لبنان: نفايات المنشآت النفطية تنذر بكارثة بيئية وصحية

25 يناير 2025
استمرار أزمة النفايات في لبنان (أرشيف/حسين بيضون)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاني منطقة البداوي في شمال لبنان من مشكلة النفايات السامة المتكدسة في منشآت النفط، مما يهدد صحة السكان والبيئة المحيطة، خاصة في حال اندلاع حريق.
- الجهود المبذولة من قبل المسؤولين المحليين للتواصل مع وزارة الطاقة والمياه لم تؤتِ ثمارها، وتوقفت شركة فرنسية عن العمل دون توضيح الأسباب.
- النائبة نجاة صليبا تنتقد المماطلة في معالجة المشكلة بسبب المحسوبيات، وتؤكد على ضرورة التحرك العاجل لحل الأزمة.

عادت قضية النفايات ضمن المنشآت النفطية في لبنان إلى الواجهة، بعد تقرير تلفزيوني سلط الضوء على خطورة النفايات المكدسة ضمن منشآت النفط في منطقة البداوي (شمالي لبنان)، والتي تهدّد المنطقة والجوار وصولاً إلى مدينة طرابلس، عاصمة الشمال، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية مرتقبة.
وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، يوضح رئيس اتحاد بلديات الفيحاء ورئيس بلدية البداوي، حسن غمراوي، أن "النفايات المكدسة موجودة في قلب منشآت النفط في البداوي (مصفاة البداوي) منذ عشرات السنين، وهي نفايات سامّة وقاتلة تضرّ بالصحة والبيئة وتتضمن مواد كيميائية ونووية، وفق ما كشفته التقارير العلمية لإحدى الشركات الألمانية، وهي على الأرجح نفايات ناتجة عن منشآت النفط بحد ذاتها. لكن الخطورة تكمن في أنها قريبة جداً من المنطقة السكنية في البداوي، إذ يعيش نحو 150 ألف نسمة. وفي حال احترقت هذه المواد ستطاول مناطق دير عمار والمنية وطرابلس والمنكوبين، ما يعني أن الضرر سيصيب على الأقل نحو 500 ألف نسمة".

ويشكو أهالي البداوي من الروائح الكريهة، وسط مخاوف من اندلاع أي حريق في المنطقة، يتسبب بكارثة بيئية وصحية، ويؤكد رئيس اتحاد بلديات الفيحاء أنه "تحرك أكثر من مرة وتابع مع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض، لكنه لم يلقَ أي ردود ملموسة". مضيفاً "كل فترة يخبرنا الوزير أنه يجري مناقصة للتخلص من هذه النفايات، إلى أن رست المناقصة أخيراً على شركة فرنسية وضّبت النفايات في أكياس بعد أن كانت موجودة في الهواء الطلق، ومن ثم توقفت عن العمل، من دون أن نعرف أسباب توقفها. كما أننا لم نستلم أي تقرير من الشركة المذكورة، ولم يطلعونا على آلية التخلص من هذه النفايات القاتلة، هل تتم بشكل سليم وصحي أم لا، وما هي الوجهة المقترحة لنقل النفايات إليها لحين معالجتها".

بدورها، تؤكد عضو لجنة البيئة النيابية وأستاذة الكيمياء التحليلية في الجامعة الأميركية في بيروت، نجاة صليبا، لـ"العربي الجديد"، أن "كل المنشآت النفطية في لبنان تتضمن مواد كيميائية، سواء في معمل الذوق الحراري أو معامل دير عمار أو البداوي أو الزهراني. وقد زرت برفقة النائب ملحم خلف مركز ديرعمار وصوّرنا النفايات المتكدسة، وناشدنا وزير الطاقة. وكنا كل فترة نناشد وزارة الطاقة والوزير بشأن هذه النفايات، غير الخفية عليهم، وكان الجواب أن الوزارة أجرت مناقصات ووضعت دفتر شروط للتخلص من هذه النفايات. لكن في الحقيقة واصل المعنيون في الوزارة تغيير دفتر الشروط ومعاودة إجراء المناقصات نحو أربع مرات، كونهم كانوا ينوون تلزيم العمل لشركات تابعة لهم، من منطلق المحسوبيات، وهذا ما رُفض من هيئة الشراء العام، لأن الشركات التي قدمت لم تتمتع بالكفاءة اللازمة إلا شركة واحدة، رفضها الوزير بسبب وضعها شروطاً قاسية لناحية طريقة التنفيذ".

وتأسف النائبة عن لائحة التغيير لما "تشهده هذه المشكلة الجدية من مماطلة رغم أنها تتطلب التصرف العاجل" مشيرة إلى انه رغم "تقدم شركة ألمانية مؤهلة بشكل كبير للتخلص من هذه النفايات، لكن المعنيين في وزارة الطاقة ظلوا يراوغون حتى لزّموا الأعمال إلى شركة فرنسية غير مؤهلة، لا تقع هذه العمليات ضمن نطاق مهامها". ملقية باللوم على وزير الطاقة "كونه لم يلتزم بتقرير هيئة الشراء العام، وواصل المماطلة والمراوغة، ولا زالت المواد الكيميائية موجودة بطريقة عشوائية، إن كان في دير عمار أو البداوي أو الزهراني أو الذوق".

المساهمون