فلسطيني يترقب فتح معبر رفح لعلاج ابنه.. كل يوم يمر كأنه عام
استمع إلى الملخص
- بعد وقف إطلاق النار، ينتظر 15600 مريض في غزة الإجلاء الطبي، بينهم 3800 طفل، بسبب إصابات الحرب والأمراض المزمنة، لكن المساعدات الإنسانية لن تمر عبر المعبر.
- وثقت منظمات طبية وفاة مئات الأطفال أثناء انتظارهم الإجلاء الطبي، حيث تعيق الفحوصات الأمنية الإسرائيلية إجلاء المرضى، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات.
يأمل الفلسطيني إبراهيم قلوب في أن تؤدي إعادة فتح معبر رفح الحدودي إلى إنقاذ حياة ابنه حسن (18 عاما)، الذي أصيب برصاصة في الرأس قبل أكثر من شهرين في غزة أثناء خروجه بحثاً عن الطعام. وقال قلوب لرويترز في مستشفى ناصر في خانيونس حيث يرقد حسن بلا حراك على سريره وعيناه مغطاتان بالضمادات: "معبر رفح هو شريان الحياة للمرضى ولقطاع غزة، لما يبقى فاتح كذا مريض يطلع ويتعالج بره". ويضيف الأب: "أنا بستنى. اليوم بيمر عليا بسنة". تسببت الإصابة بنزيف في المخ مما استدعى استئصال جزء من جمجمته. ويقول إن عدوى لاحقة تسببت في فقدانه البصر في عينه اليمنى.
وعقب سريان وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد حرب استمرت عامين، بات حسن واحدا من 15600 مريض في غزة ينتظرون الإجلاء، من بينهم 3800 طفل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ويعاني كثيرون مثله من إصابات لحقت بهم خلال الحرب، فضلا عن آخرين مصابين بأمراض مزمنة كالسرطان وأمراض القلب، وهي أمراض لا تملك المنظومة الصحية المتهالكة التعامل معها.
وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، فإن الاستعدادات جارية مع مصر لفتح معبر رفح أمام حركة الأفراد، إلا أن موعد الفتح سيُعلن في مرحلة لاحقة، مؤكدا أنه لن يسمح بمرور المساعدات من المعبر. ونقلت وكالة رويترز عن وحدة تابعة لجيش الاحتلال: "ينبغي التشديد على أن المساعدات الإنسانية لن تمر من معبر رفح، لم يتم الاتفاق على ذلك إطلاقا في أي مرحلة"، وأن "المساعدات تواصل الدخول إلى قطاع غزة" من معابر أخرى.
بدورها، وثقت منظمات طبية والسلطات الصحية الفلسطينية، وفاة مئات الأطفال وهم ينتظرون الإجلاء الطبي، بحسب ما نشرته رويترز اليوم. وذكرت منظمة الصحة العالمية، التي تولت إدارة العملية العام الماضي، أن 740 شخصا، بينهم 137 طفلا مدرجون في القائمة، توفوا منذ يوليو/ تموز 2024. وذكرت منظمة الصحة لرويترز أن من بين هؤلاء طفلة اسمها جنى عياد توفيت بسبب سوء التغذية الحاد في سبتمبر/ أيلول، مضيفة أنه لم توافق أي دولة على استضافتها.
ووفق منسق مشروع الإجلاء الطبي بمنظمة أطباء بلا حدود، هاني اسليم، إن 19 من مرضى المنظمة المدرجين في قائمة الإجلاء لقوا حتفهم خلال الحرب، بما في ذلك 12 طفلا. وتابع قائلا: "إنه لأمر مؤلم حقا رؤية ملفات هؤلاء المرضى، والتواصل المباشر مع هؤلاء الأطفال، ثم تعلم أنك فقدتهم بسبب كل هذه التحديات والصعوبات". وأضاف اسليم لرويترز أن رفض السلطات الإسرائيلية حال أحيانا دون إجلاء المرضى. ولم تستجب وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق لطلب للتعليق. وسبق أن قالت إن الموافقات تخضع لفحوصات أمنية. وقالت كيت تيكس المحامية في منظمة "أطفال لا أرقام"، وهي مؤسسة خيرية مقرها بريطانيا تعمل في غزة وتشرف على حالات أطفال بحاجة إلى الإجلاء، إن "معدل الوفيات يرتفع بشكل مأساوي، كما هو متوقع في ضوء تدمير المنظومة الصحية والبنية الأساسية". وبالنسبة لحسن، ثمة مؤشرات مقلقة. فسوء التغذية لديه يتفاقم إذ يزن الآن 40 كيلوغراما فقط، أي ما يقارب نصف وزنه السابق، حسبما أوضح والده. وقال والده: "إذا ظل هيك هيروح عليه وهنفقد حسن ع الوضع اللي احنا فيه".
(رويترز، العربي الجديد)