استمع إلى الملخص
- جمعت الحملة نحو 20 ألف دولار في يوم واحد، وتم تمديدها لتشمل مناطق مجاورة، حيث أرسلت التبرعات إلى غزة عبر جمعية موثوقة.
- يؤكد المشاركون على أهمية دعم غزة في مواجهة العدوان، ويدعون لتوسيع الحملات وزيادة التبرعات في ظل الصمت العربي والدولي.
أطلق تجمع "شباب سيروب" في مدينة صيدا جنوبي لبنان، مبادرة "سهم صمود من مخيم عين الحلوة إلى غزة"، والتي تهدف إلى جمع تبرعات مادية لتوفير الإغاثة للعائلات التي تعاني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
يقول إبراهيم الحاج، وهو لاجئ فلسطيني مولود في مخيم عين الحلوة، ويقيم في منطقة سيروب قرب صيدا: "أطلقنا هذه المبادرة لكوننا فلسطينيين، ونعتبر أنفسنا جزءا من المعركة الحاصلة في غزة. صحيح أننا لا نستطيع تقديم شيء على مستوى المقاومة، لكن باستطاعتنا جمع تبرعات مالية، وإيصالها إلى أهلنا في غزة للمساهمة في تثبيت صمودهم في هذه الحرب القائمة. انطلقت فكرة المبادرة من خلال مواقع التواصل، خصوصاً مجموعة شباب مخيم عين الحلوة على تطبيق "واتس آب"، ولقينا تجاوباً كبيراً من أهالي المخيم".
يضيف الحاج: "بدأنا العمل في أحياء مخيم عين الحلوة كافة من أجل جمع التبرعات لأهلنا في غزة، والحملة ليس لها لون فصائلي، ولا انتماء حزبي، والمشاركون فيها من فصائل فلسطينية متعددة، مع أشخاص مستقلين، وهذا هو سبب نجاح المبادرة والتجاوب الشعبي معها، كما لقينا تجاوباً من الفصائل الفلسطينية، وتم الإعلان عن المبادرة في خطب الجمعة بالمخيم حتى تأخذ شرعية".
يتابع: "عندما بدأت المبادرة، كان المخطط أن نجمع التبرعات لمدة يوم واحد، وكان ذلك في شهر رمضان الماضي، وقمنا بتوزيع صناديق التبرعات في نقاط محددة داخل أحياء المخيم، وكان عددها عشر نقاط، وشهدت إقبالاً كبيراً من الأهالي، حتى أن البعض حملوا الصناديق وداروا بها على بيوت المخيم، ودخلوا إلى زواريبه لجمع المال، وفي ذلك اليوم استطعنا جمع نحو 20 ألف دولار، وقمنا بتمديد المبادرة ليومين وفق رغبة أهالي المخيم".
ويوضح الحاج أن "الحملة انطلقت بالأساس في مخيم عين الحلوة، واستهدفت سكان المخيم، لكننا وضعنا لاحقاً ثلاثة صناديق في ثلاث مناطق مجاورة للمخيم، أحدها في سيروب، والثاني في حي الزهور إلى جانب سراي صيدا الحكومي، والثالث في منطقة صيدا البلد المطلة على البحر. بعد جمع التبرعات، قمنا بإرسال المبلغ عن طريق جمعية تتولى إرسال المبالغ المالية إلى أهلنا في غزة منذ بداية العدوان على القطاع، ووثقت لنا وصول الأموال بفيديوهات من غزة، كانت عبارة عن توصيل طعام ومياه، وتوزيع مبالغ مالية، وملابس العيد، وإصلاح بئر ماء، وقد قررنا إعادة المبادرة لدعم أهلنا في غزة، وستستمر لأسبوعين، وسنحاول أن نوسعها لتشمل بقية المخيمات الفلسطينية في لبنان".
بدوره، يقول اللاجئ الفلسطيني حسام ميعاري، وهو مسؤول عن صندوق لجمع التبرعات: "بدأت مبادرة (سهم صمود) في شهر رمضان الماضي، وأطلقها تجمع شباب سيروب في مدينة صيدا، وحين جمعوا التبرعات، والتي بلغت نحو 20 ألف دولار، أرسلوها إلى أهلنا المحاصرين في غزة المتروكين بلا طعام ولا ماء، وليس لديهم أي من مقومات الحياة، لذا قررنا مشاركتهم المبادرة في مخيم عين الحلوة. قبل عيد الأضحى، عاودت المبادرة إطلاق حملة جمع التبرعات للمساهمة في تخفيف الأزمة على أهلنا في غزة، ولاقت إقبالاً من الناس".
يضيف ميعاري: "جمع التبرعات أقل ما نستطيع القيام به لدعم صمود أهلنا في غزة، والذين يقدمون بيوتهم وأهلهم وأولادهم ونساءهم وشيوخهم شهداء في سبيل تحرير فلسطين، ومقاومة العدو الصهيوني. أقل واجب نستطيع القيام به هو أن نقف معهم، ويفترض أن تكون الحملات أوسع وأكبر، وعلينا أن نقتسم رغيف الخبز معهم لأنهم أهلنا، والعالم كله تخلى عنهم، لذلك يجب أن نضحي بكل ما لدينا لدعمهم، فتضحياتنا لا تقارن بتضحيتهم. ما نقدمه من تبرعات لا يكفي بالطبع، لذا يجب على الجميع التفاعل والتبرع كل حسب قدرته".
ويتابع: "أطلب من جميع الفلسطينيين وأهل لبنان مد يد العون كي نوفر الدعم لأهلنا في غزة، في ظل الصمت العربي والدولي القائم، وكوننا فلسطينيين علينا أن نكون يداً واحدة، فهذا ما يقوينا، ويدعم بقاء شعبنا، ويجعل قضيتنا بارزة، ويجعلها منبراً لأحرار العالم".