مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية... تعزيز الاستدامة

تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة أعمال النسخة الثالثة من مؤتمر ومعرض المسؤولية الاجتماعية، والذي تنظمه جامعة قطر على مدار ثلاثة أيام، من الاثنين إلى الأربعاء، ويعقد تحت شعار "الاستدامة في العصر الرقمي"، وبمشاركة أكثر من 75 خبيراً ومتخصصاً.
ويشكل المؤتمر منصة رئيسية تجمع المتخصصين والأكاديميين مع قادة الصناعة وأصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم لمناقشة ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات، وكيفية تعزيزها، ويهدف إلى توفير منصة للخبراء والمهنيين المحليين والدوليين لمناقشة كيفية دمج المسؤولية الاجتماعية في الأهداف الاقتصادية للمؤسسات، كما يجري سنوياً منح جائزة المسؤولية المجتمعية، والتي تهدف إلى تكريم المنظمات والشركات التي تسعى إلى دمج مبادئ المسؤولية في فلسفة أعمالهم وعملياتهم لتحقيق تأثير إيجابي، واعتماد حلول مستدامة ومبتكرة للتحديات الاجتماعية الملحة.
ويجمع المؤتمر ممثلين عن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية من مختلف القطاعات بهدف تحديد ومناقشة التحديات الرئيسية، والحلول الممكنة لدمج المسؤولية الاجتماعية في الأعمال الأساسية، وتعزيز العلاقات بين القطاعين العام والخاص.
وأثنت وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية، لولوة الخاطر، في افتتاح أعمال المؤتمر، على دور جامعة قطر في تعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية، ما ينعكس إيجاباً على دورها المحلي والإقليمي، لافتة إلى تركيز وزارة التعليم على نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية، وغرسها في نفوس الطلاب والطالبات.
بدوره، أكد رئيس جامعة قطر، عمر الأنصاري، أن الجامعة تضع المسؤولية الاجتماعية في صميم رؤيتها ورسالتها، وتطبقها في كل المستويات، مشيراً إلى أن دور الجامعات لا يقتصر على التعليم والبحث، بل يمتد ليشمل خدمة المجتمع، لذا تحتضن جامعة قطر برامج المسؤولية المجتمعية منذ 10 سنوات، وساهمت مبادراتها المختلفة في تعزيز تلك الثقافة في المجتمع القطري.

ويتناول المؤتمر في جلسات رئيسة وورش عمل متعددة موضوعات من بينها المسؤولية الاجتماعية والثورة الرقمية، وتغير المناخ، والعولمة، والاستدامة، وحقوق الإنسان، والحكم والقيادة، وريادة الأعمال الاجتماعية، والأنشطة التجارية المسؤولة اجتماعياً، والتمويل والاستثمار، والأعمال المصرفية المسؤولة اجتماعياً، والزراعة المستدامة، والنظم الغذائية، وإدارة الطاقة المستدامة، كما يستعرض المؤتمر الكيفية التي تُمكن المؤسسات من تسخير قوة التكنولوجيا لخلق تأثير اجتماعي وبيئي واقتصادي.
ومنحت جائزة قطر للمسؤولية الاجتماعية عن عام 2024، لمحافظ مصرف قطر المركزي، الشيخ بندر بن محمد آل ثاني، والذي أمضى معظم حياته المهنية في القطاعين المالي والرقابي، قبل أن يتولى منصبه الحالي، ويحمل الشيخ بندر آل ثاني شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية من كلية الدراسات العليا في باريس، وبكالوريوس إدارة أعمال من الولايات المتحدة الأميركية.

وتلقت اللجنة المنظمة ضمن برنامج الجائزة، ما يقرب من 140 مبادرة مرشحة للفوز، على أن يتم اختيار 40 منها للفوز بجائزة قطر للمسؤولية الاجتماعية في فئاتها مختلفة، وتقرر إعلان أسماء المبادرات الفائزة في ختام فعاليات المؤتمر.
يقول رئيس مبادرة المسؤولية المجتمعية، سيف علي الحجري، لـ "العربي الجديد"، على هامش المؤتمر، إن "مفهوم المسؤولية المجتمعية تحول إلى سلوك في المجتمع القطري، سواء لدى الأفراد او الشركات، والتي بدأت تطور مسؤوليتها بما يعود على المجتمع بالفائدة المعنوية والمادية. المسؤولية المجتمعية قضية تراكم، ويقع على كل فرد في المجتمع السعي لتعزيز القيم ذات الصلة بالنجاح والبناء والتعمير، وتعاقب المبادرات والمؤتمرات يعزز هذه الثقافة، فالمعرفة من دون تغيير السلوك ليس لها قيمة حقيقية، وتعزيز السلوك يبدأ من الطفولة، وندعو المعلمين والأسر إلى تعزيز سلوك المسؤولية المجتمعية بين الأطفال".

طلاب وشباب

التحديثات الحية

جامعة قطرية تبتكر تطبيقاً لقراءة النصوص العربية بطريقة عصرية

من جهته، يقول مدير الشركة الدولية للمعارض، الجهة المنظمة لمؤتمر ومعرض المسؤولية المجتمعية، حيدر مشيمش، إن هدف المؤتمر الأساسي هو البحث في التقاطع بين التكنولوجيا والاستدامة، خاصة بعد أن الثورة القائمة في عالم الذكاء الاصطناعي، ويوفر المؤتمر منصة حوار يشارك فيها أكثر من 75 خبيراً من قطر ومن خارجها، للبحث والتحاور حول كيفية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، واستخدام التكنولوجيا في تعزيز الاستدامة.