فتح تحقيق في طريقة تأبين طفلة أمام تلاميذ بمدرسة تونسية

فتح تحقيق في طريقة تأبين طفلة أمام تلاميذ بمدرسة تونسية

20 ابريل 2022
الطفلة هديل المرزوقي (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت السلطات التونسية بدء التحقيق في سبب موكب تأبين تلميذة توفيت في مدرستها الابتدائيّة في ولاية سيدي بوزيد أمام عيون تلاميذ قصّر. وأعلنت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ ووزارة التربية في بيان مشترك "إدانتهما الشديدة واستنكارهما لهذا الفعل اللامسؤول، لما له من انعكاسات سلبية بالغة على سلامة الصحة النفسيّة للأطفال".

ونشرت وزيرة وزارة الأسرة آمال موسى على صفحتها على "فيسبوك": "تأبين الطفلة المتوفاة هديل المرزوقي في مدرستها الابتدائية في سيدي بوزيد أمام عيون الأطفال أمر غير مقبول".

وتوفيت ظهر أول من أمس الاثنين التلميذة هديل المرزوقي (9 سنوات) وهي في الصف الثالث ابتدائي في المدرسة الابتدائية في شارع الجمهورية في سيدي بوزيد بعدما أصيبت بحالة إغماء داخل القسم.

وأذنت النيابة العامة في المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد أمس بفتح تحقيق في أسباب وفاة التلميذة، وقد عرضت على الطبيب الشرعي. ويوضح المندوب الجهوي لحماية الطفولة بسيدي بوزيد غسان دربالي، أنه "تقرر فتح تحقيق للكشف عن ملابسات الوفاة الفجائية للتلميذة، وتقديم الدعم الاجتماعي للعائلة، باعتبار أن التلميذة الفقيدة ابنة شهيد سلك الحرس الوطني الوكيل أول محمد المرزوقي". 

وتدخلت وحدات الحماية المدنية في محاولة لإسعافها، إلا أنها فارقت الحياة. وتشير المعطيات الأولية إلى تعرضها لسكتة قلبية، وما زال المعنيون ينتظرون تقرير الطبيب الشرعي. وأعلنت الوزارتان في بلاغهما مساء أمس الثلاثاء أنه تقرّر بعد التنسيق والتشاور "دعوة الهياكل الجهويّة للوزارتين بولاية سيدي بوزيد إلى تعيين فريق من المتخصصين في علم النفس لمتابعة الأطفال نفسيّاً".

وفتح تحقيق إداري مشترك بين الوزارتين لتحديد المسؤوليّات عن تنظيم موكب التأبين بساحة المدرسة الابتدائيّة بحضور الأطفال، مؤكدة "ضرورة الرجوع المسبق للهياكل الرسميّة المعنيّة بالطفولة والتزام الممارسات التربويّة الجيّدة الضامنة للتوازن النفسي للطفل وتحقيق مصلحته الفضلى والنأي بالأطفال عن المشاعر السلبيّة".

وأثار فيديو متداول لموكب تأبين الفتاة ردود أفعال مستنكرة لنقل جثمان الفتاة إلى المدرسة وتأبينها أمام التلاميذ في مشهد حزين ومؤثر. وتقول نائبة رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان أميمة جبنون لـ "العربي الجديد" إن "خطورة الحادثة ناجمة عن تداعيات هذه الممارسات التي تؤثر بسلامة الأطفال النفسية وتنعكس على تنشئتهم الاجتماعية"، مشيرة إلى أن "الخطورة مضاعفة في حضرة المربين وداخل المؤسسة التعليمية المسؤولة عن توازن التنشئة لدى الأطفال، وخصوصاً في مرحلة حساسة".

وأدانت المتحدثة هذه الممارسات التي من شأنها إرباك اندماج الطفل وتكوينه النفسي وتنشئته الاجتماعية السليمة والمتوازنة من خلال سلوكات غريبة أو عنيفة أو متطرفة من شأنها أن تنعكس سلباً مستقبلاً. وأشارت إلى "ضرورة متابعة الموضوع من قبل السلطات المعنية وفرض مراقبة دورية على المؤسسات التعليمية ودور الحضانة".

وأشارت رئيسة المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط، ريم بالخذيري، على صفحتها، إلى تفاعل موسى الإيجابي والسريع مع بيان المنظمة المندّد بتأبين التلميذة مرزوقي، إذ إنه "جريمة في حق الطفولة".

المساهمون