لبنان: قتيل وجريح بعد عملية سطو على محل صيرفة في رأس بيروت

10 فبراير 2025
الدراجة النارية التي استُخدمت في عملية السطو في رأس بيروت، لبنان، 10 فبراير 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت منطقة رأس بيروت عملية سطو مسلح فاشلة على محل للصيرفة، حيث قتل أحد المهاجمين وأصيب الآخر بعد مطاردة صاحب المحل لهما.
- نقيب الصرافين في لبنان أشار إلى تزايد السرقات بسبب الأوضاع الاقتصادية، ودعا لاتخاذ إجراءات وقائية وتجديد رخص حمل السلاح للصرافين.
- نقابة الصرافين استنكرت الحادثة وأشادت بشجاعة صاحب المحل، مطالبة القوى الأمنية بكشف ملابسات الحادث وتسيير دوريات لحماية الصرافين.

شهدت منطقة رأس بيروت عملية سطو مسلّح فاشلة على أحد محال الصيرفة بالقرب من فندق البريستول عند شارع مدام كوري، وقد قُتل فيها أحد اللصَين فيما جُرح الآخر. وفي التفاصيل، عمد شخصان ملثّمان يستقلان دراجة نارية إلى اقتحام محلّ للصيرفة وضرب صاحب المحلّ على رأسه وسرقة حقيبة لديه ثمّ لاذا بالفرار، لكنه لحق بهما وأطلق النار عليهما ليسقطا أحدهما قتيلا  والثاني جريحا. وعلى الأثر نُقل الأخير إلى المستشفى، كذلك الأمر بالنسبة إلى صاحب محل الصيرفة الصيرفة لتلقّي العلاج، وفقاً لما كشفه مصدر أمني لـ"العربي الجديد".

وفي اتصال مع نقيب الصرّافين في لبنان مجد وليد المصري، أفاد "العربي الجديد" بأنّه لم يتسنّ لهم بعد التواصل مباشرة مع الصرّاف الذي تعرّض محلّه في رأس بيروت لعمليّة سطو، مشيراً إلى أنّ الأخير "يفتح أبواب محلّه في التوقيت نفسه الذي وقعت فيه الحادثة". وأضاف المصري أنّ "تداعيات المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد تتجلّى في تزايد مقلق جداً في السرقات التي تطاول كلّ المناطق وكلّ المهن، ولا تُحصَر بالصرّافين فحسب". وإذ أشاد المصري بجهود القوى الأمنية، دعا جميع الصرّافين إلى "أخذ الحيطة والحذر والتحلّي بالوعي واتّخاذ إجراءات الوقاية عند فتح محالهم أو إغلاقها، حتى لا يتركوا أيّ ثغرة يمكن للصوص انتهازها"، من قبيل "وقوف شخص خلف الصرّاف لحماية ظهره عند فتحه محلّه".

ووجّه نقيب الصرّافين في لبنان نداءً إلى وزير الدفاع اللبناني في الحكومة المشكّلة أخيراً بـ"ضرورة تجديد رخص حمل السلاح للصرّافين، التي انتهت صلاحيتها مع نهاية عام 2024، خصوصاً أنّ العاملين في شركات الصيرفة ونقل الأموال يضعون دمهم على كفّهم، ومن حقّهم القانوني أن يحموا أنفسهم". أضاف المصري: "نحن مستعدّون، بصفتنا النقابية، أن نقدّم كامل الملفات والتفاصيل بشأن الصرّافين". ولفت المصري إلى أنّ "عملية السطو اليوم أثارت الهواجس لدى الصرّافين الآخرين، وحثّتهم على الاستعداد بصورة أفضل لتفادي السرقات أو التعرّض للأذى، علماً أنّهم لم يغلقوا محالهم بعد حادثة اليوم، فهم يكافحون في سبيل لقمة عيشهم وإعالة عائلاتهم يومياً".

في الإطار نفسه، أصدرت نقابة الصرّافين في لبنان بياناً استنكارياً ندّدت فيه بمحاولة السطو المسلّح على مؤسسة بدر الدين للصيرفة في رأس بيروت المرخّصة من قبل مصرف لبنان. ونوّهت النقابة بـ"جرأة صاحب المحلّ وقدرته على الدفاع عن نفسه في الوقت المحدّد وعدم الوقوع بالكمين المحكم ضدّه من قبل المسلّحَين الراغبَين في سرقته وربّما في قتله، مستغلَّين الفترة الصباحية والعطلة الرسمية وغزارة الأمطار لتنقيذ مهمّتهما"، مشدّدةً على أنّه "لم يكن لديه (صاحب المحلّ) أيّ خيار سوى استعمال سلاحه للدفاع عن نفسه".

وطالبت النقابة القوى الأمنية والقضائية التي حضرت فوراً إلى المكان وبدأت بالتحقيقات اللازمة، بـ"ضرورة الإسراع في كشف ملابسات الحادث وإنزال أشدّ العقوبات بالفاعلَين وتسيير دوريات في منطقة الحادث وفي كلّ المناطق لقطع الطريق على كلّ من تسوّل له نفسه الاعتداء على المواطنين، وخصوصاً حماية الصرّافين في محالهم في خلال أداء عملهم وفي خارجها نظراً إلى طبيعة عملهم".

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

من جهته، أعرب مختار منطقة رأس بيروت رمضان غلاييني عن غضبه إزاء "ما تشهده البلاد في هذه الآونة من جرائم قتل وسرقة". وقال لـ"العربي الجديد": "استفاق أهالي المنطقة على خبر عملية السطو التي وقعت عند قرابة الساعة الثامنة من صباح اليوم الاثنين، الأمر الذي أثار حالة من الخوف والذعر بين المواطنين". أضاف: "لذلك، نناشد الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية التحرّك لضبط الأمن والحدّ من السرقات والتفلّت".

تجدر الإشارة إلى أنّ عمليات القتل والسرقات والجرائم المختلفة تتزايد في لبنان في الآونة الأخيرة، وقد تحوّلت إلى أخبار يومية، وسط مناشدات المواطنين بضرورة الحدّ من الفلتان الأمني وإنزال أشدّ العقوبات بحقّ المرتكبين وتطبيق قوانين رادعة لإرساء الأمن والاستقرار في البلاد.