ليبيا: موائد رمضانية تجمع المهاجرين وتخفّف غربتهم
رضوان خشيم

استمع إلى الملخص
- أحمد الجيدي، رئيس اللجنة المنظمة، يؤكد أن المبادرة مفتوحة للجميع، وتطورت لتشمل خدمات متنوعة بفضل جهود المتطوعين، مع توصيل الوجبات لمن لا يستطيع الحضور.
- المهاجرون مثل عوض الإمام وإبراهيم موسى يجدون في المائدة فرصة للتواصل والشعور بالانتماء، حيث تُقدم وجبات لذيذة من المطبخ الليبي بمساعدة سكان الحي.
في ليبيا وتحديداً في مدينة مصراتة، حيث يقيم عدد كبير من العمّال المهاجرين من دول أفريقية مختلفة، لا يمرّ شهر رمضان من دون أن تفتح بعض المبادرات الإنسانية أبوابها لتقديم وجبات الإفطار الجماعية. إحدى هذه المبادرات هي "مائدة الرحمن" التي تنظَّم منذ سنوات، وتقدّم وجبات ساخنة لما يزيد عن 140 شخصاً يومياً، في أجواء يطغى عليها الشعور بالتكافل والانتماء.
أحمد الجيدي، رئيس اللجنة المنظمة للمائدة، يقول لـ"العربي الجديد"، إن هذه المبادرة لا تقتصر على جنسية معينة، بل مفتوحة للجميع، مضيفاً: "نحن نستقبل كل من يحتاج إلى وجبة، سواء كان مهاجراً أفريقياً أم ليبيا أم من أي جنسية أخرى. الأهم هو أن نكسب الأجر في هذا الشهر الكريم، ونقدّم شيئاً بسيطاً يُشعر الناس بأنهم ليسوا وحدهم. حتى من لا يستطيع الحضور، نوصل إليه الإفطار". ويضيف أن المبادرة تطورت في السنوات الأخيرة لتشمل خدمات أكثر تنظيماً وتنوعاً في الوجبات، ويشارك في إعدادها عدد من المتطوعين.

عوض الإمام، مهاجر مصري يحرص على حضور الإفطار بشكل يومي، يقول: "هذه الأجواء تعوّضنا عن الشعور بالغربة، بعيداً عن أهلنا وأوطاننا. الجلسة هنا فيها ونس، وتتيح فرصة التعرف على أشخاص من جنسيات مختلفة. بدل أن أجلس وحيداً في البيت، أفضّل أن أكون هنا، أتناول الطعام وأتحدث وأشعر أنني وسط أهلي". أما إبراهيم موسى، المهاجر القادم من نيجيريا، فقد أصبحت هذه المائدة جزءاً من طقوسه الرمضانية، يقول: "منذ عدة أعوام وأنا آتي إلى هنا. المائدة قريبة من محل سكني، والطعام الذي يقدمونه لذيذ، وغالباً ما تكون الوجبات من المطبخ الليبي، وهذا شيء أقدّره كثيراً".

ورغم بساطة الإمكانيات، يحرص المنظمون على تقديم وجبات تليق بالشهر الفضيل، تبدأ بالحليب والتمر، وتليها أطباق ساخنة تُعد يومياً بمساعدة متطوعين. كما يشارك بعض سكان الحي في التبرع بالطعام أو تقديم يد العون في التوزيع والترتيب.