كوب الدورة الشهرية صديق للبيئة

كوب الدورة الشهرية صديق للبيئة

11 أكتوبر 2021
قلة هن النساء اللواتي يستخدمن كوب الدورة الشهرية (Getty)
+ الخط -

في ظل زيادة إنفاق النساء سنوياً على منتجات النظافة الشخصية المتعلقة بالدورة الشهرية، تبرز الحاجة جدياً إلى التفكير في تأثير النفايات الصحية، وكيفية مراعاة هذا الاستخدامات الصحية ومراعاة البيئة.

في الولايات المتحدة على سبيل المثال، تنفق النساء ما لا يقل عن 2.8 مليار دولار على الفوط الصحية والسدادات القطنية التي يمكن أن تستغرق مئات السنوات لتتحلل، الأمر الذي يؤثر على البيئة.

وبحسب مقابلة أجرتها مجلة "ذا كونفرسايشن" مع أستاذة النظم البيئية المستدامة في جامعة كلاركسون، والباحثة في مقارنة التأثير البيئي للسدادات القطنية والفوط الصحية وأكواب الدورة الشهرية، سوزان باورز، فإن الأكواب الخاصة بالدورة الشهرية قد تكون واحدة من أفضل الأدوات التي يمكن استخدامها للحفاظ على البيئة.

وبحسب باورز، تعد أكواب الحيض، التي يتم إدخالها في المهبل أثناء الحيض بهدف جمع سوائل الدورة الشهرية، أفضل وسيلة لحماية البيئة. وتشير إلى أنها من المنتجات النسائية التي يمكن إعادة استخدامها.

وتصنع أكواب الدورة الشهرية على شكل جرس من المطاط أو السيليكون، تدخله المرأة في مهبلها أثناء الدورة الشهرية، ويساعدها في التخلص من السوائل من دون أن تلوث البيئة.

المرأة
التحديثات الحية

وتقول باورز إنه يمكن استخدام الكوب لمدة تصل إلى 12 ساعة. بعد ذلك، تتم إزالته للتخلص من السائل وتنظيفه بالمياه الساخنة والصابون في كل مرة يتم استخدامه. كما يجب تعقيمه في الماء المغلي مرة واحدة على الأقل كل فترة، ويمكن أن يستمر الكوب حتى 10 سنوات.

وعلى الرغم من أن أكواب الدورة الشهرية كانت موجودة منذ عقود، إلا أنها تاريخياً كانت أقل شعبية من الفوط الصحية أو السدادات القطنية، بحسب الباحثة.

ووفق باورز، فقد زادت شعبية هذه الأكواب بعدما أصبح النساء والرجال أكثر راحة في التعامل مع الدورة الشهرية ومناقشتها. كما أن جزءاً آخر من شعبيتها المتزايدة ينبع من قلق الجمهور العام بشأن النفايات الصلبة المرتبطة بأي منتج يمكن التخلص منه، بما في ذلك الفوط والسدادات القطنية التي يمكن التخلص منها.

تقييم دورة الحياة

وعملت باورز لسنوات عدة على تقييم المنتجات الاستهلاكية وأنظمة الطاقة والزراعة. وعمقت دراساتها بالشراكة مع آمي هايت، طالبة برنامج الشرف في جامعة كلاركسون في الولايات المتحدة، حول تقييم دورة الحياة على منتجات النظافة النسائية.

وخلال عملهما، قارنتا ثلاثة منتجات: سدادة من الحرير الصناعي مع قضيب بلاستيكي، وفوط صحية مصنوعة من السليلوز والبولي إيثيلين، وكوب حيض مصنوع من السيليكون. وشمل تقييمها أيضاً مواد التعبئة والتغليف وعمليات صنع ونقل هذه المواد. ومن أجل إجراء مقارنة عادلة بين المنتجات، نظرتا في عدد المنتجات التي تستخدمها المرأة المتوسطة في عام واحد. بناءً على ذلك، تبين أن المرأة قد تستخدم نحو 240 سدادة قطنية أو فوطة صحية، في وقت يمكن لكأس واحد أن تستخدمه المرأة لمدة 10 أعوام. لذلك، فإن استخدامه لمدة عام واحد يعادل عُشر التأثير الإجمالي للتصنيع والتخلّص.

وأظهرت نتائج تقييم دورة الحياة بوضوح أن كأس الدورة الشهرية القابل لإعادة الاستخدام كان الأفضل إلى حد بعيد بناءً على جميع المقاييس البيئية.

واستناداً إلى مجموع نقاط التأثير، حصلت الفوط الصحية التي تم أخذها في الاعتبار في دراستهم على أعلى درجة. وكانت درجة السدادة القطنية أقل بنسبة 40 في المائة وكأس الدورة الشهرية أقل بنسبة 99.6 في المائة. ورغم ذلك، إلا أنه من الناحية البيئية تعد أكواب الدورة الأفضل.

وبحسب باوزر، فإن التقييم الأعلى لدى الجمهور لاختيار الفوط الصحية يعود إلى أن معظم الناس يعتقدون أنها الأفضل. لكن الدراسة الأخيرة التي أجرتها باوزر وزميلتها وجدت أن معظم الفوائد البيئية تأتي من انخفاض الحاجة للمواد الخام في أي منتج يمكن استخدامه.

كما هو الحال مع أي سلع استهلاكية أخرى، يتم تقليل التأثيرات المرتبطة بتصنيع المنتجات والتخلص منها بشكل كبير كلما زاد عدد مرات إعادة استخدام أي شيء. لذلك، كان اعتماد كوب قابل لإعادة الاستخدام لمدة شهر واحد فقط بدلاً من 20 فوطة أو سدادات قطنية في المتوسط ​​طريقة مفضلة من الناحية البيئية.

ومن أجل زيادة التوعية في هذا المجال، عملت جامعة كلاركسون، على سبيل المثال، مع شركة تصنيع أكواب لتقديم برنامج هبات عام لتوزيع أكواب مجانية على أكثر من 100 طالبة جامعية، كما توفر العديد من المواقع الإلكترونية ذات الصلة بالصحة معلومات ذات صلة وموثوقة حول الاستخدام السليم للعناية بأكواب الدورة الشهرية، والتي من شأنها أن تساعد في تقليل المخاوف بشأن استخدامها وتشجيع المزيد من النساء على تجربتها.

المساهمون