مبادرات مجتمعية لتعزيز السلم الأهلي في اللاذقية

26 ابريل 2025
متطوعو مبادرة "ابن البلد" في جبلة، 23 إبريل 2025 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت محافظة اللاذقية مبادرات اجتماعية لتعزيز السلم الأهلي بعد أحداث دامية، منها مبادرة "ابن البلد" في جبلة لتعزيز التآلف بين الطوائف وتوزيع مساعدات مالية وإصلاح الأضرار.
- جمعية "رايا" للاستجابة الإنسانية وزعت الألبسة والأدوية والورود على العائلات المتضررة وعناصر الأمن، بينما شهدت قرى ريف اللاذقية مبادرات فردية لتعزيز الوحدة.
- أطلق الطالب أيهم شخيص مبادرة "غرسة أمل" لتنظيف وتشجير الحدائق، لتعزيز العلاقات بين السكان وكسر حاجز الخوف بعد مقتل 1562 شخصاً.

شهدت محافظة اللاذقية الساحلية، غربي سورية، خلال الأسابيع الأخيرة، مبادرات اجتماعية تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي بين طوائف المجتمع، عقب أحداث أمنية دامية شهدتها المحافظة في مارس/آذار الماضي، وكادت تنذر بنشوب حرب طائفية.
كانت من أبرز المبادرات الشعبية مبادرة "ابن البلد" التي أطلقت في مدينة جبلة (25 كيلومتراً جنوب اللاذقية) لتعزيز التآلف والمحبة بين سكان المدينة وريفها من السوريين المنتمين للطائفتين العلوية والسنية.
يقول المشرف على المبادرة مهيار بدرة، لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف من إطلاقها كان إعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة، وكسر طوق الخوف الذي نشأ بين الطائفتين خلال الأحداث الأمنية الأخيرة، وتعزيز ثقافة الحوار، وتذكير الناس بأنهم كانوا متعايشين منذ مئات السنين، وقبل نظام الأسد أو السلطة الحالية".
ويرى بدرة أن "هناك حاجة ماسة لمواجهة ثقافة التخوين، لا سيما مع حجم الشائعات الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار خطاب الكراهية، وتقصير السلطات في محاربته. هذه الأسباب أوجبت علينا التحرك العاجل لتقريب الناس وكسر الحواجز بينهم".
وشارك في المبادرة شبان من مختلف الطوائف، قاموا بتوزيع مساعدات مالية في مختلف الأحياء، مع رسالة كتب عليها "ابن البلد". وضمت إحدى فعاليات الحملة تطوع أصحاب مهن حرة من مختلف الطوائف لإصلاح الأضرار في منازل المدنيين الذين تأثروا بالأحداث الأمنية الأخيرة في الساحل السوري.
كما ظهر شبان من مختلف الأحياء والقرى في تسجيلات مصورة نشرتها المبادرة وهم يكررون عبارات "أنا من هذه المنطقة. أنا ابن البلد"، في إشارة إلى الانتماء المشترك، وعدم التفرقة على أساس مناطقي أو طائفي.


تقول ريما إحسان وهي من المشاركين في المبادرة: "بعيداً عن التحريض الطائفي المتناثر على صفحات فيسبوك، ضمت المبادرة أبناء جبلة. تفاءلت كثيراً عندما ساعدنا إخوتنا، وشاركت خمس ورشات معنا، وتبرعوا لمساعدتنا بالأيدي العاملة، وهذا دليل على أننا كلنا يد واحدة، ونريد الاستقرار والأمان، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها".
في السياق نفسه، برزت مبادرات أخرى من بينها تلك التي أطلقتها جمعية "رايا" للاستجابة الإنسانية الطارئة في اللاذقية، وقام متطوعو الجمعية بتوزيع الألبسة والأدوية على العائلات المتضررة في ريف الساحل السوري، كما وزعوا الورود على عناصر الأمن، مع عبارات شكر على جهودهم في حفظ الأمن.
وشهدت قرى في ريف اللاذقية مبادرات فردية أطلقها شبان بالتعاون مع بعض المتبرعين لتعزيز السلم الأهلي، وشملت دفع أجور حافلات النقل المتوجهة من مدينة جبلة إلى ريفها لمساعدة الأهالي، وتوزيع ألعاب أطفال مع رسائل تحمل عبارات مثل "نحن أهل"، و"كلنا أهل بلد واحدة" في ريف جبلة.


أطلق الطالب الجامعي أيهم شخيص مع عدد من رفاقه مبادرة "غرسة أمل" في مدينة اللاذقية، التي تهتم بتنظيف وإحياء تشجير الحدائق والأماكن العامة في مختلف الأحياء. ويقول: "ندرك أن سورية تحتاج إلى جميع أبنائها في عملية إعادة الإعمار، ومن هذا المنطلق، طرحت هذه المبادرة على رفاقي، ولقيت تجاوباً كبيراً من قبل شبان من مختلف الطوائف".
يضيف شخيص لـ"العربي الجديد": "قوبلت مبادرتنا بتجاوب كبير من الأهالي، ومن مختلف الطوائف. أردنا كسر حاجز الخوف، فالبعض ما زال حتى اليوم يخشى التوجه إلى مناطق يسكنها أناس من غير طائفته بعد الأحداث التي شهدتها اللاذقية، وكانت رسالتنا واضحة، فنحن هنا لأننا أهل، وتجمعنا علاقات الجيرة والقربى والمستقبل المشترك".

وشهدت اللاذقية وغيرها من مناطق الساحل السوري، في 6 آذار/ مارس الماضي، وعلى مدار أيام، عمليات قتل وتصفية طاولت مدنيين من السوريين السنة والعلويين، عقب هجوم نفذه مسلحون موالون للنظام السابق استهدف عناصر من الأمن العام ومدنيين.
ووثق تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان في 9 إبريل/ نيسان 2025 مقتل 1562 شخصاً في تلك الأحداث الدامية، من بينهم 60 طفلاً و84 سيدة، على خليفة تصاعد أعمال العنف في مناطق الساحل السوري.

المساهمون