"مادلين" المتجهة إلى غزة تنقذ مهاجرين في البحر قبل تدخل "فرونتكس"

05 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 21:06 (توقيت القدس)
صورة ملتقطة من "مادلين" لسفينة خفر السواحل الليبي وقارب المهاجرين، 5 يونيو 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت السفينة "مادلين" في مهمة إنسانية إلى غزة، لكنها غيرت مسارها لإنقاذ أربعة مهاجرين سودانيين في البحر الأبيض المتوسط، كانوا جزءًا من مجموعة هربت من الحرب في السودان.
- بعد الإنقاذ، استلمت وكالة "فرونتكس" المهاجرين، وكانت السفينة تهدف لنقل مساعدات إلى غزة بمشاركة ناشطين مثل ريما حسن وغريتا تونبرغ.
- دعت ريما حسن لعدم إعادة المهاجرين إلى ليبيا بسبب المخاطر، وطالبت بتقديم طلبات لجوء لهم في اليونان، منتقدة دعم الاتحاد الأوروبي لليبيا.

خرجت السفينة الإنسانية "مادلين" التابعة لـ"أسطول الحرية" والمتّجهة إلى قطاع غزة عن مسارها، اليوم الخميس، من أجل إنقاذ أربعة مهاجرين سودانيين في البحر، بحسب ما أفادت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن الموجودة على متنها. لكنّ حسن أتبعت تدويناتها، التي أعلنت فيها عن عملية الإنقاذ، بأخرى تفيد بأنّ الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) استلمت من الناشطين على متن "مادلين" الأشخاص الذين كانوا يخوضون رحلة هجرة غير نظامية مع نحو 40 آخرين من مواطنيهم هرباً من الحرب المتواصلة في السودان منذ أكثر من عامَين.

وأفادت النائبة الفرنسية-الفلسطينية، قبل ظهر اليوم، بأنّ "أربعة أشخاص ألقوا بأنفسهم في البحر عند تدخّل خفر السواحل الليبي" وانتشاله مهاجرين آخرين لإعادتهم إلى ليبيا. أضافت حسن: "تمكنّا من إنقاذ هؤلاء وهم معنا على سفينتنا"، مرفقةً تدويناتها بصور وتسجيلات فيديو. وشدّدت على أنّ هؤلاء "لاجئون عاديون من السودان". يُذكر أنّ "أسطول الحرية"، الذي يضمّ "مادلين"، كان قد شُكّل في عام 2010 بوصفه حركةً دوليةً غير عنفية للتضامن مع الفلسطينيين، تكتسي بعداً إنسانياً وتنشط ضدّ الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

وقبل بضع ساعات، كانت ريما حسن قد أعلنت، على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّهم تلقّوا نداء استغاثة لإنقاذ مهاجرين تقطّعت بهم السبل في عرض البحر الأبيض المتوسط، إذ إنّ سفينتهم هي الأقرب إلى هؤلاء الذين كانوا يحلمون بالوصول إلى السواحل الأوروبية رغم رحلتهم الخطرة. وبحسب ما نُقل عن الناجين، فقد غادر المهاجرون السودانيون ليبيا يوم الأحد الماضي في الأوّل من يونيو/ حزيران الجاري، لكنّ قاربهم تعطّل بعد ثلاثة أيام من إبحارهم، وعلقوا في عرض البحر على مدى يومَين تقريباً قبل أن ترصدهم وكالة "فرونتكس" وتوجّه نداء استغاثتها. وهكذا، لم يرَ الناشطون من أجل غزة ضرراً في تغيير مسار "مادلين" لتقديم العون لهؤلاء العالقين في البحر، علماً أنّها كانت إلى جنوبي اليونان وشمالي ليبيا ومصر عند تلقّيها النداء.

وأظهرت الصور التي نشرتها النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي عشرات الأشخاص على متن قارب صغير في عرض البحر، فيما كان آخرون عائمين في المياه بواسطة إطارات. وبحسب ما أفاد طاقم السفينة التابعة لـ"أسطول الحرية"، فإنّ مركباً أكبر يعود لخفر السواحل الليبي تدخّل لانتشال العالقين في عرض البحر.

بدورها، كانت السفينة الشراعية "مادلين" قد أبحرت، يوم الأحد الماضي، إنّما من جزيرة صقلية الإيطالية، ووجهتها القطاع الفلسطيني الذي تحاصره إسرائيل وتستهدفه بحرب مدمّرة منذ نحو 20 شهراً. أمّا هدف الناشطين على متنها، من بينهم ريما حسن والناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ، فنقل مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.

وبعدما طمأنت النائبة في البرلمان الأوروبي إلى أنّ المهاجرين الأربعة الذين جرى إنقاذهم "سالمون"، راحت توجّه مناشدات إلى خفر السواحل اليوناني من أجل التدخّل و"نقل (الأشخاص) الأحياء الأربعة الذين استقبلناهم على متن أسطول الحرية". فهي، كما المعنيين بشؤون المهاجرين عبر مسار البحر الأبيض المتوسط، تعلم جيداً أنّ نقلهم إلى ليبيا ليس أمراً لمصلحة هؤلاء الهاربين من جحيم بلادهم. لذا، راحت تطالب الناشطين على مواقع التواصل برفع الصوت أيضاً، ومناشدة اليونان لاستقبال هؤلاء الأربعة الذين فضّلوا رمي أنفسهم في المياه وتعريض حياتهم للخطر بدلاً من إعادتهم إلى ليبيا حيث انتهاكات كثيرة في انتظارهم.

وأوضحت حسن أنّ المهاجرين السودانيين الأربعة الذين أُنقذوا من مياه البحر الأبيض المتوسط تمكّنوا من تناول الطعام والنوم على متن "مادلين"، في حين عاينهم الطبيب الموجود مع ناشطي السفينة الإنسانية، معبّرةً عن أملها بأن يتمكّنوا من تقديم طلبات لجوء إلى اليونان. وحمّلت حسن الاتحاد الأوروبي مسؤولية ما قد بتعرّض له هؤلاء المهاجرين، إذ هو يسمح بإعادتهم إلى ليبيا، هذا البلد المعروف بأنّه خطر، من خلال تمويل ليبيا بمليارات اليوروهات للحؤول دون وصول اللاجئين إلى أوروبا.

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون