ما نعرفه عن عقار ديكساميثازون الذي يُعالج به ترامب من كورونا

ما نعرفه عن عقار ديكساميثازون الذي يُعالج به ترامب من كورونا

05 أكتوبر 2020
دواء ديكساميثازون يقلل من خطر الوفاة بين مرضى كورونا (Getty)
+ الخط -

بعد إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكورونا ونقله إلى المستشفى، أعلن الأطباء أنه تم وصف عقار ديكساميثازون لمعالجته من الفيروس. فما هو هذا العقار، وكيف يتم إعطاؤه وهل سيتم وصفه لجميع مرضى كوفيد 19؟

أوضح تقرير صادر عن صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن دواء ديكساميثازون يقلل من خطر الوفاة بين مرضى كورونا بنحو 33%، إذ وجد فريق من العلماء في جامعة أكسفورد أن الدواء نجح في علاج المرضى غير القادرين على التنفس، وساهم في تقليل الوفيات بنسبة تصل إلى 20%.

وجاءت النتائج ضمن سلسلة من التجارب بدأها العلماء في شهر مارس/ آذار الماضي، وأطلق عليها اسم "تجربة الاسترداد".

وبحسب كينيث بيلي، طبيب العناية المركزة بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة والذي يعمل في اللجنة التوجيهية للتجربة المسماة RECOVERY أو تجربة الاسترداد، فإن النتائج الخاصة بهذا الدواء كانت مذهلة. ووفق ورقة بحثية نشرت في مجلة The Nature  الطبية، تعد تجربة RECOVERY، التي تم إطلاقها في مارس/آذار، واحدة من أكبر التجارب العشوائية ذات الشواهد في العالم لعلاج فيروس كورونا، إنها تختبر مجموعة من العلاجات المحتملة. وقد سجلت تجربة الديكساميثازون نحو 2100 مشارك تلقوا الدواء بجرعة منخفضة إلى معتدلة من 6 ملليغرامات يوميًا لمدة 10 أيام، وقارنوا أداءهم مع حوالي 4300 شخص تلقوا رعاية قياسية لعدوى فيروس كورونا.

وكان تأثير الديكساميثازون أكثر ما يلفت الانتباه بين المرضى ذوي الحالات الحرجة على أجهزة التنفس الصناعي. كذا كان له تأثير كبير في تحسن صحة أولئك الذين كانوا يتلقون العلاج بالأكسجين، ولكنهم لم يكونوا على أجهزة التنفس الصناعي، إذ تم تقليل خطر الموت بنسبة 20 %، فيما لم يكن للستيرويد أي تأثير على الأشخاص الذين يعانون من حالات أقل خطورة من الفيروس.

وبعد وقت قصير من نشر النتائج، أعلنت حكومة المملكة المتحدة أنها سمحت على الفور باستخدام الديكساميثازون للمرضى الذين يعانون من فيروس كورونا الذين يحتاجون إلى الأكسجين، بما في ذلك أولئك الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي. ويقول الباحثون إنهم يشاركون نتائجهم أيضًا مع المنظمين في المملكة المتحدة وعلى الصعيد الدولي.

دراسة صارمة

ويقول بيتر هوربي، اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة وكبير الباحثين في التجربة: "إن استخدام المنشطات لعلاج التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية مثل كوفيد 19 كان مثيرًا للجدل". ويضيف"إن البيانات المستمدة من تجارب الستيرويد أثناء تفشي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة لم تكن حاسمة، لكنها بالنسبة إلى فيروس كورونا فقد أثبتت فاعليتها".

ويصف هوربي النتائج بأنها "اختراق كبير"، قائلاً إن ديكساميثازون هو الدواء الوحيد حتى الآن الذي "ثبت أنه يقلل الوفيات" بين مرضى فيروس كورونا الذين يعانون من مشاكل تنفسية حادة".

والديكساميثازون هو نوع من أدوية الكورتيكوستيرويد (الستيرويد) الذي استخدم لأول مرة كعلاج في الستينيات. ويستخدم في الغالب كدواء مضاد للالتهابات لعلاج مجموعة من الحالات مثل الحساسية والربو والأكزيما والتهاب المفاصل.

يمكن استخدام الديكساميثازون بمفرده أو مع أدوية أخرى لمنع أو علاج الحالات المتعلقة بالسرطان، مثل فقر الدم والوذمة الدماغية (تراكم السوائل في الدماغ) وفرط كالسيوم الدم (ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم). ويعد هذا الدواء من الأدوية الخطيرة، التي لا يمكن للشخص الحصول عليها من دون وصفة طبية.

وبحسب صحيفة  "الإندبندنت"، لو تم إعطاء الدواء منذ البداية لمرضى كورونا طوال فترة الوباء، لكان من الممكن إنقاذ ما يصل إلى 5000 شخص.

وبحسب هوربي، فإن فترة العلاج بالديكساميثازون تصل إلى 10 أيام، فيما تكاليفه لا تتعدى 5 جنيهات إسترلينية لكل مريض، لذا فإن تكلفة إنقاذ الأرواح تبلغ 35 جنيهًا إسترلينيًا.

وقال مارتن لاندراي، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: " إنه لأمر رائع أن العلاج الأول الذي تم إثباته لتقليل الوفيات هو العلاج المتاح على الفور وبأسعار معقولة في جميع أنحاء العالم".

وأضاف لاندراي "عند الاقتضاء، يجب أن يتم إعطاؤه للمرضى في المستشفى من دون تأخير، ولكن لا ينبغي على الناس الخروج وشراؤه لأخذه في المنزل".

المساهمون