كامل أحمد قندس... يحلم بالعودة إلى فلسطين

كامل أحمد قندس... يحلم بالعودة إلى فلسطين

15 مايو 2021
يحلم كامل بالعودة إلى فلسطين (العربي الجديد)
+ الخط -

ولد كامل أحمد قندس، الذي يتحدّر من بلدة الزيب (شمال عكا في فلسطين)، لاجئاً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوبي لبنان. ويذكر أنّه كان يطلق على المخيم تسمية "الكم العتيق".
كان والده بحاراً: "أخبرني أن مياه البحر في ذلك الوقت كانت ترتطم بجدران البيوت لقربها منه". بعد اللجوء إلى لبنان والسكن لبعض الوقت في قرية القليلة (إحدى قرى قضاء صور في الجنوب)، انتقلت العائلة إلى مخيم عين الحلوة. يقول: "ولدتُ في شادر عام 1950، الذي سمي آنذاك بعام الثلجة".
يتحدث عن حياة صعبة عاشتها عائلته في ظلّ الفقر والجوع: "كانت أمي مسؤولة عن إعالتنا بعد مرض والدي. تركت المدرسة بعد إتمام الصف السادس الأساسي، وعملت في قطع الأشجار. وحين بدأ الناس يبنون بيوتاً، سكنّا في منزل سقفه من الزينكو (معدني)". يتابع: "عشنا أياماً صعبة جداً. كان يحلّ علينا شهر رمضان من دون أن يكون في حوزتنا مال، فنأكل مما هو متوفر".

الصورة
كامل أحمد قندس (العربي الجديد)
حياة صعبة عاشتها عائلته في ظلّ الفقر والجوع (العربي الجديد)

في شبابه، سافر للعمل في ليبيا. وبعد خمسة أشهر، انتقل إلى السعودية، ومنها إلى اليمن، ثم إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث عمل في قطاع البناء. تزوج في السادسة والعشرين، واشترت له أمه غرفة صغيرة في المخيم، ثم استطاعت شراء غرفة أخرى محاذية لتلك القديمة، وعاش فيها إلى حين بدء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. سقطت قذيفة على البيت فهرب إلى مدينة بعلبك، شرقي لبنان، حيث التقى بمجموعة من الأصدقاء والتحق بحركة فتح: "كنا نعتمد على مساعدات المؤسسات الخيرية والجمعيات للعيش. بعد مرور أربعة أشهر على هروبي إلى بعلبك، أعادتني أمي إلى المخيم، ثم انتقلت للعيش في مدينة صيدا، لأنّ بيتي كان يحتاج إلى ترميم ولم أكن أملك المال".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يتابع قندس: "لم أسلم من العدو الصهيوني الذي اعتقلني، في بداية عام 1983، ونقلني إلى قرية الجورة الفلسطينية (تقع على بعد 10 كيلومترات من القدس). وأثناء التحقيق، تعرضت للتعذيب. ضُربت بخشبة فيها مسامير. واستمر التحقيق 15 يوماً، واتهمت بأنّني مسؤول مخزن ذخيرة في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الأمر الذي أنكرته. بعد تثبيت التهمة، نقلت إلى معتقل أنصار في جنوب لبنان. كنا خمسة وعشرين شخصاً في الخيمة، وكان الفطور عبارة عن بيضة واحدة مسلوقة تقسم على شخصين. كانت في المعسكر عشرون خيمة. وكان جنود العدو يعذبوننا ويهينوننا بإجبارنا على وضع أيدينا فوق رؤوسنا. بقينا في ذلك العذاب إلى أن خرجنا من السجن في صفقة التبادل التي أبرمت مع منظمة التحرير الفلسطينية (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1983)". يختم حديثه قائلاً: "ليتني أعود إلى فلسطين، فالتعامل معنا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم".

المساهمون