لبنان: دعوات للاقتصاص من شاب متهم بقتل طفل سوري

18 مارس 2025
داهمت قوى الأمن اللبناني منزل الجاني لتكتشف الجريمة، 16 يناير 2021 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت بلدة جويّا جريمة قتل مروّعة للطفل السوري راشد العيسى، حيث استدرجه جاره اللبناني وقتله، مما أثار غضب المجتمع اللبناني الذي طالب بأشد العقوبات على الجاني المقبوض عليه.
- تضاربت المعلومات حول تفاصيل الجريمة، حيث ذُكر أن الطفل تعرض للذبح أو الطعن، وأكدت السلطات أن الجاني يعاني من اضطرابات نفسية ويتعاطى المخدرات.
- استنكرت عائلة الجاني الجريمة وتبرأت منه، مؤكدة على عدم وجود دوافع عنصرية، ودعت لتحقيق العدالة للضحية وتجنب استغلال الحادثة إعلاميًا.

سادت حالة من الغضب والصدمة في لبنان، إثر جريمة القتل المروّعة التي ذهب ضحيتها الطفل السوري راشد قاسم عبود العيسى (7 سنوات)، بعد أن استدرجه جاره العشريني (م. ج) إلى منزله في بلدة جويّا، قضاء صور (جنوبي البلاد)، قبل أن يعمد إلى قتله، بحسب المعطيات الأولية، إذ ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بالجريمة الوحشية، وسيطرت على بلدة جويّا حالة من الذعر والرعب، وسط مناشدات الأهالي والفعاليات بضرورة إنزال أشد العقوبات بحق القاتل.

وفي السياق، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة الرسمية)" بـ"مقتل الطفل السوري من مواليد عام 2018، بعد أن استدرجه جاره اللبناني من مواليد عام 2000، إلى داخل منزله وذبحه بسكين، ما أدّى إلى وفاته، وقد نُقلت جثة الطفل إلى مستشفى جبل عامل في صور، وأوقفت دورية تابعة لفصيلة جويّا، الجاني لإجراء المقتضى القانوني بحقه".

وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، يؤكد رئيس مركز الدفاع المدني اللبناني في بلدة جويّا، محمد وهبي، أن "الحادثة وقعت عند الساعة الثالثة بعد ظهر أمس (الاثنين) باعتراف القاتل، غير أننا تبلّغنا بها وقت الإفطار عند نحو السادسة مساء، فسارعنا إلى منزل الجاني الذي يعاني حالة نفسية وهلوسات الإجرام والقتل من جراء الحبوب المخدّرة التي يتعاطاها، ووجدناه ينظف آثار الجريمة، كما كان قد رشّ رائحة عطر قوية ربما لإخفاء جريمته بحسب اعتقاده، وكان يحمل سكيناً يهدد عناصرنا به، قبل أن يُسيطَرَ على تصرفاته ويُدفَع إلى الإفصاح عن مكان الطفل"، ويتابع وهبي: "عثرنا على الطفل السوري مقتولاً وموضوعاً في حقيبة كبيرة وليس في كيس نايلون. حملته من أجل نقله إلى المستشفى ولاحظت عدم وجود آثار ذبح، إنما طعنتان في الرقبة من الجانبين بآلة حادة قد تكون سكيناً أو أي آلة أخرى، تسببتا بنزيف حاد، إذ امتلأ صدر الطفل وكنزته البيضاء بالدم، وكان جسده بارداً ومن دون أي نبض، لكن لا ذبح ولا تعذيب ولا تنكيل بالجثة ولا تقطيع كما أشيع في الأخبار المتداولة. مع العلم، أنني حاولت انتشال الجثة سريعاً لامتصاص حدة الغضب قبل رؤية الأهل لجثة طفلهم، كما أن البعض نسب الطفل إلى عائلة العلاوي، غير أن والده أفادنا بأن عائلتهم هي العيسى".

وفي حين تضاربت المعلومات حول طريقة القتل والدوافع، انتشرت مقاطع صوتية نُسب بعضها إلى عمّ الطفل، الذي كشف أن شقيقه أبلغه بفقدان ابنه قبل المغرب، وخلال البحث عنه علم أنه عند الجيران، فقصد منزل الجاني لكنّه لم يفتح الباب، ما أثار شكوكه ودفعه إلى الاتصال بالقوى الأمنية التي بادرت إلى خلع الباب ومداهمة المنزل، فعثرت على الطفل مقطّعاً في كيس نايلون ضمن خزانة الملابس".

وفي مقطع صوتي آخر منسوب لأحد أفراد عائلة الطفل، يشير المتحدث إلى أن "الطفل ينحدر من مدينة القورية، شرقي دير الزور (سورية)، والده يعمل في بلدة جويّا، وأنّه كان يلعب أمام المنزل، لكن بعد فترة فقده أهله، ومن ثم وُجد مقتولاً في بيت أحد جيرانهم، المدعو (م. ج)، الذي استدرج الطفل وعذبه وذبحه وقتله ونكل بجثته وقطع رأسه"، لافتاً إلى أن "أهل الطفل مقطوعة أخبارهم، وربما لا يستطيعون التحدث بحرية بسبب تعرّضهم للضغوط".

بدوره، يوضح رئيس بلدية جويّا نعمان هاشم، لـ"العربي الجديد"، أن "الجاني يعاني من أمراض عصبية ونفسية ويتعاطى المخدرات، وقد حاول العام الماضي الانتحار مرتين، إذ طعن نفسه بسكينٍ وحاول القفز عن السطح. الأمر الذي دفع والده للعيش معه من أجل رعايته، بعد أن كان يعيش وحيداً في المنزل، علماً أن العائلة كانت تقطن خارج البلدة، وعادت منذ نحو عامين". ويضيف: "لا معطيات حول مكان وجود والد القاتل لحظة ارتكاب الجريمة، لكن معطياتنا تفيد أن الطفل السوري المغدور كان يلعب أمام المنزل الذي يقطنه رفقة أهله، إذ يعمل والده ناطوراً، مقابل منزل الجاني. وبعد فقدان الطفل، دارت الشكوك حول الشاب المذكور، فكان أن داهمت القوى الأمنية منزله، برفقة عناصر الدفاع المدني وشرطة البلدية، ووجدوا الطفل مقتولاً بطعنات حتى الموت بواسطة السكين، وليس ذبحاً أو تقطيعاً وفق معلوماتنا الأولية. لكن بالطبع، علينا انتظار تقرير الطبيب الشرعي لتحديد طريقة الوفاة، غير أنّ القوى الأمنية أوقفت القاتل، وتولى الدفاع المدني نقل الجثة إلى المستشفى".

وإذ يستنكر رئيس بلدية جويّا كل جريمة من هذا النوع، يقول: "إن هذه الأفعال مُدانة ولا يقبلها أحد، ويجب أن تُنزل بالجاني أقصى عقوبة ممكنة"، مؤكداً "استقرار الأوضاع في البلدة وعدم اتخاذ الجريمة أي منحى عنصريّ، خاصة أن العلاقة جيدة مع السوريين وأغلبهم يعيش بيننا منذ أكثر من 15 عاماً ويعمل في مجالات عديدة، فالبلدة تضمّ نحو 900 سوري بين لاجئين وعمّال قدامى قصدوا لبنان قبل الأحداث السورية".

وأدانت عائلة القاتل "الجريمة النكراء والبشعة التي أقدم عليها الجاني م. ج"، وأعلنت في بيانها التبرّؤ منه ووضع نفسها في خدمة أهل الضحية، ودعت الأجهزة الأمنية إلى "إنزال أشد العقوبات بحق الجاني"، ناشدت العائلة "بعض الأقلام المأجورة، الكفّ عن الاستثمار بما جرى وعدم الإسهام في صبّ زيت حقدهم من أجل أهداف معروفة للقاصي والداني".

المساهمون