كردستان العراق: انتحار 51 رجلاً ومقتل 6 آخرين على يد زوجاتهم

عنف النساء يستهدف أزواجهم في كردستان العراق: انتحار 51 رجلًا ومقتل 6 آخرين

19 نوفمبر 2021
حالات العنف التي تعرّض لها الرجال تضمنت ضرباً وطرداً وحرماناً من المصروف (رضا/ Getty)
+ الخط -

كشفت إحصائية لمنظمة مدنية معنية بحقوق الرجال في إقليم كردستان العراق أنّ عنف النساء في الإقليم تسبّب بعشرات حالات الانتحار والقتل التي طاولت الرجال، خلال العام الجاري.

ووفقاً لبيان أصدره اتحاد رجال كردستان، صباح اليوم الجمعة، فإنّ "51 رجلاً انتحروا، فيما قُتل 6 آخرون على يد زوجاتهم أو بتحريض منهنّ خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري"، ونقل البيان عن رئيس الاتحاد برهان علي قوله "تلقينا خلال هذا العام شكاوى كثيرة جداً بخصوص اعتداءات نفسية وجسدية مورست ضدّ رجال من قبل زوجاتهم".

وأضاف أنّ "حالات العنف التي تعرّض لها الرجال متنوّعة، تراوحت بين الطرد والاعتداءات الجسدية والتدخل من قبل أقارب الزوجة، والخيانة الزوجية، وحالات الضغط النفسي الجنسي، وحرمان الزوج من المصروف، ومنع الزوج من رؤية الأطفال".

ولم يقف الاتحاد عند الأسباب والدوافع خلف هذا العنف، واكتفى بتسجيل الإحصائية، إلّا أنّ ضابطاً في مركز الشرطة المجتمعية بمحافظة السليمانية أكّد لـ"العربي الجديد" أنّ "الشكاوى التي ترد غير مقتصرة على الرجال، وهي جزء من ظاهرة عنف منزلي انتشرت في عموم العراق وليس الإقليم فقط، تعود للأزمات الاقتصادية والأمنية الكبيرة، فضلاً عن الانفتاح السيئ على الإنترنت".

واعتبر أنّ "الخلل الرئيس هو في اتجاه بعض الشباب للزواج من سيدات ثريات أو مقتدرات مالياً وليس بناء على تفاهم". وأكّد أنه "تمّ تسجيل عدد من حالات القتل من قبل زوجات لأزواجهن، وقد تمّ التحقيق بها، وكشفت التحقيقات أنّ بعضاً منها تمّ بشكل مباشر من الزوجة، وأخرى عن طريق أطراف أخرى تقوم بالقتل بالاتفاق مع الزوجة لدوافع مختلفة".

وأشار إلى أنّ "القانون يطبّق على الجميع في هذا الجانب، وقد أحيلت القضايا إلى القضاء ليأخذ مجراه فيها"، مشيراً إلى أنّ "حالات العنف ضد الرجال التي سجّلت هذا العام أكبر بكثير منها في الأعوام الماضية، عندما كانت حالات قليلة وفردية".

باحثون في الشأن المجتمعي في الإقليم أكّدوا أنّ الأزمات المالية والاقتصادية والبطالة، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراتها السلبية، هي أبرز أسباب العنف الزوجي، ومنها العنف ضد الرجال.

وقال نوزاد إسماعيل، وهو ناشط حقوقي في الإقليم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حوادث العنف ليست محصورة في محافظات الإقليم، وعموم المحافظات العراقية تسجّل مثلها، لكنها قد تكون أكثر نسبياً في الإقليم". وأضاف أنّه "تمت مناقشة الملف خلال ندوات جامعية، خلال الفترة السابقة، وتمّ تحديد الأسباب، وأهمها سوء الاختيار من قبل الزوج والزوجة، وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الزوجين، ما يتسبّب بعدم الانسجام العائلي".

وأشار إلى أنّ "بعض الأسباب اقتصادية أيضاً، لكن بشكل عام الأرقام التي تسجّل للعنف ضدّ الرجال تبدو مخيفة، ما يتطلب معالجتها"، محملاً الحكومة والجامعات والمنظمات المدنية مسؤولية "تبني برامج توعوية ومحاضرات إلكترونية ومباشرة للوعي العائلي".

المساهمون