فقدان الوظائف السبب الأول للجوع في العالم

فقدان الوظائف السبب الأول للجوع في العالم

04 نوفمبر 2021
يلعب في انتظار الطعام في الفيليبين (تيد ألجيبي/ فرانس برس)
+ الخط -

يستعرض تقرير نشره موقع "سترايتز تايمز" نتائج دراسة أجرتها أخيراً منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في شأن وضع الأمن الغذائي والتغذية في العالم، وقد خلصت إلى أن نصف الـ 418 مليون شخص الذين يعانون من الجوع في العالم يعيشون في قارة آسيا، وغالبيتهم في جنوبها.
وربط الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي جيمس بلغريف، زيادة انعدام الأمن الغذائي في آسيا بالتداعيات الاجتماعية والاقتصادية والتأثير الاقتصادي لوباء كورونا في إنتاج الغذاء، وكذلك بتأثر كوارث الجفاف والفيضانات والعواصف. لكن أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة كورنيل بنيويورك، برابهو بينغالي، يخالفه الرأي من خلال تحديد السبب الأول للجوع بفقدان الوظائف والدخل، خصوصاً لدى العمال المهاجرين ذوي الأجور المتدنية الذين أجبروا على العودة إلى قراهم الأصلية. ويتابع: "لم ينخفض إنتاج أي من البلدان الرئيسية المصدرة للأغذية، وبينها الهند التي شهدت محاصيل قياسية من الحبوب الغذائية في العامين الأخيرين".
وفي الفيليبين، حيث تكشف إحصاءات أن أكثر من 20 مليون شخص، أي أنّ واحداً من كل خمسة، جاعوا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، وهو ضعفا عددهم قبل جائحة كورونا، توضح ربة المنزل لارا فيلالون أن عائلتها مرّت بحالة ذعر على صعيد الأمن الغذائي عندما فقد زوجها الذي يعمل في كازينو وظيفته خلال الوباء. وتستدرك: "امتلكنا لحسن الحظ مدخرات وحديقة في الفناء الخلفي، ثم بدأت ببيع الطعام عبر الإنترنت فتخطينا الأزمة".

وبالنسبة إلى أسر ذات دخل منخفض في تايلاند، كان الطعام اليومي الذي وزعته منظمات غير حكومية "هبة من السماء"، وهو ما تؤكده سومبورن بونوي، وهي أم لطفلين، التي تضيف: "لولا هذه المنظمات لما امتلكنا أي طعام، ولما بقينا أحياء".
ووجدت دراسة أجراها مركز البحوث والابتكار العلمي في تايلاند أن وباء كورونا دفع حوالى 800 ألف مواطن إضافي إلى الفقر، علماً أن الحكومة تعاملت مع فقدان آلاف وظائفهم أو خفض ساعات عملهم وأجورهم، من خلال اتخاذ تدابير لتخفيف الضرائب.
وفي إندونيسيا، وفّر تقليد سائد منذ قرون ويتركّز حول مقولة "إن ترك جارك جائعاً خطيئة كبيرة" مرونة نسبية ضد الجوع، لكن نقص الغذاء أثّر بنحو 8 في المائة من سكانها، علماً أن رئيس وكالة الأمن الغذائي الإندونيسية أجونج هندريادي يشدد على أن بلاده "تواجه تحدي توزيع الغذاء، وليس توافره، فهي تضم أكثر من 17 ألف جزيرة، وتحتوي على مناطق يتوافر فيها فائض في الغذاء وأخرى تعاني من العجز".

المساهمون