مؤسسة "أجيال" البريطانية تُطلق حملة تبرعات الشتاء لدعم تعليم أطفال غزة

04 ديسمبر 2024
تعمل المؤسسة على تعزيز الوصول إلى التعليم ودعم أطفال غزة (مؤسسة أجيال)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أطلقت مؤسسة "أجيال" البريطانية حملة شتاء لدعم تعليم أطفال غزة، مركزة على تعزيز العلاقة بين الأطفال والتعليم مع مراعاة صحتهم النفسية، من خلال إنشاء صفوف مدرسية وتوفير ملابس ورزم رعاية صحية.
- دعمت "أجيال" أكثر من 26 ألف طفل في غزة ببرامج تعليمية ونفسية، مستخدمة منهجيات تتعامل مع الصدمات النفسية، لبناء بيئة تعليمية تراعي الصحة النفسية وتساعد الأطفال في الارتباط بمستقبل أفضل.
- تواجه "أجيال" تحديات بسبب الحصار وارتفاع الأسعار، وتسعى لدعم ألف طفل بملابس شتوية في خانيونس، مع توطين الخبرات وتعزيز مهارات الكوادر المحلية لضمان استمرارية الدعم.

أطلقت مؤسسة "أجيال" البريطانية ومقرّها في أكسفورد، بداية هذا الأسبوع، حملة الشتاء لجمع التبرعات بهدف تعزيز تعليم أطفال غزة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية على القطاع، وما يرافقها من مآس ونزوح مستمر. ومع تكشّف الجرائم المرتكبة بحق الطفولة في غزة وصدور العديد من التقارير الأممية والحقوقية حول ذلك، كان آخرها تقرير للأمم المتحدة قبل أيام والذي يصف غزة بأكبر مكان في العالم فيه أطفال مبتورو الأطراف، تسعى مؤسسات دولية للحد من أهوال الحرب على أهالي غزة بطرق مختلفة رغم التحديات على الأرض.

 "أجيال"، واحدة من هذه المؤسسات التي تعمل ضمن أهدافها على تعزيز الوصول إلى التعليم ودعم الأطفال الذين يعانون من تجارب احتلال وحروب ونزوح ولجوء. ومنذ بدء حرب الإبادة على غزّة، جمّدت "أجيال" مشاريعها الأخرى وخصصت كل جهدها لدعم أطفال غزة والعمل ضمن حالة طوارئ قصوى.

الحفاظ على التعليم والصحة النفسية

في بداية هذا الأسبوع، أطلقت "أجيال" حملة الشتاء لجمع التبرعات بهدف تعزيز تعليم الأطفال في القطاع وإنشاء صفوف مدرسية ضمن الإمكانيات الموجودة. وقالت مديرة المؤسسة عواطف الشيخ في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الهدف لا ينصب على التحصيل العلمي بقدر ما يسعى للحفاظ على العلاقة بين الطفل والعملية التعليمية بشكل يراعي صحته النفسية في ظل الحرب. وأضافت: "التعليم الذي يجب تقديمه للأطفال الذين مروا بتجارب حروب وعنف، يجب أن يكون واعيا ويراعي أثر هذه التجارب على الصحة النفسية للأطفال. عملنا قبل الحرب لخدمة هذا الهدف عن طريق تدريب المدرسين في مدارس أونروا بغزة ورفع الوعي بشأن الأزمات النفسية للأطفال خلال العملية التعليمية".

وتابعت: "أطلقنا حملة الشتاء خلال شهر ديسمبر الجاري، نأمل من خلالها أن نحقق تفاعلًا كبيرًا لدعم أهلنا في غزة وبشكل خاص الأطفال. نريد الوصول لأكبر عدد ممكن من الصغار لدعمهم بملابس دافئة ورزم الرعاية والنظافة الصحية الذاتية، والتعليم الذي يراعي الصحة النفسية، فضلا عن إنشاء فضاءات تعلمية وتدريب مدرسين".

 مؤسسة "أجيال": دعمنا أكثر من 26 ألف طفل في غزة

ودعمت مؤسسة "أجيال" أكثر من 26 ألف طفل منذ بداية الحرب من خلال نشاطات الصحة النفسية عبر برامج تعليم وإغاثة، من خلال الاعتماد على ما هو متاح داخل غزة في مناطق النزوح، بحسب الشيخ التي تقول إن العمل حاليًا ينصب على بناء غرف صفية من خلال تشييد ملاجئ من الزينكو والخشب، لكي يتعلم الأطفال فيها بطريقة تراعي صحتهم النفسية. وتضيف: "لا يمكن العمل بالطريقة التقليدية لأن الأطفال لديهم صدمات على مستوى عميق جدًا بسبب الحرب، لذلك نشتغل وفق منهجيات تعليم مختلفة تراعي صحة الأطفال".

منهجيات مختلفة للصحة النفسية للأطفال

وأوضح أخصائي نفسي إكلينيكي يعمل مع مؤسسة أجيال، تحفظ عن ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" آليات العمل وتدخلات الصحة النفسية مع الأطفال قائلا: "نحن لا نقوم بتطبيق التوجيهات الغربية في ما يخص الصدمات النفسية وإن كانت مهمة، بل إن هناك دراسة جدية حول الحدث الحالي كجزء من تاريخ الصدمات المتكررة التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للأطفال في غزة، وهذا الحدث بكل قوته ليس مرتبطاً بفترة زمنية قصيرة. لذلك فإن التوجه الذي نعمل عليه بُني على أساس التعاطي مع عمق الصدمة النفسية داخل الشخصية على الأمد البعيد وليس فقط الأعراض العادية الناتجة عنها".

وأشار الأخصائي النفسي، إلى أن المشروع مبني على التعامل مع عوامل انهيار مثل فقدان بالغ مسؤول قائلًا: "الفكرة عند أطفال غزة عدم وجود بالغ مسؤول يستطيع أن يحميهم ليس فقط كسلطة داخل غزة إنما بالمعنى العالمي، أي المؤسسات العالمية أو الدول القوية التي يمكن أن تحميهم. ما يؤدي لآثار نفسية... الموضوع ليس مجرد قلق أو تخيل، ولا يتطلب تنفساً وتمارين فقط، بل آلية شاملة لمساعدتهم على الارتباط من جديد بمستقبل أفضل وفهم الماضي وربطه بالحاضر".

تحديات العمل في غزة

وحول التحديات التي تواجه المؤسسات الدولية التي تعمل داخل غزة في ظل الحصار الإسرائيلي، تقول عواطف الشيخ: "نحن لا ننتظر إدخال المعونات من الخارج. لذلك نخطط تدخلاتنا لما هو متاح في غزة، والوصول إلى التجار. التحدي أمامنا يتمثل في ارتفاع الأسعار، إضافة إلى رغبتنا في الوصول لعدد أكبر من الأطفال، وذلك يتطلب تمويلاً أكبر حتى نتمكن من الوصول لشبكة متطوعين وعاملين داخل غزة يعملون في ظروف لا يمكن تخيلها وهم الأبطال الحقيقيون لمشاريع أجيال".

وأشارت الشيخ إلى أن 670 ألف طفل حرموا من التعليم في غزة، وفقط 7% لديهم إمكانية الوصول إليه من خلال مبادرات ذاتية أو دولية... "نريد الوصول لهذه المبادرات الاجتماعية لتكون أكثر استدامة. إن التعليم مهم لكن أيضًا من الجيد أن يراعي الصحة النفسية، لا يوجد في العالم أطفال مروا بالتجارب التي مر بها أطفال غزة. ورغم ذلك عندما نجمع شهاداتهم نلمس شغفهم الكبير في العودة إلى مقاعد الدراسة. لذلك فإن خلق فضاءات للتعليم لدعم الصحة النفسية في غزة، والحفاظ على علاقة الطفل بالعملية التعليمية هو الأساس لمواجهة الانهيار التام لكل المنظومة، كون الأطفال فقدوا الثقة بالمؤسسة الاجتماعية وبالمنظومة العالمية، التعليم يعوض عن هذا الانهيار ونحن لن ننتظر انتهاء الحرب لنبدأ في ذلك".

وشدّدت الشيخ على أن توطين الخبرة هو ما تعمل عليه "أجيال" بهدف خلق خبرات محلية لاستكمال المشوار بعد انتهاء عمل المؤسسة قائلة: "نريد تعزيز مهارات الكوادر في غزة، لدينا الخبرة والتجربة والكفاءات والشبكة لكن نحن بحاجة لدعم أكبر. هذا الأسبوع سندعم ألف طفل بمناطق النازحين في خانيونس بملابس شتوية دافئة. نأمل الوصول لعدد كبير خلال حملة الشتاء، جزء من هذه التبرعات ستتم مضاعفة قيمته من قبل الراعين للحملة".

يذكر أن مؤسسة أجيال تأسست في عام 2019 وهي منظمة خيرية مسجلة في بريطانيا ومقرها في مدينة أكسفورد. تعمل على دعم التعليم والصحة النفسية للأطفال المتأثرين من تجارب الاحتلال، الحروب والنزوح وتركز المؤسسة جل جهودها حاليا على دعم الأطفال النازحين في غزة. تعتمد أجيال في عملها على كادر من الخبراء في التعليم والصحة النفسية وذوي معرفة، خبرة وتجربة في مناطق تعاني من الاحتلال والاستعمار. اعتمدت المؤسسة في عملها في السنة الأخيرة على دعم من الجمهور وبعض المؤسسات الراعية المسجلة في بريطانيا.

المساهمون