استمع إلى الملخص
- يواجه العائدون تحديات كبيرة مثل ترميم المنازل وتأمين الحاجيات الأساسية، لكن الأمل بالخلاص والانتصار يدفعهم لتجاوز هذه الصعوبات.
- رغم عدم توفر أرقام دقيقة للعائدين، إلا أن المشاهدات تشير إلى مئات العائدين يومياً، خاصة عبر المعابر الحدودية مع تركيا.
عاد آلاف السوريين المهجّرين إلى منازلهم في العديد من المناطق السورية بعد سقوط النظام في دمشق، مع استعداد آخرين للعودة أيضاً، لا سيما تلك العوائل التي لم تتضرر منازلها بسبب القصف أو "التعفيش" خلال السنوات الماضية.
ومن العائدين إلى ريف حمص الشمالي، عامر العبيد، الذي أوضح لـ"العربي الجديد" أنه كان يقيم في مدينة سرمدا بريف إدلب شمال غرب سورية منذ التهجير عام 2018 من المنطقة، مضيفاً: "الأضرار ليست كبيرة في بيت العائلة الذي سأسكن فيه حالياً، عدت أخيراً إلى المنطقة بعد سنوات من التهجير والبعد عن الأهل والأصدقاء".
أما رامي البكور المنحدر من المنطقة أيضاً، فقد أوضح لـ"العربي الجديد" أنه عاد أمس إلى المنطقة، في زيارة مؤقتة برفقة أولاده وزوجته. وقال: "حالياً ستكون الزيارة مؤقتة حتى أقوم بصيانة المنزل الذي كنت أعيش فيه، أولادي زاروا جدهم وهي المرة الأولى منذ خروجنا من المنطقة عام 2018، سنعود في أقرب فرصة".
بدوره قال المواطن السوري عمر الرنكوسي في حديثه لـ"العربي الجديد"، إنه يعمل حالياً على توضيب ما لديه من أغراض في تركيا، ويستعد للعودة الطوعية إلى بلدة "رنكوس" التي ينحدر منها في محافظة ريف دمشق. وأضاف الرنكوسي المقيم في جنوب تركيا: "أريد أن يبدأ أولادي الدراسة في المدارس السورية مع حلول الفصل الثاني، لم أعد أحتمل أيضاً البعد عن والديّ، منذ أكثر من عشر سنوات وأنا بعيد عنهم، حتى أن أبنائي الثلاثة متحمسون، أعتقد أنني خلال أسبوع على أبعد تقدير سأكون في بلدتي وبين أهلي".
ويعدّ تخريب البيوت الذي مارسته قوات النظام السابق عائق كثير من العوائل، يمنعها من العودة الفورية، بالإضافة إلى انتشار الألغام وبقايا الحرب، لكن فرح الأهالي بالخلاص وانتصار الثورة السورية، دافع لتجاوز كل ما يواجهون من مشاكل ومصاعب.
بدوره قال محمد العبد الله المنحدر من مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "لا أستطيع الاستقرار في الوقت الحالي داخل سورية، أنا مقيم في تركيا، ما يمنعني هو البيت الذي تعرض لخراب بالغ في مدينة تدمر، إضافة لعدم توفر الإمكانيات المادية". وتابع: "سأترقب عدة أشهر قبل السعي الجدي للعودة إلى المدينة التي تعرضت لخراب بالغ وكبير".
تحديات كبيرة أمام السوريين
ورغم التحدّيات الكبيرة التي تواجه السوريين الراغبين في العودة، من تأمين الحاجيات الأساسية وترميم المنازل، إلا أن الأمل بالخلاص هو الدافع الأكبر لهم.
ما بين فرحة النصر وتحديات الاستقرار، يتجهزون لرسم ملامح حياة جديدة في وطنهم الذي لطالما حلموا باستعادته، لتبقى الأيام القادمة شاهدة على قدرتهم على تجاوز المحن.
ولم تتوفر معلومات حول أرقام العائدين إلى سورية في الأيام الخمسة الأخيرة، لكن المشاهدات تظهر مئات الأشخاص العائدين يومياً خاصة على المعابر الحدودية مع تركيا.