كورونا يحوّل حياة أصحاب الصعوبات التعليمية في أيرلندا إلى كابوس

كورونا يحوّل حياة أصحاب الصعوبات التعليمية في أيرلندا إلى كابوس

04 ديسمبر 2021
لم يسمح مقدمو الرعاية للأشخاص الذين يعيشون في مساكن الرعاية باستقبال زوار (Getty)
+ الخط -

أظهر تقرير نشرته جامعة أولستر في أيرلندا الشمالية، حول تأثير فيروس كورونا على الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلّم، أنّ بعض خدمات الدعم للأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلّم "اختفت" خلال العام الأول للوباء، حيث عاشت عائلات بعض الأشخاص "كابوساً يومياً"، وفق ما نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية.

ووفق التقرير، فإنّ 5 في المائة فقط، من أصل 200 شخص يعانون من صعوبات التعلّم شاركوا في الدراسة، استطاعوا العودة إلى حياتهم الطبيعية.

قصص مرعبة

ووفق العديد من العائلات، فإنّ أطفالهم قد تراجعوا وعانوا من أجل التأقلم، بسبب توقف المراكز النهارية وخدمات الراحة الخاصة بذوي الاحتياجات عن العمل في بعض المناطق في أيرلندا.

كما ذكر التقرير أنّ مقدّمي الرعاية للأطفال والبالغين من ذوي الإحتياجات الخاصة قد تُركوا في "الخوف واليأس" بسبب توقف الخدمات.

وقالت الدراسة: "إنه خلال عام 2020، لم يسمح مقدمو الخدمات لـ70 في المائة من الأشخاص الذين يعيشون في مساكن للرعاية باستقبال زوار، وكان هذا هو الحال أيضاً بالنسبة لـ20 في المائة من الأشخاص الذين يعيشون مع عائلاتهم أو في مساكنهم الخاصة".

وأفاد مقدّمو الرعاية أنّ ثلثي الأشخاص، الذين يعانون من إعاقات تعلّم شديدة أو عميقة، تفاعلوا بشكل سلبي مع فرض القيود على الزائرين، مثل العزلة والملل والإحباط والارتباك حول سبب تغيّر الأمور.

كما تبيّن أيضاً، بحسب الدراسة، أنّ أكثر من 60 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من صعوبة خفيفة في التعلّم، توقفوا عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية (مثل الاجتماعات والتسوّق والمقاهي) في عام 2020، ولكن هذه النسبة ارتفعت إلى 85 في المائة لدى من يعانون من صعوبات أكثر حدّة.

وذكر التقرير أنّ "الأشخاص، الأصغر سناً، الذين يعانون من صعوبات التعلّم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا من الأشخاص العاديين في مثل سنّهم، كما ظهرت عليهم أعراض أكثر حدّة وكانوا أكثر عرضة لخطر دخول المستشفى مع معدل وفيات أعلى مقارنة بعامة السكان".

شريان الحياة

وتأتي الدراسة في الوقت الذي سيتم فيه إغلاق مركز راحة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في "لندنديري"، مؤقتاً، مدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وهو أمر بالغ الخطورة، خاصة أنّ 1 في المائة من سكّان أيرلندا الشمالية يعانون من صعوبات في التعلّم، أي حوالي 18000 شخص.

تعدّ دراسة الجامعة جزءاً من مشروع بحثي على مستوى المملكة المتحدة حول تأثير جائحة فيروس كورونا على الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلّم، وقد تم تنفيذ الدراسة من قبل البروفيسور لورنس تاغارت والبروفيسور روي ماكونكي والدكتور بيتر مولهال، بالاشتراك مع شبكة Compass Advocacy Network و Mencap NI و Positive Futures، وهي جمعيات تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة.

وقد تمّ من أجل الدراسة إجراء ما يقارب 127 مقابلة مع أشخاص يعانون من صعوبات تعلّم متوسطة في أيرلندا الشمالية، في ديسمبر/كانون الأول 2020 وإبريل/نيسان 2021 وأغسطس/آب 2021.

معاملة سيئة

وكشفت السيدة أماندا بول عن سوء معاملة وغياب أي تعاون صحي في المستشفيات مع ذوي الاحتياجات الخاصة. وروت ما جرى معها حين أصيبت بمرض تسمّم الدم واضطرت لزيارة المستشفى، حيث خاطبها أحد المستشارين، بسبب الأوضاع المرتبطة بالوباء، بطريقة مزعجة، ملوحاً بأنّ مساعدتها طبياً قد لا تكون مجدية بسبب إعاقتها، الأمر الذي تركها في حالة نفسية صعبة.

أما جو كيني، وهو رجل كفيف، فأوضح أنه لا يتم التفكير كثيراً بأشخاص مثله عندما يتعلق الأمر بتدابير السلامة أثناء الوباء. وأوضح كيف تعامل معه أحد الأطباء بسخرية حين طلب المشورة.

ووفق الدراسة، فإنّ الصعوبات وغياب الاهتمام بسبب الوباء لم تتوقف بعد، بل لا يزال العديد من الأشخاص يعانون من العديد من القيود للحصول على دعم الرعاية الصحية والاجتماعية.

ووفق إحدى العائلات، فإن ابنتهما تعيش كابوساً يومياً، خاصة أنه لم يعد بإمكان الفتاة الوصول إلى العالم الخارجي، إذ إنّ الحافلة المتخصّصة التي كانت تقلّها خمسة أيام في الأسبوع إلى المركز النهاري الخاص بها توقفت عن العمل.

وخلص التقرير إلى أنّ الحكومة بحاجة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لمعالجة خطرين مباشرين، هما المزيد من تقليص خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية بسبب ضغوط الشتاء، والصعوبات في تعيين موظفي الرعاية الاجتماعية.

المساهمون