غوتيريس يدق أجراس الخطر في اجتماع أممي مغلق بشأن المناخ

غوتيريس يدق أجراس الخطر في اجتماع أممي مغلق بشأن المناخ

21 سبتمبر 2021
غوتيريس مستاء (Getty)
+ الخط -

"أجواء متوترة وشكوك حول الالتزام الكافي من الدول الصناعية وبقية دول العالم لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ".. هكذا وصف مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى لـ "العربي الجديد"، في نيويورك، النقاشات التي دارت حول المناخ في اجتماع مغلق رفيع المستوى ترأسه كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ورئيس الوزراء البريطاني، بورس جونسون، على هامش اجتماعات الجمعية رفيعة المستوى، التي تفتتح الثلاثاء، وعكست تصريحات غوتيريس هذا "التشاؤم" الحذر، خلال مؤتمر صحفي مقتضب عقده بعد انتهاء الاجتماع.

وفي مستهل تصريحاته، دق غوتيريس ناقوس الخطر حول تداعيات التغيير المناخي، ودعا حكومات العالم إلى الاستيقاظ لحالة الطوارئ التي يشهدها المناخ، قبل أن تعقد قمة "كوب 26" في اسكتلندا، بعد قرابة ستة أسابيع، وأشار غوتيريس إلى تقرير صدر، الجمعة الماضي، عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ، وعن المساهمات الوطنية المحددة لجميع الأطراف التي وقعت على اتفاقية باريس للمناخ.

وقال غوتيريس "بناءً على الالتزامات الحالية للدول الأعضاء، يسير العالم على طريق كارثي وإلى 2.7 درجة مئوية بدلاً من 1.5 درجة مئوية، والتي تفيد الدراسات العلمية أن أي زيادة عليها ستكون كارثية"، ولفت الانتباه إلى أنه ومن أجل الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة، تحتاج الحكومات إلى خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030، وعبر غوتيريس عن استيائه من أن ما يحدث على أرض الواقع هو العكس تماماًَ، وقال "زادت انبعاثات الغاز الدفيئة بدلاً من أن تنخفض، ويتوقع أن تكون الزيادة بنسبة 16% بحلول عام 2030 مقارنة بالعام 2010".

ونوه غوتيريس أن على المجتمع الدولي أن يركز على ثلاث قضايا مركزية خلال اجتماعات "كوب 26" القادمة، ويحقق نتائج ملموسة فيها، أولها التأكد من تحقيق الهدف المتفق عليه بأن لا تزيد درجة الحرارة عن 1.5 مئوية، وهو ما أكدت عليها جميع الدول المجتمعة، أما القضية الثانية فتتعلق بوفاء الدول الصناعية بوعودها وتقديم قرابة 100 مليار سنوياً لمكافحة التغييرات المناخية في الدول النامية حتى عام 2025، وكان هذا أحد الأهداف التي قطعتها على نفسها الدول الصناعية في إطار اتفاقية باريس للمناخ إلا أنها لم تف بها ووصل حجم تلك الأموال 80 مليار دولار فقط في الأعوام 2019 و2020.

وعبر غوتيريس عن تفاؤله بأن يتم الالتزام بهذا الهدف الآن، وفي هذا السياق تشير تسريبات إعلامية إلى احتمال إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال مؤتمر قمة المناخ الذي يترأسه، الأربعاء، عن تقديم بلاده لدعم أكبر مما قد يساعد على تحقيق هذا الهدف للسنوات القادمة، وأضاف غوتيريس إن "العالم النامي هو الأقل قدرة على التكيف وبناء المرونة، وكما ذكرت، من المهم جداً الوصول إلى 50% من تمويل التكيف للمناخ، وقد طلبت من جميع المانحين والممولين الالتزام بذلك".

وتحدث غوتيريس عن ضرورة أن تقود مجموعة العشرين الجهود وتلتزم بذلك، خاصة أنها مسؤولة عن 80% من انبعاثات الغازات الدفيئة، وقال غوتيريس "لقد كان هناك اجماع في اجتماع اليوم أن قمة مجموعة العشرين القادمة ضرورية لضمان نجاح "كوب 26".

وذكر غوتيريس بضرورة التركيز على قضية الطاقة، وقال في هذا السياق "يجب على الحكومات تحويل الدعم بعيداً عن الوقود الأحفوري والتخلص التدريجي من استخدام الفحم، كما أنه إذا تم تشغيل جميع محطات توليد الطاقة بالفحم المخطط لها، فستكون درجات الحرارة أعلى من 1.5 درجة بكثير"، وحذر من أن ذلك سيقضي على أهداف اتفاق باريس للمناخ.

وشدد غوتيريس على ضرورة أن تتوقف الدول الصناعية عن استخدام الفحم كمصدر للطاقة بحلول 2030، والدول النامية بحدود 2040، ثم تحدث عن أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق الدول الصناعية، وأن الاقتصادات الناشئة يجب كذلك أن تعمل على الوفاء بتعهداتها.

المساهمون