لاجئون أفغان يأملون بتغيّر موقف باكستان

02 ابريل 2025
لاجئون أفغان في أحد مساجد بشاور، 30 مارس 2025 (حسين علي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه اللاجئون الأفغان في باكستان تضييقاً واعتقالات تعسفية، خاصة خلال شهر رمضان وعيد الفطر، مع انتهاء المهلة المحددة لمغادرتهم.
- تعبر منظمة العفو الدولية عن قلقها من خطة باكستان لإعادة الأجانب غير الشرعيين، معتبرةً أنها تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان وتعرض اللاجئين للخطر.
- رغم بعض الأصوات الداعمة لحقوق اللاجئين، إلا أن التوتر بين الحكومة الباكستانية وطالبان يعيق تحسين أوضاعهم ويزيد من معاناتهم.

تستمر معاناة اللاجئين الأفغان في باكستان، وخصوصاً مع انتهاء المهلة التي حددتها السلطات لمغادرتهم البلاد، في 31 مارس/ آذار الماضي، في ظل التضييق المستمر، لكن يبقى الأمل بأن تغيّر مواقفها ولو قليلاً

قبل زيارة المندوب الباكستاني الخاص لأفغانستان محمد صادق خان إلى أفغانستان، في 22 مارس/ آذار الماضي، بدأت تعلو بعض الأصوات الداعمة لحق اللاجئين الأفغان. ومن أبرزها رئيس الوزراء في الحكومة المحلية في إقليم خيبربختونخوا علي أمين كنده بور، ومستشار رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الداخلية السابق رانا ثناء الله. وقال الأخير إنه يجب تغيير قرارات الحكومة الباكستانية بحق اللاجئين الأفغان.
لكن الحكومة الباكستانية لا تزال تصر على قرارها بإخراج اللاجئين الأفغان في إطار المهلة التي وضعتها (31 مارس). ويومياً تنشر الصحف الباكستانية، وخصوصاً تلك القريبة من الجيش ومؤسسات الدولة، المهلة المتبقية للاجئين الأفغان في البلاد. والمهلة الموضوعة تزامنت مع انتهاء شهر رمضان وبداية عيد الفطر، الأمر الذي أثار حفيظة جميع الأفغان وليس اللاجئين فقط. وأعرب كثيرون عن استيائهم الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروا القرار الباكستاني جائراً. إلا أن الحكومة الباكستانية لم تراعهم، وشهد شهر رمضان الكثير من الاعتقالات بذرائع مختلفة.
يقول اللاجئ الأفغاني لطف الرحمن عبد الخبير، الموجود في مدينة بشاور، والذي كان يعيش في مدينة راولبندي واضطر  للانتقال إلى بشاور، إذ لم يعد يسمح للأفغان العيش في راولبندي بعد نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي. ويضيف متحدثاً لـ"العربي الجديد": "ولدت في باكستان، ولطالما كان تعامل الشعب الباكستاني معنا حسناً وجميلاً. نعترف لهم بالجميل، لكن ما تقوم به الحكومة الباكستانية هذه الأيام هو أسوأ تعامل ربما فعلته أي دولة مع اللاجئين. الحكومة الباكستانية لم تراع أي شيء، لا رمضان ولا عيد ولا أيام العبادة ولا أماكن العبادة. تداهم المنازل والمساجد للعثور على الأفغان والزج بهم في السجون".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

ويؤكد أن "الشرطة الباكستانية كانت تداهم المساجد وتقف عند أبوابها وقت دخول وخروج المصلين. وكانت تبحث عن اللاجئين الأفغان وتعتقلهم. لذلك، توقف الكثير من الأفغان عن أداء الصلاة في المساجد خشية تعرضهم للاعتقال. أعرف كثيرين ممن أخذوا إلى مراكز الشرطة وأفرج عنهم في مقابل المال، وقد أتاحت الحكومة هذه الفرصة للشرطة الباكستانية. ويبحث رجال الاستخبارات عن اللاجئين الأفغان في الشوارع والمساجد والأماكن العامة، وأحياناً داخل المستشفيات، ما يعكس عداء الحكومة الباكستانية للأفغان".
من جهته، يؤكد حاجي لعل محمد، وهو أحد وجهاء اللاجئين في مدينة بشاور، لـ"العربي الجديد"، أن "السلطات الباكستانية تتعامل مع قضية اللاجئين الأفغان وكأنها قضية تهدد الأمن القومي للبلاد، وكأنه لا تربطنا أي علاقة بهذا الشعب... لا دين ولا تاريخ ولا علاقات سياسية واقتصادية، وتتعامل معنا بصورة لا تعكس نية تحسين العلاقة مع هذه البلاد. وبات أكثر من مليون لاجئ أعداء لباكستان".

لاجئون أفغان اختاروا العودة إلى بلادهم، 22 مايو 2024 (سنالله سيام/فرانس برس)
لاجئون أفغان اختاروا العودة إلى بلادهم، 22 مايو 2024 (سنالله سيام/فرانس برس)

يذكر أنه قبل أيام اعتقلت الشرطة الباكستانية أحد اللاجئين من أمام مستشفى شيرباو، وكان قد توجه إلى هناك للعلاج، إذ كان يعاني التهاباً في الصدر والحمى. لدى خروجه، لحقت به الشرطة واعتقلته، وأخذته إلى مركز للشرطة. ويقول محمد إنه "بعد يومين من الجهود، تمكّنّا من إطلاق سراح الرجل بعدما دفعنا المال للشرطة، وهو المبلغ الذي كان قد خصصه للعلاج وشراء الأدوية". 
يشار إلى أن أي تغير في خطة باكستان حيال اللاجئين الأفغان مرهون بمدى تقبل حركة طالبان مطالب باكستان، وخصوصاً قضية طالبان الباكستانية والحدود. ويبدو أن اشتداد الخناق على اللاجئين يشير إلى أن تلك الزيارة لم تثمر خيراً.  
وهنا، يشير محمد إلى أن بعض التصريحات الباكستانية الأخيرة كانت قد أعادت الأمل إلى بعض اللاجئين الأفغان، لكن يبدو أنه لا جدوى منها في ظل استمرار التوتر القائم بين الحكومة الباكستانية وطالبان.

وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت السلطات الباكستانية إلى سحب "خطة إعادة الأجانب غير الشرعيين" التي تستهدف اللاجئين الأفغان، والتي وصفتها بـ"الغامضة"، وتقول إن خطة الترحيل التي وضعتها الحكومة الباكستانية لم يُكشف عن محتواها، إلا أنها "تأتي في خضم حملة لشيطنة المواطنين الأفغان ظلماً وزوراً، واعتبارهم مجرمين وإرهابيين".
وقالت إيزابيل لاسي، نائبة المدير الإقليمي لجنوب آسيا في منظمة العفو الدولية، إنّ الموعد النهائي الصارم والقاسي الذي حددته الحكومة الباكستانية لإبعاد اللاجئين وطالبي اللجوء الأفغان من مدينتين رئيسيتين، والذي سيُسفر عن ترحيل العديد من المعرضين للخطر، لا يُظهر احتراماً يُذكر للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيما مبدأ عدم الإعادة القسرية.

المساهمون