مبادرات أهلية لجمع الكتب المدرسية المستعملة في الجزائر
استمع إلى الملخص
- يقود الناشط سامي كتفي وفريقه من جمعية الأمل الخيرية مشروعاً لجمع وتوزيع الكتب بالتعاون مع بلدة حمادي، بمشاركة الهلال الأحمر الجزائري في العاصمة.
- تشمل المبادرات تبادل الكتب تحت شعار "ضع كتاب، خذ كتاب"، وتدعم الحكومة هذه الجهود بتوفير الكتب والمنح للعائلات الفقيرة.
تستهدف مبادرات جمع الكتب المستعملة وتوزيعها في الجزائر توسيع الإفادة منها، وأيضاً تعليم التلاميذ الحفاظ عليها ومساعدة الآخرين.
عشية الدخول المدرسي في الجزائر تبرز مبادرات لجمع كتب مستعملة وإصلاحها كي تصبح جيدة تمهيداً لاستغلالها مجدداً. وتوزع هذه الكتب مجاناً على من يحتاجها من تلاميذ، خصوصاً من لا تتوفر لهم الإمكانيات المادية لشراء كل الاحتياجات من كتب وأدوات.
في منطقة مفتاح بولاية البليدة التي تبعد 70 كيلومتراً جنوب العاصمة الجزائرية، ينفذ الناشط المدني سامي كتفي مع فريق من النشطاء ضمن جمعية الأمل الخيرية، مشروعاً أهلياً لجمع كتب مدرسية مستعملة، ويقول لـ"العربي الجديد": "نفذنا تجربة ناجحة لمبادرة جمع وتوزيع كتب مدرسية مستعملة في بلدتنا مفتاح وضواحيها خلال العامين الماضيين. وقد أطلقت مبادرة العام الحالي قبل فترة وستستمر حتى الدخول المدرسي، حيث نتشارك مع رفاق الخير في بلدة حمادي القريبة، ونجمع كتباً مدرسية مستعملة وجديدة لكل مراحل التعليم من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثالثة ثانوي، وبعضها هبات من تلاميذ، كما نحصل على دعم خارجي لتوفير بعضها".
يتابع: "نستهدف أيضاً من خلال المبادرة تعليم التلاميذ أهمية الحفاظ واستغلال الكتب والتبرع بها لمن يحتاجونها عند انقضاء الموسم الدراسي". ويضيف: "سارت العملية ببطء في الفترة الماضية، لكن مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، زاد النشاط مع بدء تحضير الدخول وتجهيز الاحتياجات الضرورية من كتب ومراجع".
وبعد استلام الكتب يتولى نشطاء في الجمعية تنظيمها بحسب السنوات الدراسية، وحصر الاحتياجات، ثم توزيعها بحسب طلبات العائلات. وبعد الدخول المدرسي يجري أيضاً التنسيق مع المدارس إذا اتضح أن بعض التلاميذ لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة بسبب عدم امتلاكهم كتباً، أيضاً تنفذ هيئات شبه رسمية هذه المبادرات. وقبل أيام أعلن الهلال الأحمر الجزائري في باب حسن بالضاحية الغربية للعاصمة عن حملة لجمع كتب مدرسية مستعملة، واستقبل متطوعوه الكتب التي تبرع بها تلاميذ أو عائلات، وتولوا تنظيمها وتصفيفها لإعادة توزيعها على من يحتاجونها قبل بدء العام الدراسي المقرر في 21 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقبل إطلاق هذه المبادرات التي نشطت بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، نفذت جمعيات أهلية حملة دعائية لتشجيع التلاميذ على التبرع، وحددت نقاط اتصال لجمع الكتب. ويقول الناشط محمد خليفة لـ"العربي الجديد": "جمعنا 522 كتاباً مدرسياً العام الماضي وأعدنا توزيعها، وعشية الموسم الدراسي الجديد هذا العام خاطبنا التلاميذ وعائلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وملصقات في الفضاء العام، وقلنا لهم إن طلاباً يحتاجون إلى كتبكم كي يواصلوا طريقهم نحو النجاح، ووجهنا دعوات إليهم للمساهمة في حملة جمع الكتب المدرسية والتبرع بها. ونحن نحث التلاميذ أيضاً أن يحرصوا على أن تكون الكتب التي يتبرعون بها في حالة جيدة كي يستفيد منها غيرهم. وهذه المبادرات التي تبدو بسيطة تساهم في تغيير مستقبل تلاميذ ربما يحتاجون الى هذه الكتب لمواصلة التعليم".
إلى ذلك تستهدف مبادرة أخرى تبادل الكتب المدرسية كي يستطيع التلاميذ تسليم كتب باتوا لا يحتاجون إليهم بعدما صعدوا الى صف دراسي أعلى، وأخذهم في المقابل كتباً خاصة بصفهم الجديد. وتنظم جمعية القدس للأعمال الخيرية في بلدة المشروحة عملية لتبادل كتب مدرسية، وأيضاً دار الشباب في منطقة القبة بأعالي العاصمة الجزائرية، وذلك للعام الرابع على التوالي، بشعار "ضع كتاب، خذ كتاب". وتهدف هذه الحملة إلى تبادل كتب مدرسية مستعملة وأيضاً مساعدة عائلات معوزة على اقتنائها لصالح أبنائهم مجاناً، وهي تستمر بحسب القائمين عليها حتى نهاية سبتمبر الجاري.
يقول العضو في جمعية روافد الشبابية التي تنشط في بلديات العاصمة الجزائرية، سيف الدين تواتي، لـ"العربي الجديد": "لقيت عملية تبادل الكتب المستعملة نجاحاً كبيراً، إذ سمحت باسترجاع عدد مهم من هذه الكتب لإعادة توزيعها مجاناً على التلاميذ. أيضاً تمنح الحكومة وفق نظام تكافلي كتباً مدرسية مجاناً لتلاميذ عائلات فقيرة ومعوزة، لضمان التكافل والمساواة وإتاحة فرصة التعليم للجميع، كما تصرف منحاً مالية لهذه العائلات. من هنا لا تستهدف المبادرات الأهلية فقط تغطية جوانب اجتماعية، بل تعمل للحفاظ على البيئة من خلال الإفادة والاستغلال الجيد للكتب المدرسية التي تكون في حالة جيدة، وأيضاً غرس ثقافة الحفاظ على الكتاب وأهميته لدى التلاميذ والناشئة".