مبادرات لمنع استخدام البلاستيك في روسيا

مبادرات لمنع استخدام البلاستيك في روسيا

08 ابريل 2021
مطالبة بحظر استخدام البلاستيك في روسيا (ميخائيل سفيتلوف / Geety)
+ الخط -

 

تشهد روسيا في خلال السنوات الأخيرة سلسلة مبادرات للحد من استخدام البلاستيك، لما يشكله من خطر على البيئة. وتطالب تلك المبادرات بحظر تلك المواد في بلدان الاتحاد الأوراسي.

ازدادت في روسيا والجمهوريات السوفييتية السابقة المبادرات المطالبة بفرض القيود وأحياناً الحظر الكامل على استخدام الأواني والأكياس البلاستيكية، نظراً إلى صعوبة تدوير مثل هذه النفايات، ما يشكل خطراً على البيئة المحيطة. ومن المبادرات المتعلقة بالملف، إعلان اللجنة الاقتصادية الأوراسية في وقت سابق من مارس/ آذار المنصرم، عن عزمها حظر استخدام الأكياس البلاستيكية على نحو تدريجي، في بلدان الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان). وتجرى في الوقت الحالي عملية تنسيق خطة تحقيق استراتيجية الدفع بالتكامل الاقتصادي الأوراسي، والتي من المقرر أنّ تشمل فعاليات محددة لفرض حظر تدريجي على استيراد وإنتاج البلاستيك للاستخدام مرة واحدة.

وقد حظيت المبادرة بدعم وزارة البيئة الروسية، بينما دعت وزارة الصناعة والتجارة إلى مراعاة التداعيات البيئية والاقتصادية لمثل هذه الخطوة بحسب البدائل المتوفرة. وهذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها مسألة حظر استخدام البلاستيك لمرة واحدة على مستوى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، إذ سبقت مناقشتها في العام الماضي. ودعت نائبة رئيس الوزراء الروسي، فيكتوريا أبرامتشينكو، إلى عدم التخوف من حظر إنتاج واستخدام المواد غير القابلة للتدوير في روسيا، بما فيها البلاستيك الملون وشفاطات المشروبات والأواني البلاستيكية المخصصة للاستخدام مرة واحدة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي هذا الإطار، لفت مدير برامج حماية البيئة في منظمة "الدورية الخضراء"، رومان بوكالوف، إلى أنّ "الدعوات إلى منع الأكياس البلاستيكية في روسيا ليست وليدة اللحظة، لكنّ تطبيقها يتطلب إرادة سياسية وتصدياً لنفوذ مجموعات الأعمال". وأشاد في حديثه لـ"العربي الجديد" باقتراح أبرامتشينكو بشأن شفاطات المشروبات والأواني البلاستيكية، مؤكداً أنّ "هذه خطوة أولى جيدة نحو حظر البلاستيك. فقد عشت أنا وغيري في الحقبة السوفييتية من دون الأكياس البلاستيكية، وكنا نستخدم الأكياس القماشية، وكانت الأمور تسير على ما يرام". 

وحول خطورة النفايات البلاستيكية على البيئة، قال بوكالوف: "تتراكم النفايات البلاستيكية في المكبات بلا تدوير لتتجزأ إلى جزئيات صغيرة وتصل إلى أحواض المياه. ولهذا السبب نطالب باستبدال الأكياس البلاستيكية بأخرى ورقية. والآن يمكن الاسترشاد بنموذج الدول الأوروبية التي سبقت روسيا في مجال الحد من النفايات البلاستيكية". وفي ما يتعلق بالعقبات التي ظلت قائمة أمام تقييد استخدام البلاستيك في روسيا حتى الآن، لفت إلى أنّ "كل شيء يعتمد على مواجهة مصالح مجموعات الأعمال، لكنّها لن تعود مؤثرة في حال اتخذ القرار المبدئي على المستوى الرئاسي". 

مبادرات للحد من استعامل البلاستيك في روسيا (ميخائيل سفتلوف / Getty)
يبدو أنّهما ملتزمان بالفرز (ميخائيل سفتلوف / Getty)

وإلى جانب الحدّ من استخدام البلاستيك، تتزايد في روسيا المبادرات لتقليل استخدام الورق لطباعة الفواتير في المتاجر، حفاظاً على الأشجار والغابات. وأظهر استطلاع شمل ثلاث شبكات تجزئة أعدّته صحيفة "إر بي كا" الروسية في مارس/ آذار المنصرم، إلى أنّ أكثر من 500 ألف من زبائنها اختاروا الاكتفاء بالفواتير الإلكترونية لمشترياتهم عند الدفع بواسطة التطبيقات على أجهزتهم الذكية. وعلق بوكالوف على ذلك قائلاً إنّ "هذا توجه جيّد على الرغم من أنّ الوضع مع الغابات أقل خطورة منه مع البلاستيك، إذ إنّ ثمّة غابات هرمت أشجارها في روسيا، ما يتطلب قطعها في كل الأحوال حتى لا تتحول إلى وقود لحرائق الغابات". ورأى بوكالوف أنّ الروس أصبحوا يبدون مسؤولية أكبر تجاه القضايا البيئية، مشيراً إلى "حملات واسعة النطاق لتوعية تلاميذ المدارس، إذ أصبح الأطفال ينقلون معرفتهم إلى الكبار، وأصبح الناس يتسمون بمسؤولية أكبر ويعملون على فرز نفاياتهم بحسب أنواعها للمساعدة في تدويرها".

ومن مؤشرات تزايد وعي الروس تجاه قضايا البيئة والنفايات، نتائج استطلاع أجرته شركة "بروسنيكا" للبناء حديثاً في خمس مدن، أظهر أنّ 89 في المائة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم مستعدّون لفرز النفايات في حال خلقت ظروف مواتية لذلك. وأكد الأشخاص المستطلعة آراؤهم بمعظمهم أنّهم يفرزون النفايات إلى ثلاثة أنواع، و11 في المائة إلى أربعة أو خمسة أنواع مثل الورق والبلاستيك والزجاج والمعادن. يُذكر أنّ "بروسنيكا" هي من شركات البناء التي تخصص في تجمعاتها السكنية حاويات منفصلة لمختلف أنواع النفايات، وتعتزم إطلاق نظم إعادة التدوير الشامل في مواقع البناء، ما يساهم في ترشيد استهلاك الكهرباء ويقلل من النفقات المتعلقة بنقل القمامة بنسبة 15 في المائة.

من جهة أخرى، حذّرت منظمة "غرينبيس" المعنية بحماية البيئة من أنّ جائحة كورونا أبعدت قضايا الدفع بـ"الاقتصاد الأخضر" إلى المشهد الخلفي في ظل تحويل الأموال التي كانت تخصص سابقاً لتطوير التكنولوجيا البيئية إلى دعم منظومة الرعاية الصحية والعاطلين من العمل.
تجدر الإشارة إلى أنّه في كلّ عام، يُرمى نحو ثمانية ملايين طنّ من البلاستيك في المحيطات، أي ما يعادل حمولة شاحنة واحدة كلّ دقيقة، وفق منظمة "أوشين كونسرفانسي" الأميركية غير الحكومية. وأكثر من 620 ألف طنّ من هذه المخلّفات يأتي من إندونيسيا بعد الصين.

المساهمون