مبادرة لمواجهة التطبيع التربوي في مدارس وجامعات المغرب

25 مارس 2025
متظاهرة في الرباط تحمل لافتة للتنديد بالتطبيع، 15 أكتوبر 2023 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت هيئة مغربية غير حكومية مبادرة للتنبيه لمحاولات الاختراق الصهيوني للجسم التربوي في المغرب، وتسليط الضوء على مخاطر التطبيع على الأجيال المغربية، ضمن فعاليات "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع".
- أشار سعيد مولاي التاج إلى محاولات استهداف الذاكرة التاريخية للأجيال وتزوير الحقائق من خلال أنشطة تطبيعية، مع مواجهة قيود على أنشطة المجموعات المناهضة للتطبيع.
- بدأت مبادرات التطبيع التعليمي بين إسرائيل والمغرب في فبراير 2021، مع توقيع اتفاقيات تعاون رغم المعارضة، وتضمنت برامج توعية بمخاطر التطبيع.

أطلقت هيئة مساندة للشعب الفلسطيني ومناهضة للتطبيع في المغرب، مبادرة تهدف للتنبيه إلى محاولات الاختراق الصهيوني للجسم التربوي في البلاد، وإبراز مخاطر التطبيع على مستقبل أجيال المغرب. وشرعت لجنة "مناهضة التطبيع التربوي" التابعة للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع "(غير حكومية) ابتداء من أمس الاثنين، في تنظيم فعاليات في المؤسسات التعليمية والجامعية تحت شعار: "في يوم الأرض نجدّد العهد على التحرير وإسقاط التطبيع". وهي فعاليات تسعى لاستثمار مناسبة يوم الأرض العالمي الذي يصادف 30 مارس/ آذار من كل عام، من أجل تجسيد الدعم والتضامن مع الفلسطينيين ومناهضة التطبيع التعليمي.

وقال عضو لجنة "مناهضة التطبيع التربوي"، سعيد مولاي التاج، إن المبادرة التي أطلقتها اللجنة في إطار الفعاليات التي أعلنت عنها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية) بمناسبة تخليد الذكرى الـ49 ليوم الأرض العالمي، تهدف لتنبيه جمهور الأساتذة والطلبة والتلاميذ لمحاولات الاختراق الصهيوني للجسم التربوي المغربي، وكذلك إبراز مخاطر التطبيع على مستقبل أجيال المغرب.

ولفت مولاي التاج، في تصريح لـ"العربي الجديد " اليوم الثلاثاء، إلى أن المبادرة تأتي "في ظل المحاولات المتكررة من بعض المتصهينين المغاربة، خاصة بعد التطبيع السياسي الرسمي للسلطات المغربية في ديسمبر/ كانون الأول 2020، استهداف محو ذاكرة الأجيال الناشئة، وتزوير حقائق التاريخ ووقائع السياسة، من خلال إقامة أنشطة تطبيعية، وتأسيس النوادي وتبادل الزيارات وعقد شراكات، واستقبال وفود، واحتضان أنشطة ثقافية وفنية وعلمية يشارك فيها الصهاينة".

وقال: "الأخطر من ذلك كله بدء تغيير المقررات والمناهج الدراسية بما يخدم السردية الصهيونية أو يتقاطع معها، أو يروج للجرائم الصهيونية ويصوغ القبول بها"، مضيفاً: "للأسف لا يُسمح للمجموعات المناهضة للتطبيع بممارسة حقها في التعبير والاحتجاج، إذ تُمنع أنشطة الجبهة المغربية وبعض شركائها بل وتُقمع في بعض الحالات، ووصل الأمر إلى حد منع ملتقى القدس الدولي وإغلاق الجامعات".

وتعود مبادرات التطبيع التعليمي بين إسرائيل والمغرب إلى فبراير/ شباط من عام 2021، إذ اتّفق وزيرا التعليم المغربي والإسرائيلي على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطلابية بين الدولتين، وإجراء مسابقات تعليمية باللغتين العربية والعبرية فيهما، الأمر الذي لاقى في حينه معارضة شديدة من قبل الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع.

ورغم تلك المعارضات، وقّع وزير التعليم العالي المغربي السابق عبد اللطيف الميراوي ونظيرته الإسرائيلية في مايو/ أيار 2022، اتفاقية التعاون الأولى بين الجامعات ومراكز الأبحاث. وقال مولاي التاج إن لجنة "مناهضة التطبيع التربوي"، باعتبارها إحدى اللجان الوظيفية التابعة للجبهة المغربية، وضعت هذه السنة برنامجاً متنوعاً جرى تعميمه على الأساتذة والطلبة والتلاميذ يغطي الفترة من 24 إلى 28 مارس/ آذار الحالي، يشمل ندوات ومحاضرات ومسابقات ثقافية وفنية ورياضية وأشكالاً رمزية، من أجل التذكير بالحق الفلسطيني التاريخي المشروع والتوعية بمخاطر التطبيع على النسيج التربوي وعلى المجتمع ومستقبل المغرب ككل، باعتبار المدرسة والثانوية والجامعة هي إحدى أخطر مؤسسات التنشئة الاجتماعية وإنتاج القيم وغرسها وترسيخها داخل المجتمعات. كما أنها "ساحة مواجهة بين مشروعين: مشروع إنساني وطني إسلامي قومي مستقل وحر، ومشروع عنصري استيطاني تخريبي إرهابي يمارس عملية تزييف شاملة من خلال رفع شعارات السلام والتعايش في ظل التقتيل الذي تمارسه آلة القتل الصهيونية التي تمارس أبشع إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني موثقة ومدانة دولياً من خلال أحكام محكمة العدل والجنائية الدولية".

ولفت إلى أن "هذا البرنامج الحافل تواكبه حملة إعلامية شاملة من خلال إطلاق وسوم "هاشتاغات" وأيضاً بطاقات توعوية في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى صفحات الهيئات الشريكة النقابية والجمعوية والسياسية، والمجموعات الطلابية والتلمذية والمهنية الخاصة برجال ونساء التعليم بكل أسلاكه في المغرب".

وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد توقفها في عام 2000 على خلفية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

المساهمون