كورونا: ليبيات يحظين بفرص عمل

كورونا: ليبيات يحظين بفرص عمل

01 فبراير 2021
فنانة تعرض لوحة لها في جنزور (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

توقفت أعمال كثيرين بسبب قيود مكافحة كورونا، لكنّ بعض النساء الليبيات وجدن في الإقفال فرصة لتحقيق دخل من بعض المهن، التي شاءت الظروف أن ينجحن فيها

استفادت ليبيات كثيرات من ظروف الإقفال وتوقف سير العمل والمرافق الخدمية في البلاد، استجابة لقيود السلطات، لمواجهة فيروس كورونا الجديد، فتمكّنّ من الحصول على فرص عمل.
وعلى الرغم من تراجع القيود، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وسط تعايش السكان مع انتشار الفيروس، استمرت عفاف الرقيعي في التوصيل المنزلي، في بنغازي، شرقي ليبيا، وهي الفرصة التي تسنت لها خلال فترات الحجر المنزلي في الأشهر الماضية، إذ تعرف اليها كثير من الزبائن. توصل الرقعي، ما متوسطه 15 سلعة، بمختلف أشكالها، يومياً. تقول لـ"العربي الجديد": "خدمة التوصيل المنزلي، تبدو الأفضل بالنسبة لكثيرين بسبب شدة الازدحام الذي تعيشه بنغازي، بالإضافة إلى أنّ كلفتها غير مرتفعة". تضيف: "على الرغم من أنّ الوباء قاسٍ على الناس، وأحتاط منه أثناء عملي في التوصيل فقد كان له جانب إيجابي في حالتي" لافتة إلى أنّها أمضت سنوات تبحث عن فرصة عمل قبل أن توفرها ظروف كورونا لها، علماً أنّ عملها يعتمد على توصيل البضائع المتنوعة فقط وليس بيعها. وفي السنوات الأخيرة زادت نسبة الإناث في وظائف القطاع الحكومي في البلاد، لكنّ الرقيعي تعتبر أنّ الوظيفة لا تحقق الاكتفاء المادي لها: "الراتب الشهري لم يعد يكفي لشيء خصوصاً أنّ المصارف لا تسمح لعملائها إلاّ بجزء من الراتب".

كذلك، أطلقت الطبيبة إيمان بعيو، رفقة زميلة لها، صفحة على "فيسبوك" للإعلان عن إمكانية أدائها زيارات طبية منزلية، لمتابعة كبار السنّ خصوصاً. استفادت بعيو، كما تقول لـ"العربي الجديد" من استثناء قرارات الحظر والإقفال الحكومية الكوادر الطبية، وتضيف: "كنا نبرز بطاقاتنا الطبية لتسمح لنا حواجز التفتيش بالمرور والوصول إلى المنازل التي يتصل أصحابها بنا" مشيرة إلى أنّها استغنت عن صفحتها حالياً بعد انتشار رقم هاتفها. وتؤكد بعيو أنّه على الرغم من قدرة العديد من الأسر على الوصول إلى المستشفيات بعد انقضاء فترات حظر التجول، فإنّ أسراً كثيرة تفضل أن يزور الطبيب بنفسه منازلها لمعاينة كبار السن فيها، لتلافي مصاعب نقلهم إلى المستشفيات وعدم قدرتهم على مغادرة البيت. وبينما تعبّر بعيو عن سعادتها من توفر هذه الوظيفة بفضل قيود كورونا، تقول: "اكتفيت بما لديّ من زبائن، أزورهم دورياً برفقة زميلتي، وتخلينا عن الصفحة منذ ثلاثة أشهر".

الصورة
ممرضة تجري فحص "بي سي آر" في طرابلس (الأناضول)

أما بسمة المقدم، فتقول إنّ ظروف الجائحة والحظر، أفادتها في الانضمام إلى دورات مكثفة على الإنترنت في اختصاصها كمهندسة معمارية، لتجد فرصة عمل بعد انتهاء الإقفالات والحظر في أحد المكاتب الهندسية. تتابع لـ"العربي الجديد" أنّ هناك جملة من الصعوبات التي تواجهها، من بينها العوائق المجتمعية التي تحتم على أسرتها مراقبتها في مكان عملها، وتقول: "هنا في شرق البلاد ما زالت التقاليد المحافظة تلزم المرأة بأن تكون تحت رقابة أسرتها، خصوصاً مع فوضى السلاح والمليشيات وانعدام الأمن".
وحظيت أم العز جبرين، أيضاً، بفرصة عمل في إحدى شركات الأدوية الخاصة. تقول إنّها اقتنصت هذه الفرصة أثناء قرار الحظر والإغلاق عندما أعلنت إحدى الشركات عن حاجتها إلى عاملين في التسويق عبر الإنترنت، وبحكم اختصاصها في هذا المجال، جرى قبولها لتعمل عدة أشهر من بيتها. وبعد تراجع القيود، وعودة نشاط الشركة، وجدت أم العز، نفسها موظفة رسمية في الشركة، وتقول: "كثفت جهدي لترويج منتجات عدة للشركة، كالمنظفات والكحول والمناديل التي كانت يحتاجها قطاع الصحة وقتها". وبسبب نجاحها تفكر أم العز في تطوير نفسها بالانتقال الى شركات أكبر.

المرأة
التحديثات الحية

إلى ذلك، كشفت إحصائيات عن مكتب تمكين ودعم المرأة الحكومي، أنّ عدد النساء العاملات في ليبيا داخل وخارج الجهاز الإداري بلغ 880 ألف عاملة، بنسبة بلغت 36 في المائة، من مجمل العدد الكلي للقوة العاملة، حتى منتصف العام الماضي. لكنّ الناشطة الليبية فاطمة الضاوي، ترجح بأن يكون العدد أكبر. وتقرّ الضاوي بنجاح المرأة في العمل خارج القطاع الحكومي، معيدة نجاح المرأة في اقتناص فرص العمل على الرغم من الظروف القاسية، إلى الأزمات التي عصفت بالبلاد والتي دفعت النساء للمشاركة في الحياة الاقتصادية. وتلفت الضاوي، خلال حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أنّ ربات البيوت استفدن من مهن تطلبتها ظروف انتشار الفيروس في البلاد، مثل التوصيل المنزلي أو إعداد الوجبات، لكنّها مهن تشير إلى غياب الوعي والمهارات لدى النساء أثناء اقتحامهن سوق العمل، وهو ما يتطلب توجيهاً وترشيداً للاستفادة مما تصفه بـ"الطاقة النسوية المعطلة".

المساهمون