لازاريني ينتقد آلية المساعدات الأميركية في غزة: لن تعالج الجوع

12 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 16:52 (توقيت القدس)
مساعدات "مؤسسة غزة الإنسانية" تحت أنظار الاحتلال في وسط القطاع، 8 يونيو 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر المفوض العام لوكالة "أونروا" من آلية المساعدات الأميركية في غزة، واصفاً إياها بأنها مهينة ولا تعالج الجوع المتفاقم، في ظل سياسة التجويع الإسرائيلية.
- شددت "أونروا" على ضرورة استعادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية، ووصفت وزيرة خارجية السويد منع إسرائيل للإمدادات بأنه جريمة حرب.
- أعلنت "أونروا" فقدان الاتصال بزملائها في غزة بسبب قطع الاتصالات، محذرة من التبعات الإنسانية والاجتماعية، وداعيةً إلى التدخل العاجل لإصلاح البنية التحتية.

لازاريني: لا يمكن لألعاب الجوع المرعبة أن تصير واقعاً جديداً

وصف لازاريني آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية بأنها "مهينة"

شددت الأمم المتحدة على أنها الجهة المخوّلة التعاطي مع الأزمة

حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، اليوم الخميس، من أنّ آلية المساعدات الأميركية المزعومة في قطاع غزة "لن تعالج الجوع المتفاقم"، مضيفاً أنّه "لا يمكن لألعاب الجوع المرعبة أن تصير واقعاً جديداً". ويأتي ذلك في وقت يمعن فيه الاحتلال الإسرائيلي في سياسة التجويع الممنهجة التي يستهدف فيها الفلسطينيين الذين يحاصرهم، والذين تستهدفهم آلة حربه المدمّرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وكانت وكالة أونروا قد أفادت، في سياق متصل، أمس الأربعاء، بأنّ سوء التغذية الحاد شُخّص لدى أكثر من 2700 طفل فلسطيني دون الخامسة من العمر في أواخر مايو/ أيار الماضي، من جرّاء التجويع الذي تمارسه إسرائيل. وإذ نشرت الوكالة "نحن في قمّة العجز والإنهاك" في رسالة من قطاع غزة، بيّنت أنّ الأزمة "وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس" في مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني المحاصر، "مع استمرار معاناة الناس من الجوع".

وأطلق لازاريني تحذيره في معرض انتقاده آلية توزيع المساعدات على الفلسطينيين وسط الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، في تدوينة نشرها على موقع إكس ظهر اليوم. ووصف المسؤول الأممي آلية توزيع المساعدات تلك التي تأتي خارج إشراف الأمم المتحدة بأنها "مهينة جداً ومذلّة وتُعرّض الأرواح للخطر".

وبعدما كان الاحتلال قد شدّد حصاره على قطاع غزة وأهله في الثاني من مارس/ آذار الماضي، أعلنت سلطاته في 19 مايو/ أيار الماضي أنّها سوف تستأنف عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين، إنّما بشروطها ومع إقصاء وكالة أونروا ومن ورائها منظمة الأمم المتحدة ككلّ. وهكذا راحت توزّع، من خلال "مؤسسة غزة الإنسانية"، مواد غذائية شحيحة جداً في "مناطق عازلة" بوسط القطاع وجنوبه، في ظلّ فوضى وإطلاق نار إسرائيلي يومي على الفلسطينيين ضحايا التجويع، الأمر الذي يؤدّي إلى سقوط قتلى وجرحى.

ولفت المفوّض العام لوكالة أونروا، في تدوينته الأخيرة، إلى أنّ "الأمم المتحدة تمتلك المعرفة والخبرة وثقة المجتمع لتقديم مساعدة كريمة وآمنة"، في إشارة إلى أنّها الجهة المخوّلة التعاطي مع الأزمة القائمة في القطاع الفلسطيني المنكوب. وناشد لازاريني، في هذا الإطار، المعنيين: "دعوا العاملين في المجال الإنساني يؤدّون عملهم".

وتتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة أكثر فأكثر، الأمر الذي تحذّر منه مختلف الوكالات التابعة للأمم المتحدة، وكذلك المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية وغيرها. وفي هذا الإطار، شدّدت وكالة أونروا، أمس الأربعاء، على "ضرورة استعادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة" في القطاع الفلسطيني الذي تمضي إسرائيل في حصاره وتمنع عنه الإمدادات، ولا سيّما تلك المنقذة للحياة.

في سياق متصل، قالت وزيرة خارجية السويد ماريا مالمر ستينرغارد، في مؤتمر صحافي اليوم الخميس، إنّ رفض إسرائيل السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة واستهدافها مواقع توزيع المساعدات يتسبّبان في تجويع المدنيين، وهو أمر وصفته بأنّه "جريمة حرب". وأكدت أنّ "استخدامَ تجويع المدنيين أداةً من أدوات الحرب هو جريمة حرب"، مطالبةً بـ"وجوب عدم تسييس المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أو استخدامها سلاحاً". وإذ لفتت إلى "مؤشّرات واضحة حالياً إلى أنّ إسرائيل لا تفي بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي"، شدّدت على "أهمية وصول الغذاء والمياه والأدوية بسرعة إلى السكان المدنيين، كثيرون منهم من النساء والأطفال الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية كلياً".

أونروا: فقدنا الاتصال بزملائنا في غزة

من جهة أخرى، أعلنت وكالة أونروا أنّها فقدت الاتصال كلياً بـ"زملائنا" في قطاع غزة، على أثر قطع إسرائيل الاتصالات. وأوضحت، في تدوينة على موقع إكس بعد ظهر اليوم الخميس، أنّ "صباح هذا اليوم، وللمرّة الأولى منذ أشهر، لم نتلقَّ رسائلهم الصباحية التي تقول: صباح الخير ونحن بخير/ على قيد الحياة". أضافت : "نترقّب بقلق سماع أخبار زملائنا".

وكانت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم، انقطاع كلّ خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في قطاع غزة بعد استهداف إسرائيل البنية التحتية. وأفادت، في بيان، بأنّ "العزلة الرقمية في قطاع غزة تصاعدت نتيجة استهداف (إسرائيلي) ممنهج للبنية التحتية للاتصالات على الرغم من كلّ المحاولات العديدة السابقة لإصلاح عدد كبير من المسارات المقطوعة والبديلة منذ فترة طويلة". أضافت الهيئة أنّ محافظتَي خانيونس ورفح في جنوب قطاع غزة ومحافظة دير البلح في وسطه "انضمّت إلى حالة العزلة" التي تعاني منها محافظة غزة ومحافظة شمال غزة اللتان تشكّلان شمال القطاع، "لليوم الثاني على التوالي، نتيجة استمرار استهداف شبكات الاتصالات والمسارات الرئيسية الحيوية".

وحذّرت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية من "التبعات الإنسانية والاجتماعية لهذا الانقطاع"، داعيةً "كلّ الجهات المحلية والدولية المختصة إلى التدخّل العاجل لتسهيل تنفيذ الترتيبات اللازمة بما يمكّن الطواقم الفنية من الوصول الآمن إلى مواقع الأعطال والقيام بأعمال الإصلاح المطلوبة". يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي يمنع الطواقم الفنية من إصلاح الكوابل التي قُطعت أمس الأربعاء، ويعوّق كذلك عمليات الوصول إلى المسارات البديلة الاحتياطية.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون