استمع إلى الملخص
- تواجه قرى "SOS" تحديات مالية تؤثر على قدرتها في توسيع طاقة الإيواء للأطفال، وتسعى الجمعية لتوفير موارد مالية ثابتة لكفالة 3 آلاف طفل إضافي، حيث تعتمد بشكل كبير على التبرعات.
- يساهم سفراء الجمعية من طلاب الجامعات في زيادة التبرعات وتوفير حلول تكنولوجية لتسهيل عملية التبرع، مما يعزز التعريف بنشاط الجمعية وأهميتها في حماية الأطفال.
أطلقت نوادٍ طلابية في جامعات تونس، يوم الأربعاء، مبادرة تهدف إلى جمع تبرعات مالية تسمح بتوسيع طاقة إيواء ورعاية الأطفال فاقدي السند عبر آلية الاقتطاع المالي الآلي المستمر. وسيبدأ طلاب الجامعات والمتطوعون الناشطون في نوادي "سفراء قرى SOS" رحلة للسير على الأقدام من منطقة رمادة في جنوب تونس نحو منطقة قمرت بالعاصمة، سيتم خلالها التواصل مع المواطنين والمؤسسات لحثهم على حملة التبرع الدائم لفائدة القرى الراعية لهؤلاء الأطفال.
وتعد قرى "SOS" واحدة من بين أهم دور رعاية الأطفال فاقدي السند في تونس، ويعود نشاطها إلى أكثر من 44 عاما، غير أنها تواجه منذ سنوات وضعا ماليا صعبا يؤثر على نوعية الخدمات المقدمة لفائدة الأطفال وقدرتها على توسيع طاقة الإيواء. وستبدأ رحلة الطلبة السفراء والمتطوعين يوم 29 يناير/كانون الثاني الجاري وتمتد إلى غاية 11 فبراير/ شباط القادم، سيقطعون خلالها مسافة لا تقل عن ألف كيلومتر يخاطبون خلالها المتبرعين والمؤسسات الاقتصادية للانخراط في جهد مناصرة الأطفال فاقدي السند والمهددين بالتشرد. وتتطلع جمعية قرى "SOS" إلى توفير موارد مالية قارة لكفالة 3 آلاف طفل إضافي في مناطق داخلية تعاني من مستوى تنمية ضعيف وارتفاع نسب الفقر، ما يجعل الأطفال فاقدي السند فيها ضحايا الهشاشة المضاعفة.
ويرى رئيس الجمعية، محمد مقديش، أن "التحويلات المالية القارة لفائدة المؤسسة هي الحل الأمثل لضمان استمرارية خدمة الأطفال والاستجابة لطلبات الإيواء والتكفل الجديدة، لا سيما وأن المؤسسة تتلقى بشكل متواتر طلبات لتوسيع دائرة المستفيدين من خدماتها". ويقول: "ساعدت هذه التحويلات على رفع طاقة الإيواء والتكفل بالأطفال فاقدي السند التي تصل حاليا إلى 5500 طفل، من بينهم 400 طفل في قرى المؤسسة و5090 طفلا مع عائلاتهم". ويشير في سياق متصل إلى أن "كلفة التكفل بالطفل الواحد تصل إلى 500 دينار شهريا (160 دولارا) تصرف للأسر التي تعاني وضع هشاشة ويعرض أطفالها للخطر أو التسرب المدرسي".
ويعتبر مقديش أن "دعم سفراء الجمعية داخل الجامعات ساهم بشكل كبير في زيادة التبرعات لفائدة المؤسسة"، مشيرا إلى أن "3 آلاف طالب ينشطون في هذه النوادي من بينهم طلبة نشأوا في كنف جمعية "SOS". وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "الجمعية تعمل منذ فترة على تشكيل حزام داعم لنشاطها حيث يكون هؤلاء الداعمون من طلاب الجامعات والمتطوعين سفراء للمؤسسة ومساعدين للتعريف بنشاطها وحث المتبرعين على توفير إيرادات". وأضاف: "نعوّل بنسبة عالية على التبرعات، حيث نتلقى 2,5 مليون دينار ( 806 آلاف دولار) فقط من ميزانية الدولة بينما توفر التبرعات 17.5 مليون دينار ( 5,6 ملايين دولار)". وتحدث مقديش أيضا عن مساهمة سفراء الجمعية من طلاب الجامعات في توفير حلول تكنولوجية لتسهيل عملية التبرع، مؤكدا أن تدخلاتهم زادت التعريف بالمؤسسة وأهميتها في حماية الأطفال، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتوفر الجمعية صيغاً مختلفة لرعاية الأطفال فاقدي السند العائلي، عبر الإيواء والرعاية المباشرة داخل منازل عائلية في أربع قرى تشرف عليها، كما تسدي خدمات تعهّد وإعاشة لنحو ألفي طفل ضمن الوسط الطبيعي وداخل أسرهم. وينتظر أن يشارك في رحلة السير على الأقدام حوالي 2000 طالب متطوع، حسب المتحدّث، الذي أعرب عن أمله في أن "تحظى هذه التظاهرة بالنجاح المنشود، حتى تكون فرصة للمؤسسات التونسية الكبرى، وللبنوك، والشركات المدرجة في البورصة، للاضطلاع بواجبها الوطني، والإسهام في دعم الجمعية في كفالة أكبر عدد ممكن من الأطفال فاقدي السند، ومناصرة الطفولة المهددة".
ينتظر حوالي 31 ألف طفل من فاقدي السند والمعرضين للخطر دورهم للالتحاق بقرى الرعاية "SOS" بينما تلقي الأزمة المالية بظلالها على مؤسسات رعاية هؤلاء الأطفال الذين يواجهون مصيرا غامضا في صورة عجز الدولة عن التكفل بهم. وبحسب الأرقام الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ومعهد الإحصاء الحكومي، يعاني 25% من أطفال تونس من وضع هشاشة، ما يعرضهم لمختلف أنواع الاستغلال.