كورونا يخنق تونس: نداء استغاثة من القيروان يطالب بمساعدة دولية

كورونا يخنق تونس: نداء استغاثة من القيروان يطالب بمساعدة دولية

27 يونيو 2021
مخاوف من عدم القدرة على مجابهة السلالات الجديدة من كورونا في تونس (فرانس برس)
+ الخط -

أطلقت منظمات تونسية من القيروان، السبت، نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، "من أجل التدخّل العاجل والفوري لوضع حدّ لآلام ومأساة سكان هذه الولاية المنكوبة جراء انتشار فيروس كورونا"، بحسب ما جاء في بيان لها.

ووصفت هذه المنظمات الوضع الصحي في المحافظة بـ"الكارثي"، مشيرة إلى أنّ نسبة التحاليل الموجبة بلغت الثلثين من جملة التحاليل المنجزة يومياً، وبلغت نسبة الوفيات أرقاماً قياسية. 

وندد البيان بـ"النقص الواضح للموارد البشرية واهتراء البنية التحتية للمنظومة الصحيّة بالمنطقة"، موضحاً أنّ "هناك أقل من 20 سرير إنعاش وأقل من 120 سرير أوكسجين بنسبة ضغط 100%، ويعيش أكثر من 600 ألف من ساكني هذه الولاية خطر كارثة صحية مفزعة تمثّل تهديداً جدّيا لحياتهم ولحقّهم في الصحة السليمة، خاصة مع انتشار سلالات متحورة كالسلالة الهندية". 

واستنكر بيان المنظمات ما اعتبره "تهاون السلطات المحليّة في التعاطي مع هذه الجائحة، بما يمثّل انتهاكاً لحقوق الإنسان المدرجة بالدستور والمكرسّة بأغلب العهود والمواثيق الدولية، داعياً في ذات السياق إلى "التسريع باتخاذ الإجراءات اللازمة"، وهي كما جاء في نص البيان، إنشاء جسر جوّي أممي عاجل لنقل الإمدادات الطبية والمساعدات الصحية (معدات صحية وأدوية ولوازم وقائية).

كما دعا البيان إلى تعزيز ودعم الإطار الصحي بالمنطقة عبر إرسال بعثات وطواقم طبية وتخصيص كميات كافية من جرعات التطعيم ضد فيروس كورونا لضمان منع انتشار الوباء.

وأكدت منظمات المجتمع المدني أنّ طلب هذه المساعدة الإنسانية الدولية "يمثل الحل الأخير بعد استنفادهم كل الحلول الممكنة من السلطات التونسية، التي لا تعير هذه الكارثة الصحية الاهتمام اللازم، وعجزت عن إدارتها"، وفق البيان.

والمنظمات الموقعة على البيان هي: "المكتب الجهوي لاتحاد الشغل، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، نحن نحب القيروان، المنظمة الدولية للقيادات الشابة، جمعية النساء الديمقراطيات، الاتحاد العام لطلبة تونس، وعمادة المحامين".

ورفعت أغلب المحافظات التونسية نسبة الخطر تحسباً لتفشي السلالات الجديدة المكتشفة وتصاعد العدوى، بعد اكتشاف مصابين جدد بالسلالة الهندية في محافظة جندوبة، نتيجة اختلاطهم بمصابين من محافظة القيروان التي تسجّل أعلى نسبة من الإصابات على المستوى الوطني.

وقالت الناشطة بالمجتمع المدني بالقيروان والمنسقة الجهوية عن برنامج "عزيمة" هاجر الجزيري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإمكانيات ضعيفة والوضع كارثي، خاصة إزاء تطور الوضع"، مضيفة أنه "رغم جهود المجتمع المدني إلا أنها لا تكفي". 

وأوضحت أنّ "قوارير (إسطوانات) الأوكسجين مفقودة، ورغم أنني أتلقى كناشطة بالمجتمع المدني عدة مكالمات طلباً للمساعدة ولتوفير قوارير الأوكسجين، ولكن يؤلمني أنهم لا يتمكنون من فعل أي شيء".

وبينت الجزيري أنّ "القيروان فقدت أمس 7 من أبنائها، وهؤلاء ليسوا أرقاماً بل وراءهم عائلات"، مؤكدة أنّ "الوضع كارثي، وهو ما دفع المجتمع المدني للتدخل ولتوجيه نداء للمنظمات الدولية للمساعدة"، مضيفة "الكلمة مؤلمة ولكن الواقع صعب، فالسلالة الهندية موجودة في القيروان، وهي سريعة الانتشار، وسكانها في بحث مستمر عن الأوكسجين والأدوية".

وتابعت "الجائحة طاولت الأطفال، وهناك رضيع عمره 7 أيام مصاب بالسلالة الهندية، وليس لدينا أي حل كمنظمات سوى طلب المساعدة، فالقيروان تضم نحو 14 معتمدية، وكل معتمدية تحتاج إلى أدوية وتجهيزات وقوارير الأوكسجين".

ولفتت إلى أنّ "قلة التجهيزات ونقص الرصيد البشري وراء فقدان العديد من الأرواح"، محذرة من أنّ "القيروان أمام كارثة إنسانية، وكل شخص يتوفى وراءه طموحات تبخرت وعائلة وأولاد"، مبدية أسفها لكون "رائحة الموت في كل بيت، ففي حي المنصورة مثلاً يوجد الآن منزلان مفتوحان يتقبلان العزاء، وبالتالي المشهد مرعب في القيروان، بالإضافة إلى أن هناك بيوتاً مغلقة يواجه أصحابها الإصابة في صمت".

وشددت السلطات المحلية الإجراءات في أغلب المحافظات ضد الحركة من وإلى مدنها الموبؤة، فيما أعلنت محافظة باجة تمديد الحجر الصحي الشامل لأسبوع إضافي في أغلب مدن المحافظة، في حالة إغلاق تام إلى غاية 4 يوليو/تموز المقبل.

والسبت، أعلنت اللجنة الجهوية بباجة، التي جرى تطبيق الحجر الصحي الشامل في أغلب مدنها منذ الاثنين الماضي، مواصلة الحجر وإغلاق الأسواق والاكتفاء بتسيير المصالح الإدارية الحيوية والتعليمية، بسبب تواصل مستويات العدوى المرتفعة في الجهة. 

كما التحقت، السبت، مدينة نابل السياحية بركب المدن المشمولة بالإغلاق الشامل، إلى جانب مدن من محافظات منوبة وزغوان وسيدي بوزيد، وأيضاً مدينتي تطاوين ومدنين في الجنوب.

ولا يزال الوباء في تونس يتصاعد وسط مخاوف من عدم القدرة على مجابهة السلالات الجديدة، التي تهدد المنظومة الصحية بالانهيار نتيجة سرعة تفشيها حتى في صفوف الفئات الأقل سناً والأطفال.

وأعلنت وزارة الصحة، في بيان السبت، عن تسجيل 90 حالة وفاة جديدة بتاريخ 25 يونيو/حزيران الحالي، كما ارتفعت نسبة التحاليل الموجبة اليومية إلى 35,5% بعد تسجيل 4664 إصابة جديدة في أعلى معدل يومي. 

وأكد رئيس قسم الطوارئ الطبي، سمير عبد المؤمن، أنّ خطوط الطوارئ تتلقى يومياً نحو 7500 مكالمة طلب للمساعدة الطبية، بحسب تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع "فيسبوك".

وأعلنت وزارة الصحة، اليوم السبت، أنّ 11 معتمدية في 7 ولايات فاقت فيها نسبة العدوى 400 إصابة لكل 100 ألف ساكن بتاريخ 25 يونيو/حزيران الجاري.

المساهمون