لجنة برلمانية لمتابعة المغاربة العالقين في سورية والعراق

لجنة برلمانية لمتابعة المغاربة العالقين في سورية والعراق

30 سبتمبر 2020
يعيش العالقون والمعتقلون ظروفاً قاسية ومزرية (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -

 أعطى مكتب مجلس النواب، الغرفة الأولى للبرلمان المغربي، الضوء الأخضر لتشكيل لجنة لمتابعة المغاربة العالقين ببعض بؤر التوتر، لاسيما في سورية والعراق، بعد أن كانوا قد انضمّوا في وقت سابق إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
 وكشف مكتب مجلس النواب، الأربعاء، أنه بعد استحضار مختلف الجوانب المرتبطة بالطلب الوارد من لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، والمتعلق بالمهمة الاستطلاعية المؤقتة للوقوف على حقيقة ما يعانيه العديد من الأطفال والنساء والمواطنين المغاربة العالقين ببعض بؤر التوتر، مثل سورية والعراق، تقرّر الموافقة عليه ومراسلة رئيس الحكومة في الموضوع.
 وقال مكتب مجلس النواب، في بيان أصدره، الأربعاء، إنّ رئيس المجلس أكّد على أهمية طلب تشكيل لجنة لاستطلاع معاناة العديد من  الأطفال والنساء والمواطنين المغاربة، العالقين  ببعض بؤر التوتر في سورية والعراق، "اعتباراً لأبعاده الوطنية والإنسانية والتضامنية".
وكان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أكبر حزب معارض في المغرب، عبد اللطيف وهبي، قد طالب في يناير/ كانون الثاني الماضي، بتشكيل لجنة للقيام بمهمة استطلاعية من أجل الوقوف على ما يعانيه عشرات الأطفال والنساء والمواطنين المغاربة، العالقين ببعض بؤر التوتر، خاصة سورية والعراق، داعياً إلى تنظيم زيارات إلى المعتقلات والمحتجزات التي يوجدون بها.

وشدّد وهبي في طلبه الذي وجهه إلى رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، على ضرورة حماية الأطفال والنساء المغاربة بنقلهم من السجون والمحتجزات والمعتقلات السورية والعراقية إلى أرض الوطن، معتبراً أنّ الدولة "مسؤولة مسؤولية كاملة على أمنهم وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في التعليم الوطني".
كما دعا إلى استقدام الأمهات والنساء المعتقلات أو الموجودات بمناطق بؤر التوتر إلى أرض الوطن، باعتبارهنّ مواطنات مغربيات، من خلال لائحة ببعض أسماء "مقاتلين" ونساء وأطفال مغاربة معنيين بهذا الموضوع، مؤكداً على ضرورة القيام بعدد من الإجراءات والخطوات داخل وخارج المغرب في هذا الصدد.
وبالرغم من بعض التطمينات الرسمية التي جاءت على لسان، عبد الحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي كشف في تصريح صحافي سابق، أنّه هناك جهوداً من المغرب للتدخل، لا يزال ملف المغاربة المتواجدين ببؤر التوتر في سورية والعراق يراوح مكانه. 
وبحسب إحصائيات غير رسمية، يبلغ عدد المغاربة المتواجدين في مخيم "الهول"، و "الروج"، و في سجون الأكراد، بكل من سورية والعراق، 368 أسيراً، (92 رجلاً، و 73 امرأة، بالإضافة إلى 186 طفلاً مع أمهاتهم، و 17 طفلاً غير مرفق بالوالدين).
 وكانت التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة بسورية والعراق، قد ناشدت العاهل المغربي، الملك محمد السادس، التدخل. ولفتت إلى أنّ "هؤلاء يعيشون في ظروف قاسية ومزرية، تتجلّى في الحرمان من أبسط مقومات العيش". وأشارت إلى أنّ "الشباب عبّروا عن ندمهم الشديد، بعدما كانوا عرضة للاستغلال نظراً لحداثة سنهم وقلة وعيهم وتجربتهم".
 وكشفت التنسيقية أنّ الشباب المتواجدين ببؤر التوتر بكل من سورية والعراق، أكّدوا على تشبّثهم بالثوابت الوطنية ونبذ العنف بكلّ أشكاله، معلنين عن "رغبتهم في طيّ صفحة الماضي بكل مساوئها".

المساهمون