فرنسا: صدور حكم بحق باكو قاتلة زوجها بعد 20 سنة من الاستغلال الجنسي

فرنسا: صدور الحكم بحق باكو قاتلة زوجها بعد 20 سنة من الاستغلال الجنسي

26 يونيو 2021
لن تقضي باكو المزيد من الوقت بالسجن (جيف باشو/فرانس برس)
+ الخط -

حكمت محكمة فرنسية في ساون إي لور، أمس الجمعة، على فاليري باكو (40 سنة) بالسجن 4 سنوات، 3 منها مع وقف التنفيذ، بعد أن أنهت بطلقة في الرقبة حياة زوج أمها وزوجها الإجباري ومستعبدها لاحقاً. 

ووجدت المحكمة فاليري مذنبة في قتل دانييل بوليت، في مارس/آذار 2016، بعد أن عرّضها منذ كانت في الـ12 من عمرها، وتعيش معه ومع والدتها، لاغتصاب متكرر أدّى إلى حملها منه في سن السابعة عشرة. وعلى الرغم من الحكم الصادر بحقها إلا أنّ تفاصيل قضيتها التي أثارت الرأي العام الفرنسي، وتوقيع مئات الآلاف على عريضة لتبرئتها بعد انكشاف الفظائع التي تعرّضت لها، أدت إلى إطلاق سراحها على الفور، بعد أن كانت قد قضت عاماً في السجن بين 2017 و2018. وأطلق سراحها آنذاك بكفالة انتظاراً للمحاكمة التي انتهت، أمس الجمعة، ما يعني أنها الآن حرة ولن تقضي المزيد من الوقت في السجن.  

وكانت باكو قد أصدرت كتاباً بعنوان "الجميع كان يعلم"، سردت فيه ما تعرّضت له منذ سن مراهقتها أمام والدتها التي صمتت على اغتصاب زوجها لابنتها، والتي أدت في نهاية المطاف إلى زواج "الأب البديل" من ابنة زوجته وإجبارها على العمل كمومس. وكان زوج الأم قد انتقل للعيش مع الأسرة في 1992 وبدأ بالتحرّش واغتصاب القاصر بمعرفة الأم، رغم أنه كان معروفاً بهوسه الجنسي وبأنه محكوم سابق باغتصاب أخته الصغيرة وهي في الحادية عشرة من عمرها. 

وفي ربيع 2016، لم تعد هذه الأم لطفلين تتحمّل المزيد من العبودية والاستغلال والعنف الجنسي، فقرّرت إنهاء حياة من بدأ كشريك لوالدتها وانتهى بالزواج منها، وأخفت باكو الجثة بمساعدة ابنيها. 

 وكان القتيل عزل باكو عن محيطها الاجتماعي وتحوّل إلى قوّادها لجني المال، وهو ما جعلها تخضع لابتزازه الذي استمرّ لنحو 17 سنة. وعبّرت باكو عن عتبها الشديد على النظام الاجتماعي والقضائي في فرنسا، لكونه لم يتدخل لحمايتها من محكوم سابق استطاع أن يجعل المحيط، بمن فيهم أمها، يصمتون عن تلك الفظائع التي روتها في كتابها الذي أحدث ضجة كبيرة في فرنسا، ودفع بالحركة النسوية إلى المطالبة بإعادة النظر في النظامين القضائي والاجتماعي لحماية القاصرات من العنف الأسري، وخصوصاً حالات الاستغلال الجنسي. وأدّى التعاطف مع قصة فاليري باكو، رغم اعترافها بالقتل العمد وإخفاء الجثة، إلى صدور حكم مخفّف بحقها، وسجن ولديها اللذين ساعدا في الجريمة ستة أشهر. 

والجدير بالذكر أنّ باكو أنجبت رغماً عنها أربعة أبناء، من زوج أمها السابق وزوجها لاحقاً، دانييل بوليت، وقضت معظم شبابها في حالة استعباد وعنف. وكانت في سنّ الثانية عشرة (12 سنة) حين دخل القتيل حياتها من خلال والدتها مدمنة الكحول، مستغلاً ذلك لاستغلالها والاعتداء الجنسي عليها فور انتقاله إلى الأسرة. ودين بوليت بـ"سفاح القربى" في 1995، ودخل السجن 3 سنوات بعد أن وجد مذنباً بالاعتداء الجنسي على أخته، لكن فور خروجه أعادته والدتها إلى المنزل ليواصل أفعاله بحقها. 

وكانت حياتها مع دانييل تحوّلت إلى جحيم بعد أن أصبحت حاملاً منه وهي في سن السابعة عشرة فقط وهو يكبرها بـ25 سنة، فطردتها والدتها وأخذها للعيش معه، ليتحوّل من زوج أمها إلى زوجها. وبدأ الرجل عندها، رغم أنها أصبحت زوجته وأماً لأطفاله، بإجبارها على العمل كمومس، بعد أن توقف عن العمل كسائق شاحنة، وحوّل إحدى الشاحنات التي يملكها إلى وكر للدعارة من خلال ترتيبها بمرتبة وستائر، وهو ما وصفته بـ" الجحيم". 

المساهمون