غوتيريس يناقش مع قادة العالم تحديات التغير المناخي

23 ابريل 2025
أنطونيو غوتيريس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 21 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عقد الأمين العام للأمم المتحدة اجتماعاً مع قادة عالميين لمناقشة التحديات المناخية، بهدف تعزيز النقاش قبل مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل.
- أكد غوتيريس على أهمية الطاقة المتجددة كفرصة اقتصادية، محذراً من محاولات عرقلة التقدم من قبل معارضي الطاقة النظيفة، ومشيراً إلى دورها في مواجهة أزمة المناخ.
- دعا غوتيريس لتكثيف الجهود لتقديم خطط مناخية قوية ودعم الدول النامية، مع تقديم خارطة طريق لتجنيد 1.3 تريليون دولار سنوياً وزيادة تمويل التكيف.

عقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اجتماعاً افتراضياً مغلقاً مع الرئيس البرازيلي لولا دسيلفا وعدد من قادة العالم لنقاش العمل المناخي. ضمّ الاجتماع 17 رئيس دولة، يمثلون بعضاً من أكبر اقتصادات العالم، بما فيهم ممثلون عن الصين والاتحاد الأوروبي، كما مثل بعض الحضور أكثر دول العالم تأثراً بتغير المناخ، بالإضافة إلى قادة يترأسون حالياً شراكات إقليمية مهمة، كالاتحاد الأفريقي، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وتحالف الدول الجزرية الصغيرة، إلى جانب العديد من الجهات الأخرى. وقررت الأمم المتحدة عقد الاجتماع خلف أبواب مغلقة في محاولة للقيام بنقاش صريح حول التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم في مجال التغيير المناخي ومكافحته.

وفي حديث للإعلام بعد الخروج من الاجتماع، حذّر غوتيريس من أن العالم ليس لديه وقت ليضيعه. وشدّد في الوقت ذاته على أن الرسائل التي استمع إليها خلال الاجتماع من قادة الدول أكدت ضرورة بعث رسالة موحدة بأنه وعلى الرغم من التحديات إلا أنه "لا يمكن السماح بأن يتم تحييد الالتزامات المناخية للدول عن مسارها. يجب أن نواصل بناء الزخم اللازم للعمل مع اقتراب مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل (كوب 30)، واجتماع اليوم كان جزءاً مهماً من هذا الجهد. ليس لدينا وقتٌ لنُضيّعه".

وأكد غوتيريس أيضاً أنه لا توجد أي منطقة في العالم بمعزل عن الكوارث المناخية أو يمكنها أن تنجو من ويلاتها. وقال "إن أزمة المناخ تُفاقم الفقر، وتُشرّد المجتمعات، وتُؤجج الصراعات وعدم الاستقرار. في الوقت نفسه، بدأت الدول تُدرك حقيقةً جليةً: الطاقة المتجددة هي الفرصة الاقتصادية لهذا القرن". وحذر من محاولات عرقلة التقدم في هذا المجال من قبل المعارضين وأصحاب المصالح في مجال الوقود الأحفوري.

ولفت الانتباه إلى أنه ورغم المصاعب " لكن كما سمعنا اليوم، العالم يتقدم بخطى ثابتة. لا يمكن لأي جهة أو حكومة إيقاف ثورة الطاقة النظيفة. العلم في صفنا، وقد تغير الوضع الاقتصادي. انخفضت أسعار مصادر الطاقة المتجددة بشكل حاد، ويشهد القطاع ازدهارا ملحوظا، مما يخلق فرص عمل ويعزز التنافسية والنمو في جميع أنحاء العالم". وأكد أن مصادر الطاقة المتجددة " تُمهّد الطريق للخروج من جحيم تغير المناخ. فهي تُوفر الطريقة الأفضل والأكثر مضمونة لتحقيق سيادة الطاقة وأمنها، وإنهاء الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري المتقلبة والباهظة الثمن".

وشدد على فعالية العمل المناخي الجماعي. وتطرق في هذا السياق لاتفاقية باريس للمناخ والتحسن الذي طرأ على مستوى الاحترار المتوقع الذي كان أربع درجات مئوية وأصبح 2.6 درجة مئوية متوقعة، في حال تم تنفيذ خطط العمل المناخي الوطنية الحالية بالكامل. وحثّ غوتيريس قادة العالم على اتخاذ إجراءات على جبهتين، أولاً، تكثيف الجهود لتقديم أقوى الخطط الوطنية للمناخ قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين بوقت كافٍ. وأشار إلى التزام العديد من القادة بتقديم خطط طموحة وقوية بحلول سبتمبر.

وقال إن خطط المناخ الجديدة تتيح فرصةً فريدةً لوضع رؤيةٍ جريئةٍ لانتقالٍ أخضرٍ عادلٍ خلال العقد المقبل. وشدد على ضرورة "أن تتوافق هذه الخطط مع هدف 1.5 درجة مئوية، وأن تضع أهدافا لخفض الانبعاثات تُغطي جميع غازات الاحتباس الحراري والاقتصاد ككل. والأهم من ذلك، ينبغي أن تُساعد في تسريع الانتقال العادل من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة... وأن تربط استراتيجيات الطاقة والتنمية الوطنية بأهداف المناخ... وأن تُشير إلى صانعي السياسات والمستثمرين على حدٍ سواء بالتزامٍ كاملٍ بتحقيق صافي انبعاثات كربونية عالمي صفري بحلول عام 2050".

وبخصوص الإجراء الثاني، شدد غوتيريس على ضرورة أن يزيد قادة العالم الدعم للدول النامية. حيث إن معاناتهم بسبب آثاره أكبر من غيرهم وخاصة الدول المسؤولة عن ذلك التلوث. وأشار إلى ما تشهده "أفريقيا وأجزاء أخرى من الدول النامية لارتفاع أسرع في درجات الحرارة. كما تشهد جزر المحيط الهادئ ارتفاعاً أسرع في مستوى سطح البحر، حتى في ظلّ تسارع المتوسط العالمي نفسه. في الوقت نفسه، ورغم كونها موطنا لـ 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، لا تمتلك أفريقيا سوى حوالي 1.5% من سعة الطاقة الشمسية المُركّبة، ولا تتلقى سوى 2% من الاستثمار العالمي في مصادر الطاقة المتجددة. علينا تغيير هذا الوضع بسرعة".

وختم بالتشديد على ضرورة أن يقدم قادرة العالم، في مؤتمر الأطراف الثلاثين، "خارطة طريق موثوقة لتجنيد 1.3 تريليون دولار سنويا للدول النامية بحلول عام 2035. يجب على الدول المتقدمة الوفاء بوعدها بمضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار سنوياً على الأقل، بحلول هذا العام. ونحن بحاجة إلى زيادة كبيرة في المساهمات ومصادر تمويل مبتكرة لدعم صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار. وسنواصل هذا الجهد على جميع هذه الجبهات - بما في ذلك في فعالية خاصة في سبتمبر/أيلول خلال الأسابيع الأخيرة من مؤتمر الأطراف الثلاثين".

المساهمون