كاليفورنيا تحبس أنفاسها خشية تكرار حرائق 2018

كاليفورنيا تحبس أنفاسها خشية تكرار حرائق 2018

10 يونيو 2021
يعملان على إزالة مسببات الحرائق (باتريك ت. فالون/فرانس برس)
+ الخط -

تحبس ولاية كاليفورنيا الأميركية أنفاسها مع اقتراب فصل الصيف مخافة تكرار موجة الحرائق التي اجتاحتها عام 2018. وتواجه هذا العام موسماً جافاً مبكراً، ما تسبب بحرائق أتت حتى الآن على خمسة أضعاف ما التهمته من الغطاء النباتي في الفترة نفسها من العام الماضي.

يقول رئيس بلدية مدينة بارادايس الصغيرة في شمال كاليفورنيا ستيف كراودر، المدينة التي كادت تمحوها الحرائق عن الخريطة في عام 2018: "الآن، كلما رأينا دخاناً، يصاب الجميع بالهلع".

ويضيف: "هذا أكثر أمر مروع عشته في حياتي. أظن أن الحرائق ترعب الجميع هنا". وتعيش كامل مناطق الولاية الواقعة في غرب الولايات المتحدة حالة من القلق على مشارف الصيف. وخلال الأشهر الخمسة والعشرين الأخيرة، أودت الحرائق بحياة 101 مدني وأتت على 21 ألف مبنى في مقاطعة بوت، كما أعلن قائد فرق الإطفاء في هذه المقاطعة التي تتبع لها بارادايس، جون ميسينا. ويقول إن هذا الأمر "يتخطى كل ما شهدته كاليفورنيا في التاريخ المعاصر"، ويظهر ما قد تتعرض له سائر أنحاء الولاية.

ويوضح ميسينا: "في الماضي، كنا نشهد ربما حريقاً واحداً لافتاً كل صيف. أما الآن، فقد باتت هذه الحال مع نصف الحرائق. عندما أقول لافتا، أعني أنها تتخطى بكثير توقعاتنا" على صعيد السرعة والحدة. وتعد الحرائق جزءاً من الدورة الطبيعية في غابات كاليفورنيا، إلا أن موسمها بات مبكراً بشكل متزايد كما يمتد لفترة أطول في كل عام. وكما هو متوقع، "يُعتبر التغير المناخي العامل الرئيسي في هذا المنحى"، مع إطالة لموسم الحرائق بواقع 75 يوماً، وفق توقعات إطفائيي الولاية لسنة 2021.

ويؤكد أن "الحرائق لم تعد تقتصر على موسم بل تمتد على مدار العام، مع مستويات قصوى في بعض الفترات". ويقول: "ندفع عناصر الإطفاء إلى بذل جهود فائقة خلال الصيف على مدى أربعة أو خمسة أو ستة أو حتى سبعة أشهر، مع التعويل على أخذهم استراحة خلال الشتاء. لكن لم يعد هناك أي وقت للراحة في كاليفورنيا".

ويتفاقم الوضع بفعل الجفاف الذي يضرب الولاية، وخصوصاً في مناطق الشمال هذه السنة. ويوضح ميسينا: "قد تكون هذه السنة أيضاً استثنائية. نشهد على جفاف كبير في بعض المناطق، كما أن مستوى الرطوبة في المساحات الزراعية متدن جداً في مثل هذه الفترة من السنة. ويكفي أن تشتعل النيران في مكان واحد وسنواجه مشكلة. نحن في حال استنفار".

ويقول ستيف كراودر إن المساحات الزراعية تظهر جفافاً في الأسابيع الأخيرة أشبه بما يكون عليه الوضع عادة في أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول، وهو أمر "مقلق حقاً". واتخذت بارادايس سلسلة تدابير لتفادي وقوع مأساة جديدة شبيهة بحرائق 2018. ويتعين على أصحاب الأراضي إزالة الأعشاب الضارة والإبقاء على مساحات العشب لديهم دون علوّ عشرة سنتيمترات، فضلاً عن شروط أخرى بينها إقامة مساحات خالية حول المباني.

(فرانس برس)

المساهمون