كولومبيا تمنع هبوط طائرات عسكرية أميركية تقلّ مهاجرين مرحّلين من مواطنيها

26 يناير 2025
وصول طائرة تقلّ مرحّلين من الولايات المتحدة إلى البرازيل، 25 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته الثانية بسياسات صارمة تجاه الهجرة، واصفًا المهاجرين بـ"المجرمين" ومرحلًا إياهم بطرق مهينة، مما أثار غضب دول أمريكا اللاتينية.
- انتقدت البرازيل معاملة إدارة ترامب لمواطنيها، حيث تم تكبيل 80 مهاجرًا برازيليًا، ووصفت الحكومة البرازيلية هذا التصرف بأنه "انتهاك صارخ" لحقوق الإنسان.
- تأتي هذه الإجراءات ضمن حملة ترامب المكثفة ضد الهجرة غير النظامية، حيث منح الوكالات الفيدرالية سلطات واسعة لترحيل المهاجرين وأعلن حالة طوارئ وطنية.

لم يمضِ أسبوع على تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته الثانية، غير أنّه يطبّق بحزم خططته الخاصة بالهجرة وبالمهاجرين الذين وصفهم بأنّهم "مجرمون"، فيرحّلهم إلى بلدانهم بطرق "مهينة". في هذا الإطار، منعت كولومبيا هبوط طائرات عسكرية أميركية تقلّ مهاجرين من مواطنيها مرحَّلين من الولايات المتحدة الأميركية، وقد شدّد رئيس جمهوريتها غوستافو بيترو أنّ بلاده لن توافق على استقبال إلا الرحلات المدنية التي تعامِل المهاجرين "بطريقة لائقة". من جهتها، دانت البرازيل، أمس السبت، "ازدراء الحقوق الأساسية" لنحو 80 برازيلياً رحّلتهم إدارة ترامب من الولايات المتحدة الأميركية على متن طائرة عسكرية، وقد كبّلت أيديهم في خلال تلك الرحلة.

وكتب الرئيس الكولومبي، في تدوينة على موقع إكس اليوم الأحد، أنّ "المهاجر ليس مجرماً ولا بدّ من معاملته بطريقة تليق بالإنسان". أضاف: "لهذا السبب أعدت الطائرات العسكرية الأميركية التي تنقل مهاجرين كولومبيين". وتابع بيترو: "لا أستطيع إرغام المهاجرين على البقاء في بلد لا يريدهم"، مشيراً إلى أنّ في حال رفضهم ذلك البلد ورحّلهم، فـ"لا بدّ من أن يكون ذلك بكرامة واحترام لهم ولبلدنا". وإذ شدّد بيترو على أنّ "كولومبيا تحظى بالاحترام"، أوضح "سوف نستقبل مواطنينا على متن طائرات مدنية، من دون أن يُعامَلوا معاملة المجرمين".

وفي تدوينة أخرى كان الرئيس الكولومبي قد نشرها في وقت سابق من اليوم الأحد في السياق نفسه، أفاد بيترو بأنّ "من غير المسموح للولايات المتحدة الأميركية أن تعامل المهاجرين الكولومبيين كما لو أنّهم مجرمون"، مشدّداً على "وجوب أن تضع الولايات المتحدة بروتوكولاً لمعاملة المهاجرين بكرامة قبل أن نستقبلهم نحن". وتأتي تعليقات بيترو في سياق موجة سخط واسعة النطاق ومتزايدة في أمريكا اللاتينية بشأن عمليات الترحيل الجماعي التي خطّط لها ترامب، علماً أنّه يمضي في خططه تلك على الرغم من أنّه لم يتسلّم ولايته الرئاسية الثانية إلا قبل ستّة أيام.

البرازيل تدين تعامل إدارة ترامب المهين مع 80 مهاجراً من مواطنيها

بدورها، وجّهت البرازيل انتقادات إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب طريقة معاملة 80 مهاجراً غير نظامي من مواطنيها، عبر تكبيلهم بالأصفاد في أثناء عملية ترحيلهم. ووصفت الحكومة البرازيلية، أمس السبت، تكبيل مواطنيها خلال الرحلة الجوية التي أخرجتهم من الأراضي الأميركية بأنّه "انتهاك صارخ" لحقوقهم ودانت تلك المعاملة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية. وأشارت السلطات البرازيلية، في مذكرتها الرسمية بهذا الخصوص، إلى أنّ "كرامة الإنسان" هي "إحدى ركائز سيادة القانون الديمقراطية" وهي "قيم غير قابلة للتفاوض".

وبناءً على توجيهات من وزير العدل البرازيلي ريكاردو ليفاندوفسكي، توجّهت قوات من الشرطة الفيدرالية في البرازيل إلى طائرة هبطت بصورة اضطرارية في مدينة ماناوس بولاية الأمازون (شمال غرب) بسبب عطل فني أصابها. وذكرت وسائل الإعلام أنّ الطائرة كانت تقلّ على متنها 88 مواطناً برازيلياً و16 من عناصر الأمن الأميركي وثمانية أفراد من طاقم الطائرة. وبيّنت وسائل الإعلام أنّ الشرطة البرازيلية أزالت الأصفاد ونقلت المهاجرين إلى مدينة بيلو هوريزونتي على متن طائرة تابعة للقوات الجوية البرازيلية، استناداً إلى تعليمات الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وقد أفاد مصدر حكومي برازيلي وكالة فرانس برس، أوّل من أمس الجمعة، أنّ عملية الترحيل الأخيرة "لا علاقة مباشرة" لها بالحملة ضدّ المهاجرين غير النظاميين التي بدأها ترامب في الولايات المتحدة الأميركية بعد تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري. أضاف أنّ "هذه الرحلة تندرج في سياق آخر؛ اتفاق ثنائي بين البرازيل والولايات المتحدة الأميركية يعود إلى عام 2017، وما زال ساري المفعول".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تسلّم مهام ولايته الرئاسية الثانية في العشرين من يناير/كانون الثاني الجاري، قد منحت الوكالات الفيدرالية سلطة واسعة لتكثيف جهود ترحيل المهاجرين من البلاد. وقد أصدر القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي بنيامين هوفمان مذكّرة في هذا الشأن. وأتت توجيهات هوفمان تلك في أعقاب أوامر أعلنها ترامب بإعلان حالة طوارئ وطنية عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأميركية.

في هذا السياق، أغلقت السلطات الأميركية معبر مدينة إل باسو في ولاية تكساس، عند الحدود مع المكسيك، عقب حفل تنصيب ترامب لولاية ثانية، علماً أنّ ولايته الاولى كانت قد امتدّت من يناير 2017 إلى الشهر نفسه من عام 2021. كذلك، أعلنت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية إلغاء تطبيق "سي بي بي وان" الذي كان يتيح للمهاجرين دخول البلاد بطرق قانونية، عقب حفل التنصيب نفسه. وقد وصف ترامب، في خطابه الذي ألقاه خلال حفل التنصيب، المهاجرين غير النظاميين بأنّهم "مجرمون"، معلناً أنّه سوف يرسل قوات عسكرية إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأميركية من أجل تعزيز الأمن.

يُذكر أنّ المتحدّثة باسم ترامب كارولاين ليفت كانت قد أفادت، في وقت متأخّر من يوم الخميس الماضي، بأنّ الإدارة الأميركية الجديدة "أوقفت 538 مهاجراً مجرماً غير نظامي" ورحّلت مئات في عملية جماعية بواسطة طائرات عسكرية. وأوضحت ليفت، في منشور على موقع إكس، أنّ "أكبر عملية ترحيل في التاريخ جارية". وكان ترامب قد وعد بشنّ حملة صارمة على الهجرة غير النظامية خلال حملته الانتخابية، وبدأ بالفعل ولايته الثانية بسلسلة من القرارات التنفيذية التي تهدف إلى "إصلاح عملية الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية".

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون