مؤثرون رغم الإعاقة.. مُحاولات فلسطينية للانخراط والتميز

مؤثرون رغم الإعاقة.. مُحاولات فلسطينية للانخراط والتميز

16 ديسمبر 2021
نفذت هبة أبو جزر العديد من الفعاليات في قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

لم تستسلم الفلسطينية هبة أبو جزر، من مدينة غزة، أمام العقبات التي واجهتها بسبب الإعاقة السمعية التي تعاني منها، وقررت تجاوزها والتغلب عليها من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات والمبادرات والأنشطة المجتمعية والتوعوية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى أرض الواقع.

ويشارك هبة في فكرتها العديد من الشبان والفتيات، مع اختلاف الأنشطة والمبادرات، التي تسعى إلى إظهار الصورة الحقيقية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتصوير الطاقة الكبيرة التي يملكونها، وهم يحاولون استغلالها لتنفيذ أنشطة تساعدهم على الانخراط في المجتمع.

هبة أبو جزر- فلسطين (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
شاركت هبة في العديد من الأنشطة والدورات التي مكّنتها من تطوير مهاراتها (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وتركّز الأنشطة والمبادرات التي تُنفَّذ على توعية المجتمع الفلسطيني على حقوق الأشخاص المعوقين (الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة)، إلى جانب المُطالبة بإنصافهم، وتهيئة الأجواء المُناسبة والملائمة لهم في مختلف الأماكن، إلى جانب محاولة تصحيح الصورة النمطية الخاطئة، والنظرة القاصرة من المجتمع تجاه الأشخاص الذين يعانون إعاقات متنوعة.

وتحاول الأنشطة المتنوعة التي تُنفَّذ عبر جمعيات مختصّة، أو من خلال المبادرات الفردية، دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وإذابة الفوارق بينهم وبين أفراد المجتمع الآخرين، بهدف تسهيل عملية انخراطهم في النواحي الحياتية كافة، وإزالة أي فوارق قد تسبّب لهم الأذى.

وتقول الفلسطينية هبة أبو جزر، في حديث مع "العربي الجديد" عبر مترجم الإشارة، إنها شاركت في العديد من الأنشطة والدورات التي مكّنتها من تطوير مهاراتها في التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها دورات في التصميم والفوتوشوب والتصوير، وأفلام الأنيميشن "الكرتون"، فضلاً عن تعلّم لغة الإشارة وتعليمها للأطفال في مدرسة الصمّ.

وتحاول أبو جزر، وهي عضو لجنة جمعية المنتدى الاجتماعي والتنموي، عبر مختلف الأنشطة التي تُشارك فيها، دمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية مع باقي فئات المجتمع، خاصة في ظلّ صعوبة التواصل معهم، بسبب عدم معرفتهم باللغة المشتركة، وهي لغة الإشارة.

ورغم الطموح الكبير الذي يغمر الفتاة العشرينية، إلا أنها لم تجد فرصة عمل بعد تخرّجها من الجامعة، تساعدها في مصاريفها اليومية، لكنها لم تفقد الأمل، وواصلت تطوير قدراتها عبر الدورات والأنشطة، وحملات التحشيد والمناصرة، كما المبادرات التي تُطالب، على وجه التحديد، بمواءمة الأماكن لتناسب ذوي الإعاقة الحركية، وتعلّم لغة الإشارة للتعامل مع ذوي الإعاقة السمعية.

وللأهداف ذاتها، يُشارك الفلسطيني محمود أبو ناموس في مختلف الأنشطة المجتمعية التي تُنفَّذ في قطاع غزة، في محاولة للانخراط، وهو يُعتبر من أبرز الناشطين في مجال السياسة والفعاليات المجتمعية، فضلاً عن تقديمه العديد من الدورات المختصّة في المجال الشبابي، وتطوير القدرات وبناء الذات.

حكاية الثلاثيني أبو ناموس، الذي يعيش في أسرة مكوّنة من 14 فرداً، بدأت بعد ولادته بقليل، حين أصيب في شهوره الأولى بحمى شوكية، بسبب حقنة خاطئة تلقاها، سبّبت له الصمم.

وبينما مرّ الشاب بطفولة ومراهقة صعبتين، أصبح الآن صاحب مبادرات مجتمعية عديدة، إلى جانب لعبه دوراً في المجتمع المدني، عبر التدريبات والأنشطة المتنوّعة.

وتنقّل الفلسطيني أبو ناموس بين عدد من المهن، فعمل في محل خاص بالدواجن ومنجرة، وعمل في مطعم، فيما اتجه كذلك إلى تدريب عدّة فئات في مؤسّسات المجتمع المدني، وطلاب جامعات، وتطوّع أيضاً في العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية.

هبة أبو جزر- فلسطين (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

التحدي كان كبيراً بالنسبة إلى الفلسطينية الكفيفة حلا عماد، التي تحاول التأثير في مجتمعها بأسلوبها الخاص، حيث اعتمدت على الإلقاء الصوتي والدوبلاج للتعبير عن نفسها، وإيصال المعاناة التي يعانيها قرناؤها بأسلوبها الخاص.

وتقول حلا عماد، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "شغف الكتابة جعلني أميل إلى التعليق الصوتي، والتحقت ببرنامج تدريبي في هذا المجال، لكن كشخص لديه إعاقة بصرية، يبقى العمل في هذا المجال صعباً، لذلك أمارسه كهواية".

وتسعى عماد إلى إثبات قدرتها وموهبتها، على الرغم من الإعاقة، في محاولة كذلك لتعديل الصورة النمطية المغلوطة عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وعن ذلك تقول: "نمتلك القدرة والطاقة الكبيرة التي تمكّننا من التميّز والإبداع والتأثير في المجتمع، على الرغم من مختلف الظروف".

المساهمون