كيف يؤثر الحرّ على جسم الإنسان؟

كيف يؤثر الحرّ على جسم الإنسان؟

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
22 يوليو 2022
+ الخط -

قبل سنوات، توفي 15 ألف شخص على الأقل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في أوروبا. وفي الصيف الحالي، ترتفع درجات الحرارة بشكل قياسي، بتأثير التغيّرات المناخية التي تلعب دوراً سلبياً كبيراً، وتصيب الناس بأمراض كثيرة، خاصة كبار السن والأطفال الصغار. يتحمل جسم الإنسان عادة درجات الحرارة التي تتراوح بين 36 و38 درجة مئوية، باعتبار أن الخلايا والأعضاء البشرية تعمل في شكل طبيعي للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية.
تكتب مجلة "ذا تايم" الأميركية أنه "عندما تتجاوز درجة الحرارة الخارجية تلك الداخلية للجسم المحددة بـ 37 درجة، يبدأ الجسم تلقائياً في مقاومة الحرارة من خلال عملية يطلق عليها اسم التبريد والتبخير، أو التعرق، حيث تتوسع الشعيرات الدموية في محاولة لتبريد الجسم. لكن عندما تكون الرطوبة مرتفعة، يصبح التعرق أقل فاعلية لأن الهواء المشبّع بالرطوبة لا يبرّد الدم فترتفع درجة الحرارة الأساسية للجسم".

40 درجة مئوية
يقول أخصائي الصحة العامة الدكتور كمال ياسين لـ"العربي الجديد": "يمكن أن يتحمل الجسم درجات الحرارة عند حدود معينة لا تتخطى 40 درجة مئوية، فهو فعلياً مهيأ لمقاومة درجات الحرارة من خلال الخلايا العصبية التي ترسل إشارات إلى الجلد والعضلات لمراقبة التغييرات. وعندما ترتفع الحرارة، يعطي المخ إشارة سريعة بالعطش ويبدأ في التعرق، في عملية تبقي الجسم في حال توازن، لكن في بعض الحالات قد لا تسير هذه الطريقة في شكل اعتيادي". يضيف: "قد يصبح مصابون بأمراض مزمنة أو أشخاص من كبار السن أكثر عرضة للجفاف، علماً أن أدوية مثل تلك التي تعالج أمراض السكري تجعل مقاومتهم للحرارة أبطأ، فيشعرون بالتالي بوعكات صحية، مثل انتفاخ في القدمين واليدين، وحصول دوار، أو انخفاض في ضغط الدم، وتسارع في نبضات القلب. وعموماً يتطلب التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة تناول كميات جيدة من المياه يومياً للحفاظ على رطوبة الجسم، والابتعاد عن الأعمال التي تتطلب الوجود تحت أشعة الشمس خاصة خلال وقت الذروة".
صحيح أن عملية تبريد الجسم قد تكون مثالية جداً لمقاومة ارتفاع درجات الحرارة، لكن التعرق الشديد قد يتسبب في مشاكل صحية أحياناً حتى لدى كبار السن، بحسب ما يقول ياسين الذي يوضح أن "إفراز كميات كبيرة من التعرق قد يجهد عضلة القلب لدى المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، ما يعني أن الأفضل بقاءهم في أماكن مبردة قدر المستطاع".
وتنقل صحيفة "لوموند" الفرنسية عن رئيس قسم الطوارئ في مستشفى بيتيه سالبيترير بباريس، بيار هاوسفاتر، قوله إن "جسم الإنسان يستطيع عادة إخراج العرق المبخر. وفي ظروف قاسية، يفقد الجسم كميات أكبر من العرق، فإذا لم يتم ترطيب الجسم من خلال تناول الماء والمشروبات، فقد يؤثر ذلك على الأعضاء". يتابع: "قد يمثل إفراز كميات كبيرة من الماء من جسم الإنسان مشكلة لدى الأشخاص من كبار السن، لأنه يتطلب زيادة تدفق الدم إلى الجلد، ما قد يؤدي إلى إضطرابات في أوعية الدم، وتدفقها إلى الخلايا". 

الصورة
ترطيب الجسم ضروري في الصيف (بن هاستي/ Getty)
ترطيب الجسم ضروري في الصيف (بن هاستي/ Getty)

ما هي ضربة الشمس؟
مع ارتفاع درجات الحرارة، يدور الحديث عن إمكان إصابة الأشخاص بضربة شمس، وهو تعبير مجازي، يعني بحسب تقرير نشره موقع "مايو كلينك" الطبي الأميركي، ارتفاع درجات حرارة الجسم نتيجة التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة إلى أكثر من 40 درجة مئوية. ويمكن أن يتسبب عدم معالجة ضربة الشمس في إتلاف الدماغ والقلب والكليتين والعضلات بسرعة، كما قد يؤدي ذلك إلى الوفاة في حالات معينة. ويتعرض عادة الأطفال إلى هذا النوع من الأمراض، لأن أجسامهم لا تزال غير معتادة على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، بحسب ما يشرح طبيب الأطفال غسان فران لـ"العربي الجديد"، إذ يقول إن "الأطفال أكثر حساسية للإصابة بعوارض ضربة الشمس، مثل ارتفاع درجات الحرارة والإسهال والتعب والهذيان، وإمكان حدوث تقرحات أو أمراض جلدية". يضيف: "مع اشتداد درجات الحرارة لا بدّ من توخي الحيطة والحذر، ومنع الأطفال من الخروج تحت أشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر". ولا ينفي فران أضرار ضربة الشمس على الكبار والصغار معاً. ويذكر أنه "إذا استمرت درجة الحرارة الأساسية في الارتفاع إلى أكثر من 40 مئوية، تبدأ الأعضاء في الانغلاق وتتدهور الخلايا، ما قد يرهق القلب ويوقفه. وقد يبدأ مرضى في الهلوسة أو يصابون بنوبات صرع". 

نصائح 
ويتفق كل من ياسين وفران على أن الوقاية من الشمس قد تكون أفضل السبل لحماية الصغار والكبار، ما يتطلب تجنبهم البقاء في الشمس فترات طويلة، وتناول الصغار تحديداً بين 4 إلى 6 أكواب ماء، والكبار 8 أكواب ماء، إضافة إلى تناول سوائل أخرى مثل العصائر، والبقاء في أماكن مبردة. ويوصي فران بعدم تناول أطعمة يجري تحضيرها خارج البيت، لأنها قد تكون ملوثة أو مسممة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما قد يؤدي إلى مشاكل عدة في جسم الإنسان.

ذات صلة

الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
تكتظ مراكز الإيواء بالنازحين (مجدي فتحي/Getty)

مجتمع

عمد الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان الحالي إلى استهداف المنظومة الصحية في غزة، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية
الصورة
طبيب جزائري: هكذا تحمي الجماهير نفسها من الأمراض في ساحل العاج

رياضة

حلّ الطبيب شاعو مراد مبعوث وزارة الصحة الجزائرية في ساحل العاج ضيفاً على "العربي الجديد"، من أجل الحديث عن سبل حماية جماهير منتخب "الخضر" في كأس أمم أفريقيا

المساهمون