لبنان: انقطاع الكهرباء يُربك أول أيام امتحانات الشهادة المتوسطة

لبنان: انقطاع الكهرباء يُربك أول أيام امتحانات الشهادة المتوسطة

25 يونيو 2022
شهد أول أيام الامتحانات ارتباكا (العربي الجديد)
+ الخط -

انطلقت، صباح السبت، امتحانات الشهادة المتوسطة في المدارس الرسمية اللبنانية "البريفيه"، وسط أجواء لم تخلُ من بعض الإشكاليات، وذلك بعد عامين على الاكتفاء بإفادات للتلامذة، تارةً بسبب جائحة كورونا، وأخرى بسبب اشتداد حدّة الأزمة الاقتصادية والانقطاع عن التعليم.

وعايش التلاميذ عثراتٍ عكست الواقع المرير بعد عامٍ دراسيّ حفل بالمصاعب والإضرابات، وتهديد روابط التعليم الرسمي بمقاطعة الامتحانات، ثمّ العودة عن قرارها بعد الحوافز الإضافية التي وُعدت بها.
وسُجّل غياب عدد من المراقبين والتلاميذ في قضاء الهرمل (البقاع)، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، وفوجئ بعض التلاميذ بسوء التنظيم في مراكز أخرى بالعاصمة بيروت، من بينها عدم إيجاد بعضهم غرفة للامتحان، أو الطابق المذكور على بطاقة ترشيحه، أو معاناة البعض الآخر من إنارة متذبذبة.

في حين تسبّبت العاصفة الجوية في تأخّر انطلاق الامتحانات لأكثر من ساعتين في قضاء الضنية (شمال)، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما تكرّر في أكثر من منطقة، ليناشد مدير عام التربية، عماد الأشقر، أصحاب المولّدات الخاصة إمداد مراكز الامتحانات بالطاقة، خصوصاً أن سوء الطقس يحتّم إنارة الغرف.
وعشيّة انطلاق الامتحانات، شدّد وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، على أنّ "الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة هي محطة تقييم وطنية، ومرحلة أساسية للبنان، وللقطاع التربوي بشكل خاص"، ودعا التلامذة إلى "خوضها بكل ثقة واندفاع واستحقاق".
وقالت المعلمة ثريّا الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إن "أجواء الامتحانات كانت إيجابية في يومها الأول، غير أن مادة الرياضيات استصعبها التلاميذ لأنها تضمّنت سؤالاً بعض أجزائه من خارج المنهج، وهذه المشكلة واجهت ابني، لكنه عوّض في مادة اللغة العربية التي كانت سهلة، وفق قول معظم التلاميذ".
من جهتها، أكدت المعلّمة منال حيدر، أن التلاميذ واجهوا عاماً مليئاً بالصعوبات والتحديات، وحاربوا كل الظروف، كما اضطر عدد من الأهالي إلى اقتطاع جزءٍ من راتبهم الذي بالكاد يكفيهم لتأمين قوتهم اليومي، من أجل الدروس الخصوصية، وقالت لـ"العربي الجديد": "من الضروري إنصاف التلاميذ والرأفة بهم. ضعف المستوى ستظهره السنوات المقبلة، والتي تتطلب مجهوداً مضاعفاً للتعويض، كما نلمس رغبة كثيرين في التوجّه إلى التعليم المهني، في حين يبدي آخرون عدم رغبتهم في مواصلة تحصيلهم العلمي".
بدورها، أشارت تلميذة، فضّلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن اليوم الأول كان جيداً، واقتصرت الصعوبة على سؤال أو اثنين، وأن مادة الرياضيات كانت أسهل من اللغة العربية، وكشفت لـ"العربي الجديد"، أنّ "التيار الكهربائي كان مقطوعاً في معظم الوقت، ما يعني توقّف كاميرات المراقبة عن العمل، وربما لذلك كان الغش على قدمٍ وساق، حتى أن هناك معلمات تساهلن مع التلاميذ، ناهيك عن الزحام والفوضى".

واقتصرت الامتحانات الرسمية على ثلاث مواد إلزامية هي اللغة العربية والأجنبية والرياضيات، ومادتين اختياريتين؛ الأولى يتم اختيارها من المواد العلمية (الفيزياء أو الكيمياء أو العلوم الطبيعية)، والثانية من المواد الأدبية (تاريخ أو جغرافيا أو تربية)، ما يعني خمس مواد فقط، بعد أن كان في السابق تسع مواد.

ويطالب العديد من اللبنانيين بضرورة إلغاء هذه الشهادة، ويتساءلون عن مدى جدواها، خصوصاً بعد شطب مواد ودروس عديدة، وبعد الأزمة المعيشية الخانقة التي يعانيها تلامذة لبنان وعائلاتهم، فضلا عن الفارق الكبير بين عدد الأيام الدراسية في القطاع الخاص والتعليم الرسمي.
ويشارك في امتحانات الشهادة المتوسطة، التي تنتهي الإثنين المقبل، 60933 مرشحاً، في حين تنطلق امتحانات الشهادة الثانوية بفروعها كافة، الأربعاء 29 يونيو/حزيران، وتنتهي في 2 يوليو/تموز المقبل، ويشارك فيها نحو 43 ألف تلميذ وتلميذة.