدى أكبر العقبات التي نواجهها، وحرمت أولادي أيضاً من التعليم. ونحن نواصل حياتنا في حيرة بين بلدنا الأصلي الذي افتقد الأمن سابقاً ويخضع لسيطرة حركة طالبان حالياً، ولا تتوفر فيه فرص عمل، وبين بلد اللجوء الذي ولدت فيه مثل أولادي من دون أن نملك فرصة الحصول على هويات، ما يعني أننا سنظل لاجئين عقوداً أخرى".
ورزق مبين بستة أولاد، هم ثلاث بنات وثلاثة صبيان. وقد تعلم الابن لياقت خان القرآن الكريم على يد إمام المسجد، وذهب إلى المدرسة حتى الصف الثالث، قبل أن يعمل في جمع مخلفات المنازل التي يبيعها ليربح بعض المال، رغم أن الوضع المعيشي لوالده مبين أفضل، ولا يحتاج إلى الاعتماد على عمل أبنائه، فهو يعمل بالشراكة مع زميل باكستاني له في بيع وشراء المنازل والأراضي، ويكسب أموالاً لا بأس بها، كما يملك منزلاً كبيراً مقارنة بمنازل اللاجئين الآخرين، وقد اشتراه باسم أحد رفاقه الباكستانيين.
ولا يزال والد مبين حاجي داوود، رغم كبر سنه، في صحة جيدة، ويزور أقاربه في ولاية خوست الأفغانية أحياناً. وهو يحب بلاده ويرغب في أن يمضي باقي حياته فيها، لكن ابنه مبين يمنعه بسبب تخوفه من انعدام الأمن، والمشاكل المرتبطة بالفقر الشديد وفقدان فرص العمل.
