فلسطين: مطالبة بعلاج الأسير في سجون الاحتلال عبد الباسط معطان

فلسطين: مطالبة بعلاج الأسير في سجون الاحتلال عبد الباسط معطان

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
06 يناير 2022
+ الخط -

لا تُفوّت الفلسطينية زبيدة معطان وأبناؤها الأربعة أي فرصة لرفع صور الزوج والأب الأسير المحرر عبد الباسط معطان (48 عاماً)، في مختلف الفعاليات، مطالبين بالحفاظ على حياته بعدما حرمه الاعتقال الأخير في سجن "عوفر" في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من إكمال رحلة علاجه التي بدأت عام 2018 بسبب معاناته من مرض السرطان. وظهرت مؤشّرات خلال الأيام الماضية لاحتمال عودة المرض بعدما صادرت إدارة سجون الاحتلال أدويته وزودته بعلاجات أخرى لا تثق بها العائلة.
بدأت رحلة معطان مع العلاج من خلال عملية جراحية خضع لها في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، حيث استئصل ورم خبيث في القولون بلغ وزنه ستة كيلوغرامات، بالإضافة إلى استئصال غدد لمفاوية. كان يحتاج إلى إجراء فحوصات وصور لم تكن متوفرة في المستشفيات الفلسطينية. وحرمه الاحتلال، الذي قضى في سجونه قرابة تسعة أعوام، من الحصول على تصريح لدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وإكمال العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، قبل أن يبدأ جهوداً عبر محاميه للحصول على عدم منع السفر ليصل إلى الأردن للعلاج ثم إلى تركيا.
وتقول زبيدة لـ"العربي الجديد"، إن زوجها كان ينتظر تحديد موعد للخضوع لفحوص طبية والاطمئنان على وضعه الصحي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلا أن الاعتقال الإداري "بلا تهمة" سبق ذلك، علماً أنه كان في مراحل العلاج الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى إهمال علاجه، ما يعني عودة المرض إلى جسده.  
ونصّ الحكم الإداري على ستة أشهر سجن قابلة للتجديد، تم تخفيضها إلى ثلاثة أشهر قابلة للتجديد أيضاً. وتؤكّد زبيدة أن نيابة الاحتلال قالت إنها تنوي تجديدها فعلاً بعدما قدّم محامي زوجها استئنافاً على القرار بسبب وضع معطان الصحي. وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، رفضت المحكمة الإسرائيلية الاعتماد على أي من التقارير الطبية التي يمتلكها، فيما طلبت من إدارة سجون الاحتلال إجراء فحوصات وصور طبية جديدة، الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن. وربطت المحكمة الإسرائيلية قرارها بتلك التقارير الإسرائيلية المنتظرة.

وتقول زبيدة إن زوجها يعاني منذ أيام "من آلام حادة في الرئتين، تزامناً مع ظهور أعراض المرض من جديد، ما يشير إلى احتمال انتشاره في جسده. وينتظر خلال الشهر الجاري إجراء تصوير بالأشعة النووية للتأكد من وجود خلايا سرطانية من عدمها"، لافتة إلى أنّ عدم الإفراج عنه يعني حرمانه من المتابعة الطبية. تضيف: "كان زوجي يأخذ أدوية للسرطان والكبد ومكملات غذائية وغيرها من العلاجات، كما يخضع في البيت لنظام علاجي منذ ثلاث سنوات. لكن بعد اعتقاله، لم يحصل على علاج واكتفت إدارة السجن بتزويده ببعض الأدوية لديها، ولم تعطه العلاج الذي كان في حوزته وعمدت إلى مصادرته". تضيف: "لا نثق بالعلاج الذي أعطوه إياه في ظل مؤشرات على وصول المرض للرئتين".

تضامن مع الأسير عبد الباسط معطان (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وأدى المرض إلى ابتعاد معطان عن عمله في مجال التعليم. واليوم، هو بعيد عن أطفاله الأربعة، أكبرهم في عمر الـ14 عاماً والثلاثة الآخرون توائم بعمر عشر سنوات. عرف معطان، وهو ابن قرية برقة في محافظة رام الله والبيرة، وسط الضفة الغربية، كمعلم ومرب وناشط ومصلح اجتماعي ومحل ثقة الأهالي في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله. ولطالما نشط في تطوير وإصلاح المدارس.
وتطالب زبيدة المؤسسات الإنسانية والحقوقية والجهات الرسمية الفلسطينية بدعم ملف زوجها والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناته ومعاناة الأسرى المرضى، وخصوصاً المصابين بالسرطان، وتقول: "كلّ دقيقة في حياته مهمة لأنه يحتاج إلى تدخّل طبي فوري".
من جهته، يقول القيادي في حركة "حماس" حسين أبو كويك، لـ"العربي الجديد"، على هامش إحدى الفعاليات المطالبة بالإفراج عن معطان: "المطلوب من المؤسسات الدولية الصحية والحقوقية العمل من أجل إنقاذ معطان. كما يطلب من السلطة الفلسطينية، بدلاً من السعي للقاءات أمنية مع الاحتلال، دعم معطان وأمثاله، والمقاومة الفلسطينية ببذل مزيد من الجهد للعمل على إطلاق سراح الأسرى".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وكان نادي الأسير الفلسطيني قد أكد في بيان، على المخاوف الكبيرة القائمة على حياة معطان، وحمّل إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى كافة الذين يواجهون سياسات ممنهجة تسببت بإصابتهم بأمراض مزمنة. وشكّلت سياسة الإهمال الطبي المتعمد، بالإضافة إلى بنية السجون بما فيها من تفاصيل، سببان رئيسيان لإصابة الأسرى بأمراض خطيرة، لا سيما منهم أولئك الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر. ولفت النادي إلى أنّ "معطان أسير سابق أمضى نحو 9 سنوات في سجون الاحتلال، معظمها رهن الاعتقال الإداريّ، وهو متزوج وأب لأربعة من الأبناء".
وأشار التقرير السّنوي المشترك لـ"هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، و"نادي الأسير" الفلسطيني، ومؤسسة "الضمير لرعاية الأسير"، و"مركز معلومات وادي حلوة - القدس" إلى أنّ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال يبلغ حالياً نحو 4600 أسير، ووصل عدد الأسرى المرضى إلى قرابة 600 أسير، من بينهم أربعة مصابين بالسرطان، و14 أسيراً مصابون بأورام متفاوتة.

ذات صلة

الصورة
مجمع الشفاء الطبي في شمال قطاع غزة بعد تدميره - 16 إبريل 2024 (حمزة قريقع/ الأناضول)

مجتمع

حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أنّ أكثر من 730 ألف فلسطيني في شمال القطاع يفتقرون إلى خدمات صحية حقيقية، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم 195.
الصورة
 (لا تكنولوجيا للأبارتهايد/إكس)

منوعات

اعتقل عدد من موظفي شركة غوغل مساء الثلاثاء، من مكتبيها في نيويورك وسانيفيل (كاليفورنيا)، بعد تنظيمهم اعتصامات للاحتجاج على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية.
الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.

المساهمون