قضية عنف أسري جديدة تهز لبنان: تعذيب 3 قاصرات ضرباً وحرقاً

قضية عنف أسري جديدة تهز لبنان: تعذيب 3 قاصرات ضرباً وحرقاً

11 فبراير 2021
أودعت الفتيات لدى إحدى الجمعيات المعنية في المنطقة (تويتر)
+ الخط -

قضية عنف أسري جديدة هزت الشارع اللبناني، ضحاياها، هذه المرة، 3 شقيقات قاصرات تعرّضن للتعذيب بتواريخ مختلفة ومتتالية، بأبشع الطرق وأفظع الأساليب، من قبل جدتهنّ وزوجها وخالهنّ.

وفي التفاصيل، أفادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة في بيان، اليوم الخميس، بأنّه "بتاريخ الرابع من فبراير/شباط الجاري، عثرت دوريتان من مفرزة استقصاء الشمال ومخفر العبدة في وحدة الدرك الإقليمي، في مقهى عند محلّة دوار حمص – العبدة، على ثلاث شقيقات قاصرات من الجنسية السورية وقد تعرّضن للتعذيب والتعنيف، وهنّ م.ج (مواليد عام 2011)، م.ج (مواليد عام 2013)، س.ج (مواليد عام 2018)".

وأشارت، إلى أنه "بعد نقلهنّ إلى مركز المخفر المذكور، وعرضهنّ على الطبيب الشرعي الذي أكّد في تقريره وجود آثار للتعنيف على أجسامهنّ، والاعتناء بهنّ من قبل العناصر، جرى الاستماع الى إفاداتهنّ، بحضور مندوبة جمعية حماية الأحداث. وخلال التحقيق صرّحن بأنهنّ تعرّضن للضرب والإيذاء بتواريخ وأساليب مختلفة، من قبل جدّتهنّ لوالدتهنّ أ.ل (مواليد 1973، لبنانية)، وزوجها ج.ج (مواليد عام 1971، لبناني)، وخالهنّ، ح.ب (مواليد عام 1999، سوري)، في منزل الجدّة الكائن في محلة حارة صيدا، جنوبي لبنان، وأنّ الأخيرة أحضرتهنّ من حارة صيدا بواسطة سيارة أجرة وتركتهنّ في مكان العثور عليهنّ، لتستلمهنّ والدتهنّ التي ستحضر لهذه الغاية والتي كانت قد أودعتهنّ سابقاً لدى والدتها لرعايتهنّ".

وأضاف بيان قوى الأمن الداخلي: "ثلاث طفلات ضُربن مرات عدّة بعصا وسلك كهربائي، وجرى إحراق ظاهر أياديهنّ بواسطة سكّين مُحمّى على النار، والضغط على أصابع إحداهنّ بواسطة كمّاشة، وتعرّضن للاضطهاد من قبل الجدّة، من خلال إجبارهنّ على تناول الطعام عند عتبة باب البيت، بينما تجلس الأخيرة وأطفالها إلى المائدة".

وذكرت المديرية العامة، أنّ القاصرات تساءلن عن طعم المياه المعبّأة في عبوات، لدى تقديمها لهنّ من قبل عناصر المخفر، كون شربها كان حكراً على أولاد الجدّة، بينما كنّ هنّ يشربن المياه من الصنبور.

وتحدّث بيان قوى الأمن الداخلي، عن توقيف القضاء المختصّ الجدّة وزوجها، بجرم التعنيف والضرب والإيذاء، وتعميم بلاغ بحث وتحرٍّ بحق خالهنّ بالجرم ذاته، كونه متواريا عن الأنظار. فيما أودعت الفتيات لدى إحدى الجمعيات المعنية في المنطقة، وذلك كون الوالدة التي تُرِكَت رهن التحقيق غير مؤهّلة للاعتناء بهنّ، خاصة أنّها صرّحت بأنها ستعاود تسليمهنّ إلى الجدّة المُعَنفة بعد الإفراج عنها.

من جهته، شدّد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال، رمزي مشرفية، في تغريدة على حسابه على تويتر، على أنّ "تعنيف الأطفال من أفظع الآفات والأفعال وأقذرها وتحت أي ظرف كان، سنتخذ صفة الادعاء ضدّ الجدّة المعنّفة وزوجها وكلّ من شاركهما جرم تعنيف القاصرات الثلاث في محلّة العبدة، وأوعزنا للقيّمين على مشروع الاستجابة LCRP لمتابعة وضعهنّ وتأمين الحماية اللازمة لهنّ".

وقال المشرف العام على خطة لبنان للاستجابة للأزمة في وزارة الشؤون الاجتماعية، عاصم أبي علي، لـ"العربي الجديد"، إنهم تواصلوا بداية مع وزارة الداخلية والبلديات، و"تمنّينا عليهم تمويه الوجوه في كلّ الصور لحماية القاصرات، وضمان حقوقهنّ وعدم التعرّض لهنّ".

وكشف أنّ "القاصرات أصبحن تحت رعاية وإشراف "جمعية حماية"، وفريقنا للاستجابة للأزمة يُتابع وضعهنّ بشكل دوري، كما سنتابع الموضوع وفق القنوات القانونية المعنية اللازمة واتخاذ صفة الادعاء، لمحاسبة من اقترف هذا الذنب العظيم بإلحاق الأذى بقاصرات، وأطفال أبرياء، يصونهم القانون والأخلاق العامة أيضاً".

المساهمون