كلّ وجبة هوت دوغ تقلّص عمرك 36 دقيقة

كلّ وجبة هوت دوغ تقلّص عمرك 36 دقيقة

27 اغسطس 2021
نقانق اللحم البقري تحتوي على 61 غراماً من اللحوم المصنّعة (غادو/Getty)
+ الخط -

توصّل باحثون في جامعة ميشيغن إلى أنّ تناول "هوت دوغ" واحد قد يجعلك تخسر 36 دقيقة من حياتك. في دراستهم، التي نُشرت في شهر أغسطس/آب الجاري في مجلة Nature Food، نظر الباحثون في 5853 نوعاً من الأطعمة في النظام الغذائي الأميركي، ثم قاسوا آثارها على الدقائق المكتسبة أو المفقودة من الحياة الصحية.

ووجدوا أنّ نقانق اللحم البقري تحتوي على 61 غراماً من اللحوم المصنّعة، التي تؤدي إلى فقدان 27 دقيقة من الحياة الصحية. وعند دراسة مكوّنات أخرى تضاف إلى النقانق، مثل الصوديوم والأحماض الدهنية غير المشبّعة، فقد كانت النتيجة خسارة 36 دقيقة من حياة الإنسان.

وللقيام بهذه العملية، توصل الفريق إلى مؤشر يحسب صافي العبء الصحي النافع أو الضار في دقائق من الحياة الصحية المرتبطة بحصة من الطعام. وقد تمّ تطوير هذه الآلية بناءً على مؤشر التغذية الصحية، الذي طوّره الباحثون بالتعاون مع خبير التغذية فيكتور فولغوني، من شركة Nutrition Impact LLC. HENI.

ووجد العلماء أنّ استبدال 10 في المائة من السعرات الحرارية اليومية من لحوم البقر واللحوم المصنّعة بمزيج من الفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات والمأكولات البحرية المختارة، يمكن أن يقللّ من انبعاثات الكربون الغذائية بمقدار الثلث ويسمح للناس باكتساب 48 دقيقة من الحياة الصحية لكلّ فرد.

"فعلى سبيل المثال، يتم فقد 0.45 دقيقة لكلّ غرام من اللحوم المصنّعة من حياة الإنسان، أو يتم اكتساب 0.1 دقيقة لكلّ غرام من الفاكهة يتم تناولها في حياة الإنسان"، بحسب ما يقوله مؤلف الدراسة أوليفييه جولييت، أستاذ علوم الصحة البيئية في الجامعة وكبير مؤلفي البحث، لشبكة "سي أن أن" الأميركية. وأضاف جولييت أنه أراد وفريقه العلمي، من خلال هذه الدراسة، إجراء تقييم صحي للتأثيرات المفيدة والضارة للطعام في النظام الغذائي بأكمله.

يساعد هذا المؤشر الجديد الأشخاص على اتخاذ خيارات صحية جيدة، بحيث يجعل من الأسهل تحديد وإجراء تغييرات صغيرة مناسبة في النظام الغذائي.

آثار على البيئة

وصفت كاترينا ستيليانو، التي شاركت في البحث كمرشّحة دكتوراه وزميلة ما بعد الدكتوراه في قسم الصحة البيئية، الدراسة بـ"المهمة، لأنها تتناول للمرة الأولى توصيات غذائية لتحفيز الناس على تغيير سلوكهم من جهة، ولتحفيزهم على الاهتمام بالصحة البيئية من جهة ثانية، على اعتبار أنّ هذه الدراسة تأخذ العوامل البيئية بالاعتبار".

ولتقييم الأثر البيئي للأغذية، تقول ستيليانو إنّ العلماء استخدموا مؤشراً آخر، يطلق عليه اسم IMPACT World +، وهي طريقة لتقييم تأثير دورة حياة الأطعمة (الإنتاج والمعالجة والتصنيع والتحضير/الطهي والاستهلاك والهدر)، وإضافة تقييمات محسّنة لاستخدام المياه وصحة الإنسان. لقد طوّروا درجات لـ18 مؤشراً بيئياً مع مراعاة وصفات الطعام التفصيلية بالإضافة إلى هدر الطعام المتوقع.

كما صنّف الباحثون الأطعمة إلى ثلاث مناطق لونية: الأخضر والأصفر والأحمر، بناءً على أدائها الغذائي والبيئي المشترك، تماماً مثل إشارة المرور.

وتمثّل المنطقة الخضراء الأطعمة الموصى بها لزيادة النظام الغذائي للفرد وتحتوي على أطعمة مفيدة من الناحية الغذائية ولها تأثيرات بيئية منخفضة، والأطعمة في هذه المنطقة هي في الغالب المكسرات والفواكه والخضروات المزروعة في الحقول والبقوليات والحبوب الكاملة وبعض المأكولات البحرية.

فيما تشمل المنطقة الحمراء الأطعمة التي لها تأثيرات غذائية أو بيئية كبيرة ويجب تقليلها أو تجنبها في النظام الغذائي، ومن ضمن هذه الأطعمة اللحوم، سواء من الأبقار أو لحم الخنزير ولحم الضأن، إضافة إلى اللحوم المصنّعة.

وبناءً على النتائج التي توصلوا إليها، يقترح الباحثون القيام بالخطوات التالية:

- تقليل الأطعمة ذات التأثيرات الصحية والبيئية الأكثر سلبية، بما في ذلك اللحوم المصنّعة ولحوم البقر والروبيان، يليها لحم الخنزير ولحم الضأن والخضروات المزروعة في الصوبات.

- زيادة الأطعمة الصحية، بما في ذلك الفواكه والخضروات المزروعة في الحقول والبقوليات والمكسرات والمأكولات البحرية ذات التأثير المنخفض على البيئة.

لكن جولييت أضاف: "هل هذا المؤشر سيحدّد ما ستأكله غداً ومتوسط عمرك؟ كلا. إنه فقط مؤشر ليساعدنا على الاختيار بطريقة أفضل ويسهّل القيام بخطوات مفيدة للقيام بتعديلات صغيرة على برنامجنا الغذائي". وأضاف أنّ الهدف هو أن نحسّن برنامجنا الغذائي لا أن نقضي وقتنا بالقيام بعمليات حسابية. 

 واعتبرت ماريون نستله، أستاذة التغذية والصحة العامة في جامعة نيويورك، أنّ هذه العملية ليست لنحسب ما يجب أن نأكله لنعيش مئة عام، كما لا يمكن الاعتماد بالكامل على هذه الأرقام. 

وقالت في حديثها لشبكة "سي أن أن"، إنّ إضافة أو إلغاء مكوّن واحد من نظامنا الغذائي لن يحدث فرقاً هاماً على الأرجح، لكن النظام الغذائي ككلّ ونمط الحياة هي من العناصر المهمة لحياة الإنسان.

دلالات

المساهمون