كوب 27... تعهدات بإجراءات وتمويل لمكافحة تغير المناخ

كوب 27... تعهدات بإجراءات وتمويل لمكافحة تغير المناخ

07 نوفمبر 2022
تتواصل "قمة الزعماء" على مدار يومين (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

استعرض عدد من قادة العالم جهود مكافحة التغير المناخي، خلال "قمة الزعماء" في اليوم الثاني لمؤتمر "كوب 27"، الإثنين، ويواصل عدد آخر من القادة إلقاء كلماتهم غداً الثلاثاء، في حين يستمر المؤتمر حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الإثنين، إن على البشرية "التعاون أو الهلاك" إزاء الاحترار المناخي وتداعياته المتسارعة، مخيّرا العالم بين "التضامن أو الانتحار الجماعي. نحن نسلك الطريق السريع نحو الجهنم المناخي، ونواصل الضغط على دواسة السرعة، وآسف لأننا بصدد خسارة الكفاح من أجل حياتنا".
وتعقد قمة المناخ وسط أزمات متعددة تهز العالم، من بينها الغزو الروسي لأوكرانيا، والتضخم، وخطر الركود، وأزمة الطاقة التي دفعت إلى تزايد استخدام مصادر الطاقة الأحفورية، فضلاً عن أزمة الغذاء العالمية، ورغم ذلك يغيب عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ، في حين سيمر نظيره الأميركي جو بايدن، على المؤتمر في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، على الرغم من كون البلدين وراء النسبة الأكبر من الانبعاثات.
وقال دبلوماسي غربي مشارك في القمة لـ"العربي الجديد"، إنه "على الرغم من اجتماع ممثلين من كل دول العالم تقريباً، إلا أن عدداً محدودا منهم سيطرح وعوداً جديدة كبيرة"، مشيراً إلى أن حضور الرئيس الأميركي "قد تكون وراءه أسباب أخرى غير المناخ، منها توجيه رسائل لخصومه في روسيا والصين، وللداخل الأميركي الذي يخشى من أن يصوت ضد حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وضده هو شخصياً في الانتخابات الرئاسية القادمة".
وقال نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور، إن "الملايين يتعرضون للجوع والجفاف وغيرها من الكوارث المناخية في مدغشقر وباكستان والصين وغيرها من مناطق العالم"، مضيفاً أنه "يمكن لأفريقيا أن تكون القوة العظمى في مجال الطاقة المتجددة بامتلاكها 40 في المائة من إمكانيات مصادر الطاقة المتجددة".
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين، أن المؤتمر سيكون قمة لتنفيذ الالتزامات والتعهدات بشأن مواجهة التغيرات المناخية، وإلا سيدفع الجميع "ثمناً باهظاً"، مضيفاً أن "تحقيق الأهداف ليس مستحيلاً لو توفرت الإرادة الحقيقة والنية الصادقة (..) وتجاوز الشعارات، والتنفيذ العادل والسريع لتعزيز العمل المناخي المشترك، وترجمة ما يصدر من نتائج إلى واقع ملموس".
ويقول دبلوماسي مصري سابق، إن "مصر تنظر إلى الفوائد الاقتصادية من وراء استضافتها مؤتمر المناخ، كما تنظر إلى المكاسب السياسية، لكن الحقيقة أن كل من حضروا يعلمون جيداً أن الوضع البيئي العالمي يتجه نحو مزيد من التدهور، خاصة مع عودة كبريات الدول إلى الوقود الأحفوري بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي نتيجة الحرب في أوكرانيا".

الصورة
مناقشات موسعة لكن النتائج غير مضمونة (سين غالوب/Getty)

وكشف وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، عن استثمارات تزيد عن 100 مليون جنيه إسترليني (115 مليون دولار) لدعم الدول النامية في معركتها ضد تداعيات تغير المناخ.

وتبرعت مؤسسة بيل وميلندا غيتس بمبلغ 1.4 مليار دولار لمساعدة صغار المزارعين في إفريقيا وآسيا على مواجهة التغير المناخي، وقالت المؤسسة خلال مؤتمر "كوب27"، إن هذا المبلغ "سيوزع على أربع سنوات لتشجيع الابتكارات التي تسمح لهؤلاء المزارعين بمقاومة أفضل لموجات الجفاف والحر والفيضانات العارمة".

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش المؤتمر، إنه يريد "ممارسة الضغوط على الدول الغنية غير الأوروبية"، ولا سيما الولايات المتحدة والصين، لتدفع "حصتها" في مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة التغير المناخي.

وذكر بيان صادر عن مكتب ماكرون، الإثنين، أن صندوق "بيزوس إيرث" الذي أنشأه مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، تعهد بتقديم مليار دولار بحلول عام 2030 للمساعدة في حماية الغابات والتنوع البيولوجي. ويسعى الصندوق إلى تشكيل تحالف مع دول أفريقية وأوروبية في قمة المناخ لزيادة جهود إصلاح الغابات.

وقال مسؤول المناخ في الأمم المتحدة، سايمن ستييل، إن "كل الأزمات مهمة، لكن ما من أزمة لها تداعيات كبيرة مثل الاحترار المناخي الذي ستُواصل عواقبه المدمرة التفاقم".
ومع السياسات المتّبعة حالياً، يُتوقّع أن يبلغ الاحترار 2,8 درجة مئوية، وهو أمر كارثي، حسب الأمم المتحدة.
ورفعت 29 دولة فقط إلى المؤتمر خططاً لزيادة تعهداتها بخفض الانبعاثات، رغم أنها أقرت في السابق "ميثاقاً" يدعوها إلى ذلك، وستكون الإعلانات المحتملة حول خفض إضافي للانبعاثات موضع ترقب كبير.
وفي بادرة يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية، قرر المندوبون إلى "كوب 27" للمرة الأولى إدراج مسألة تمويل الأضرار الناجمة من الاحترار على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر، وتُقدّر الأضرار بعشرات المليارات حالياً، ويُتوقّع أن تستمر بالارتفاع، فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسبّبت وحدها بأضرار قُدّرت بأكثر من 30 ملياراً.

وتُطالب العديد من الدول بآليّة تمويل خاصّة، إلّا أنّ الدول الغنية تتحفّظ على ذلك، وتُفيد بأنّ نظام تمويل المناخ معقّد بما فيه الكفاية بحالته الراهنة.
وفي العام الماضي، تعهدت الدول الغنية بتقديم 40 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2025 لمساعدة البلدان الفقيرة في مواجهة تغير المناخ، لكن تقرير للأمم المتحدة يقدر أن هذا أقل من خمس ما تحتاجه تلك الدول. 
ويقول دبلوماسي غربي ثان، على هامش المؤتمر، إنه "إذا وافقت الدول الغنية من حيث المبدأ على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، فسيتعين عليها الخوض في قضايا صعبة أخرى، مثل تحديد المستحقين، وضمان إنفاق الأموال بطرق تعود بالنفع".

المساهمون