لماذا يتمتع كبار السن بعاطفة أكبر؟

لماذا يتمتع كبار السن بعاطفة أكبر؟

03 يوليو 2021
تعلرفان كيفية تمضية الوقت بإيجابية (ديفيد مكنيو/ Getty)
+ الخط -

يتمتع كبار السن بنسبة كبيرة من العاطفة، يوزعونها خصوصاً على عائلاتهم والأصدقاء المقربين منهم. وعلى مدار العشرين عاماً الماضية، كانت عالمة النفس في جامعة كاليفورنيا الأميركية سوزان ترك تشارلز، تراقب تغير المزاج، والشعور بالرضا، ولحظات التأمل، ونوبات الغضب والحزن واليأس لدى الأفراد من مختلف الأعمار، مع اهتمام خاص بكيفية التعامل مع المشاعر واختبارها مع التقدم في السن. وقد لاحظت تشارلز هي وزملاؤها، أنه رغم علاقات كبار السن الاجتماعية الضئيلة إلا أنهم يتمتعون بعاطفة كبيرة تجاه المقربين منهم، بحسب مقال في موقع "سميثسونيان".
في السابق كانت الدراسات العلمية تشير إلى أنّ الشخصية والعواطف تتطور بالكامل عند بلوغ سن الثامنة عشرة من العمر. ويعتقد بعض علماء الأعصاب أنه نظراً لأن الطبيعة البشرية تعالج المعلومات بشكل أبطأ قليلاً مع التقدم في العمر، فإن هذا يجعل الناس تفكر قبل أن تتصرف، بدلاً من الاستجابة السريعة. ولاحظ العلماء انخفاضاً في الكتلة الكلية للفص الجبهي للدماغ عند التقدم في السن، وهو الجزء المسؤول عن تنظيم المشاعر والتفكير المعقد وسرعة المعالجة. لكن الباحثين مثل مارا ماثر من جامعة كاليفورنيا الجنوبية، وجدوا أنّ كبار السن غالباً ما يظهرون نشاطاً أكبر في قشرة الفص الجبهي من الأصغر سناً عند معالجة العواطف.
وقالت عالمة النفس سوزان ترك تشارلز: "صحيح أن الأشخاص ذوي العلاقات المُرضية والمشاعر الإيجابية يعيشون لفترة أطول، لذلك حاول الباحثون تفسير الأمر، ووجدوا أنّ الرفاهية النفسية مرتبطة باستمرار انخفاض مستويات هرمون الكورتيزول (الهرمون المسؤول عن مستويات التوتر في الجسم ) وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ووجدت دراسة حديثة في مجلة "ساينس" أن الشمبانزي الأكبر سناً تميل إلى امتلاك تفاعلات اجتماعية أقل ولكن أكثر إيجابية  تماماً كما البشر، وبالتالي خلص الباحثون إلى أنّ هذا التطور لا يعتمد بالضرورة على إدراك أن الوقت ينفد. فعندما يبلغ الشخص عمراً متقدماً قد يكون من الجيد بالنسبة له التأقلم مع ما هو مألوف بالنسبة إليه. وقد يلعب انخفاض مستويات الطاقة دوراً متساوياً بين البشر والشمبانزي.
وأوصى المقال الأشخاص بضرورة تمضية الوقت في تنمية الروابط الاجتماعية، وإعطاء الأولوية للأصدقاء المقربين وأفراد العائلة، في مختلف مراحل العمر. فالعثور على الهدف والمعنى في الحياة مهم أيضاً بشكل حيوي. ويختلف الأمر بين الأفراد، فالبعض يرى أن تقديم المساعدات الخيرية يشعرهم بالرضى، فيما يهتم البعض الآخر بالعائلة فقط، ولكن في الحالتين فإن العثور على هدف مهم والاهتمام به يمكن أن يكون ممتعاً للغاية من الناحية العاطفية.

المساهمون