كورونا: موجة أشدّ في العراق

كورونا: موجة أشدّ في العراق

11 يوليو 2021
قلة هم العراقيين الذين يقبلون على اللقاحات (صافين حامد/ فرانس برس)
+ الخط -

أثار الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في العراق، والذي تخطى حاجز 9 آلاف إصابة يومياً في أعلى حصيلة تسجلها البلاد منذ ظهور الجائحة، قلق وزارة الصحة والجهات المسؤولة من خطر انتشار الفيروس مجدداً في المرحلة المقبلة، لا سيما مع إهمال كبير للإجراءات الوقائية من قبل المواطنين، في مقابل تردد الجهات المسؤولة بفرض إجراءات وقائية صارمة وفرض عقوبات على المواطنين غير الملتزمين بتلك الإجراءات.
وقالت وزارة الصحة في بيان، الخميس الماضي: "سجّلنا أعلى رقم من الإصابات منذ بدء الجائحة نتيجة عدم اكتراث المواطنين بالالتزام بالإجراءات الوقائية الذي أصبح شبه معدوم، خصوصاً الالتزام بالكمامات والتباعد الاجتماعي"، داعية المواطنين إلى "أخذ الأمر بجدية قصوى، والعودة إلى الالتزام التام بالإجراءات الوقائية". كما دعت الوزارات ومؤسسات الدولة الحكومية والأهلية والمنظمات كافة إلى "اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية داخل مؤسساتها والالتزام بها"، مشددة على أهمية دور القنوات الإعلامية والناشطين على وسائل التواصل، والقيادات الدينية والعشائرية، ومنظمات المجتمع المدني "في بذل مزيد من الجهود للتوعية الصحية، وحث المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية، وتلقي اللقاح بأسرع وقت ممكن".
بدورها، أكدت خلية الأزمة الخاصة بمتابعة ملف كورونا في البرلمان العراقي، الأسبوع الجاري، دخول البلاد في الموجة الثالثة من الجائحة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أعداد الإصابات بشكل لافت. ويقول مقرّر خلية الأزمة في البرلمان جواد الموسوي، لـ"العربي الجديد": "تمّ تسجيل إصابات بمتحور دلتا"، لافتاً إلى أنّ الزيادة الأخيرة بأعداد الإصابات ناجمة عن دخول الموجة الثالثة للفيروس، والمتسبب بها هو دلتا". ويوضح أنّ "هذا المتحور الشرس دخل العراق وأدى إلى مضاعفة أعداد المصابين. كما أنّ الأعراض التي تظهر حالياً على المصابين تختلف عن تلك التي كنا نسجلها خلال الموجتين الأولى والثانية. ويشكو بعض المرضى من مشاكل في الجهاز الهضمي، وهو ما لم يظهر سابقاً. كما نلاحظ أعراضاً غريبة تماماً عمّا كانت عليه الحال في الموجتين السابقتين"، محذراً من "التهاون بالتعامل مع الموجة الثالثة من الفيروس".

وينتقد الموسوي "الإقبال الضعيف على تلقي اللقاح في عموم أنحاء البلاد"، لافتاً إلى أنّ الأعداد لا ترتقي إلى مستوى الطموح. وهناك تخوف منه على الرغم من حملات التوعية التي تقوم بها وزارة الصحة وخلية الأزمة والتطمينات بشأن اللقاح. يضيف أنّ "عدد الذين يتوجهون للحصول على اللقاح في اليوم الواحد يتراوح ما بين 15 ألفاً و30 ألفاً، وهذا قليل جداً".

من جهتها، تؤكد عضو الفريق الإعلامي الطبي في وزارة الصحة، ربى فلاح، أنّ تهاون المواطنين بالإجراءات الوقائية أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد الإصابات بالفيروس، متوقعة المزيد من الارتفاع بأعداد الإصابات خلال الأيام المقبلة. وتقول إنّ "تهاون المواطنين أدى إلى هذه الزيادة ودخول العراق في موجة ثالثة من الوباء"، مشددة على أنّ "الموجة الثالثة قد تكون أخطر وأشد من الموجات السابقة، الأمر الذي قد يتسبب أيضاً بتسجيل زيادة إضافية في أعداد الإصابات خلال الأيام المقبلة". وتشير إلى أنّ "أعداد من تلقوا اللقاح حتى الآن بلغت مليون شخص، وهذا الرقم قليل جداً بالمقارنة مع عدد العراقيين، وهو 40 مليوناً"، داعية إلى "ضرورة إقبال المواطنين على تلقي اللقاح والتقيد بالإجراءات الوقائية". وتسأل فلاح: "ما المانع من أخذ اللقاح في الوقت الذي أثبت فعاليته؟ كلّ من تلقى الجرعة الأولى من اللقاح لم تسجل عليه أيّ مضاعفات خطيرة تهدد حياته. كما أنّ جميع دول العالم تأخذ اللقاحات نفسها التي تستخدم في العراق، وهي معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية".

في المقابل، يحمّل عضو نقابة الأطباء العراقية باسل الحطاب وزارة الصحة مسؤولية الزيادة المتسارعة بأعداد الإصابات، مؤكداً في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ "الوزارة تتردد في فرض الإجراءات الوقائية، ما دفع المواطنين بشكل عام الى إهمال الوقاية، وعادوا إلى ممارسة الحياة الطبيعية وتنظيم الأعراس والحفلات ومجالس العزاء وغيرها مع إهمال التباعد الاجتماعي، الأمر الذي أدى إلى تسجيل إصابات كثيرة". ويرى أنّه يتوجب أن "تراجع الوزارة إجراءاتها وتتخذ خطوات جدية بإعادة تطبيق الإجراءات الوقائية وبشكل حازم"، مؤكداً أنّ "الوزارة أمام مسؤولية خطيرة، وعليها أن تتخذ الإجراءات بشكل صحيح".

المساهمون