ليبيا: موائد رمضانية تجمع المهاجرين وتخفّف غربتهم

مصراتة

رضوان خشيم

avata
رضوان خشيم
رضوان خشيم
26 مارس 2025
54654
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في مدينة مصراتة الليبية، تُنظم مبادرة "مائدة الرحمن" لتقديم وجبات إفطار جماعية لأكثر من 140 شخصاً يومياً، مما يعزز الشعور بالتكافل والانتماء بين المهاجرين من جنسيات مختلفة.
- أحمد الجيدي، رئيس اللجنة المنظمة، يؤكد أن المبادرة مفتوحة للجميع، وتطورت لتشمل خدمات متنوعة بفضل جهود المتطوعين، مع توصيل الوجبات لمن لا يستطيع الحضور.
- المهاجرون مثل عوض الإمام وإبراهيم موسى يجدون في المائدة فرصة للتواصل والشعور بالانتماء، حيث تُقدم وجبات لذيذة من المطبخ الليبي بمساعدة سكان الحي.

في ليبيا وتحديداً في مدينة مصراتة، حيث يقيم عدد كبير من العمّال المهاجرين من دول أفريقية مختلفة، لا يمرّ شهر رمضان من دون أن تفتح بعض المبادرات الإنسانية أبوابها لتقديم وجبات الإفطار الجماعية. إحدى هذه المبادرات هي "مائدة الرحمن" التي تنظَّم منذ سنوات، وتقدّم وجبات ساخنة لما يزيد عن 140 شخصاً يومياً، في أجواء يطغى عليها الشعور بالتكافل والانتماء.

أحمد الجيدي، رئيس اللجنة المنظمة للمائدة، يقول لـ"العربي الجديد"، إن هذه المبادرة لا تقتصر على جنسية معينة، بل مفتوحة للجميع، مضيفاً: "نحن نستقبل كل من يحتاج إلى وجبة، سواء كان مهاجراً أفريقياً أم ليبيا أم من أي جنسية أخرى. الأهم هو أن نكسب الأجر في هذا الشهر الكريم، ونقدّم شيئاً بسيطاً يُشعر الناس بأنهم ليسوا وحدهم. حتى من لا يستطيع الحضور، نوصل إليه الإفطار". ويضيف أن المبادرة تطورت في السنوات الأخيرة لتشمل خدمات أكثر تنظيماً وتنوعاً في الوجبات، ويشارك في إعدادها عدد من المتطوعين. 

 المبادرة الرمضانية لا تقتصر على جنسية معينة بل مفتوحة للجميع، مارس 2025 (العربي الجديد)
المبادرة الرمضانية مفتوحة للجميع، مارس 2025 (العربي الجديد)

عوض الإمام، مهاجر مصري يحرص على حضور الإفطار بشكل يومي، يقول: "هذه الأجواء تعوّضنا عن الشعور بالغربة، بعيداً عن أهلنا وأوطاننا. الجلسة هنا فيها ونس، وتتيح فرصة التعرف على أشخاص من جنسيات مختلفة. بدل أن أجلس وحيداً في البيت، أفضّل أن أكون هنا، أتناول الطعام وأتحدث وأشعر أنني وسط أهلي". أما إبراهيم موسى، المهاجر القادم من نيجيريا، فقد أصبحت هذه المائدة جزءاً من طقوسه الرمضانية، يقول: "منذ عدة أعوام وأنا آتي إلى هنا. المائدة قريبة من محل سكني، والطعام الذي يقدمونه لذيذ، وغالباً ما تكون الوجبات من المطبخ الليبي، وهذا شيء أقدّره كثيراً". 

تخفف المبادرة الرمضانية شعور العزلة لدى المهاجرين الأفارقة، مارس 2025 (العربي الجديد)
تخفف المبادرة الرمضانية شعور العزلة لدى المهاجرين الأفارقة، مارس 2025 (العربي الجديد)

ورغم بساطة الإمكانيات، يحرص المنظمون على تقديم وجبات تليق بالشهر الفضيل، تبدأ بالحليب والتمر، وتليها أطباق ساخنة تُعد يومياً بمساعدة متطوعين. كما يشارك بعض سكان الحي في التبرع بالطعام أو تقديم يد العون في التوزيع والترتيب. 

ذات صلة

الصورة
شهد المعرض إقبالاً واسعاً لزوار من مختلف الأعمار والجنسيات، مارس 2025 (العربي الجديد)

مجتمع

تتناثر الأضواء الخافتة على صفحات المصاحف القديمة، فتأخذ الزائر إلى عالم من السكينة والروحانية حالما تخطو قدماه المعرض الأول للمصحف الشريف في تونس.
الصورة
مدفع الإفطار في الدوحة. 13 مارس 2025 (حسين بيضون)

مجتمع

يشتهر القطريون بالمحافظة على تقاليد الأجداد وعاداتهم في رمضان رغم التطور الحضاري والعمراني، ومن بينها التراث الذي يضم عادات وطقوساً واحتفالات وتجمعات.
الصورة
فلسطينيون عند حاجز قلنديا الإسرائيلي في الضفة الغربية - 7 مارس 2025 (العربي الجديد)

مجتمع

حاول الاحتلال الحؤول دون وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة لأداء صلاة يوم الجمعة الأول من شهر رمضان، وعمد إلى إهانتهم والاعتداء عليهم.
الصورة
إمكانات إعداد الطعام محدودة في غزة، 1 مارس 2025 (إياد البابا/فرانس برس)

مجتمع

يعيش أهالي قطاع غزة أوضاعاً مأساوية خلال شهر رمضان نتيجة استمرار النزوح ونقص المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء ونقص المياه.
المساهمون