ليبيا: عتم وحرّ بسبب انقطاع الكهرباء

ليبيا: عتم وحرّ بسبب انقطاع الكهرباء

06 يونيو 2022
نقص الغاز معضلة جديدة للكهرباء في ليبيا (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

 

تجدد أزمة الكهرباء مع بدء الصيف في ليبيا. وتتحدث الشركة العامة للكهرباء عن تزايد الضغط على الشبكة، فيما يشتكي المواطنون من هذه المبررات.

في وقت تكرر فيه الشركة العامة للكهرباء في ليبيا منذ سنوات مواجهتها تحديات وصعوبات كبيرة تمنع تنفيذها عملها، حددت معضلة الصيف الجاري بمواجهة نقص حاد في الغاز الذي يعتبر المصدر الرئيسي لتشغيل وحدات توليد الطاقة.

وأكدت الشركة على موقعها الرسمي أن فرقها تواصل تنفيذ مهمات خفض الأحمال التي تشمل تعقب الاستهلاك المفرط للطاقة في المنازل والمصانع والمشاريع التجارية، مشيدة باستجابة بلديات في العاصمة طرابلس لمتطلبات مهمات فرقها، ومواكبة أجهزة الأمن عملها. وأوضحت أن بعض المحلات التجارية تشغّل عدداً كبيراً من وسائل الإنارة تكفي لتوفير احتياجات الطاقة لمئات من المنازل، وأن أخرى تتركها مضاءة على مدار 24 ساعة، "ما يثقل أجهزتنا، ويتسبب في هدر الطاقة الكهربائية في وقت نحتاج إلى كل ميغاواط".

ومع ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الساحلية مطلع الأسبوع الجاري، انقطع التيار الكهربائي فترات تتراوح بين 5 و7 ساعات يومياً، بحسب ما يقول أحد سكان العاصمة طرابلس، إبراهيم المولف، لـ"العربي الجديد"، والذي يضيف: "توقع الجميع أن تعلن الشركة العامة للكهرباء هذه المبررات الغريبة التي لا تخرج إلى الضوء إلا لدى ارتفاع درجات الحرارة". وسأل: "ما هو حجم الزيادة في استخدام الكهرباء في هذه الأيام كي تنقطع 5 ساعات في شكل مفاجئ، علماً أن المصانع والمحلات التجارية وغيرها تستخدم الطاقة في شكل كثيف وكبير طوال فصول السنة، ولا تطرأ أي زيادة على الاستهلاك في الصيف باستثناء استخدام أجهزة التكييف الذي لم تعد أنواعها الجديدة المتطورة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفيما أعلن الناطق الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية محمد حمودة أن الشبكة العامة للكهرباء فقدت نحو 600 ميغاواط من عدم نقل النفط والغاز، ووقف إمدادات حقل الاستقلال المغذي للمناطق الشرقية، قبل أن ترد إدارة الفرع الشرقي لشركة الكهرباء التابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب، بأن كمية العجز في المنطقة الشرقية لا يتجاوز 250 ميغاواط، يربط المولف مشكلة انقطاع التيار بالصراع الحكومي الداخلي، ويقول: "واضح أننا سنقع هذا العام ضحية الصراعات الحكومية، فطرابلس تسعى إلى الضغط على حكومة مجلس النواب المسؤولة عن وقف نقل الغاز والنفط لأسباب سياسية، ومجدداً لن يبقى لدينا إلا حل استخدام مولدات الكهرباء المنزلية لتقليل ساعات التقنين عن منازلنا، أما حرارة الصيف فواقع نعيشه موسمياً".

وفي مؤشر على عدم ثقة المواطنين بما تعلنه شركة الكهرباء وتبريراتها للتقنين، بدأ مواطنون كثيرون يقصدون الشواطئ، خصوصاً في مدن مصراته وزليتن والخمس وطرابلس وصولاً الى زوارة أقصى غرب البلاد، هرباً من حر الصيف. وباشرت مراكز الاصطياف الخاصة في هذه المناطق استقبال الناس، وبينهم مفتاح العزيبي، رب الأسرة المتحدر من ترهونة جنوب شرقي طرابلس، الذي استأجر بعد انتظار طويل استراحة على شاطئ منطقة مجاورة لمدينة الخمس الساحلية.

الصورة
أعمال صيانة في شبكات كهرباء ليبيا (محمود تركية/ فرانس برس)
يُحكى عن عجز في إمدادات الصيف (محمود تركية/ فرانس برس)

يخبر العزيبي "العربي الجديد" أن "غالبية الناس باتوا متأكدين من تكرار سيناريو انقطاع الكهرباء رغم الوعود الحكومية، واستقرار عمل الشبكة طوال الأشهر الماضية، لذا بادروا إلى استئجار استراحات في مراكز الاصطياف مبكراً، قبل أن تقل فرص الاستئجار. وهذا دليل واضح على عدم ثقة المواطنين بالوعود الحكومية".

في المقابل، تعتبر الطالبة الجامعية المتحدرة من مدينة بنغازي، نجوى العكاري، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن "ربط الشركة العامة للكهرباء التقنين بإفراط أصحاب المحلات التجارية والمصانع في استهلاك الطاقة تؤكده الوقائع الميدانية"، لكنها تستدرك بأن "الشركة العامة لا يجب أن تطالب المواطنين وحدهم بتقليل استخدام المصابيح، في وقت تغض النظر عن ترك غالبية المساجد والمدارس والمؤسسات الحكومية إنارتها طوال اليوم".

وترى العكاري بالتالي أن الشركة العامة للكهرباء "فقدت مصداقيتها، وبات الناس على قناعة بأن أزمة الكهرباء مفتعلة، وتستخدم ورقة للضغط بين الأطراف المتصارعة في البلاد". تضيف: "أنا من شريحة الطلاب الأكثر تضرراً من أزمة الكهرباء، خصوصاً أن الأمر يتزامن مع الامتحانات النهائية للجامعات والمدارس، وأعتقد بأن أي مسؤول لا يفكر في كيفية دراسة الطلاب والاستعداد للامتحانات في الظلام ووسط حر الصيف".

المساهمون