غضب وتنديد تونسي بجريمة اعتداء رجل أمن على شقيقتين وتعذيبهما

غضب وتنديد تونسي بجريمة الاعتداء على شقيقتين وتعذيبهما من قبل رجل أمن

09 ديسمبر 2021
ألقي القبض على المعتدي في وقت قياسي بمنطقة بوحجلة (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

أثارت قضية الاعتداء على شقيقتين من محافظة القيروان بالوسط الغربي التونسي وتعذيبهما على يد عون أمن، الرأي العام في تونس، حيث اعتدى المتهم على الشقيقة الكبرى (20 عاماً)، وهددها، ثم استدرج شقيقتها الصغرى (18 عاماً)، واختطفها وعذبها بطريقة وحشية واقتلع أظافرها وحرق عدّة أماكن من جسمها بالسجائر، إلى أن تمكّنت من الفرار وإعلام عائلتها والسلطات الأمنية.
وندّدت عدّة جمعيات مدنية وحقوقية، أمس الأربعاء، بجريمة الاعتداء على الشقيقتين وتعذيبهما وتصويرهما من قبل عون الأمن، مطالبة خلال وقفة احتجاجية أمام مقرّ المحكمة الابتدائية بالقيروان بإنزال أقصى العقوبات بالمعتدي والتصدي لظاهرة العنف ضد المرأة.

وأكّدت المندوبة الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة بالقيروان أنيسة السعيدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ أخصائية نفسية ستتولى، اليوم الخميس، استقبال الشقيقتين للإحاطة بهما، خاصة في ظلّ الصدمة والآثار النفسية التي تعانيان منها جراء الحادثة، وأكّدت أنّ والدي الشقيقتين أيضاً يحتاجان إلى مزيد من الإحاطة والتوجيه لمواجهة تداعيات الحادثة المأساوية، وخاصة أنّ النساء ضحايا العنف والاعتداء يواجهن الوصم الاجتماعي رغم أنّ الفتاتين غير مذنبتين، مشيرة إلى أنه تمّ تسخير طبيب شرعي لمعاينة الاختبارات الطبية.

وأشارت المتحدثة إلى أنه تمّ إلقاء القبض على المعتدي في وقت قياسي بمنطقة بوحجلة بالقيروان، مؤكّدة أنّ النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالقيروان أصدرت بطاقة إيداع بالسجن بحقه.

وأضافت أنّ المعتدي عمل على استدراج الفتاتين وحبك سيناريو معقّد مستعملاً عدة تفاصيل ومعلومات للتأثير عليهما وتخويفهما وترهيبهما، مؤكّدة أنّ ما حصل جريمة، إذ تعرّضت إحدى الشقيقتين لتعذيب ممنهج، ثم تمّ الاعتداء عليها واغتصابها، مضيفة أنها نجت من موت محقق.
وتابعت أنّ هناك تنسيقاً بين وزارة المرأة والصحة والمجتمع المدني للإحاطة بالشقيقتين والتضامن مع العائلة في هذه المحنة، مبينة أنّ هناك العديد التفاصيل المؤلمة في هذه الجريمة.
يُشار إلى أنّ عون الأمن المتهم في القضية أوهم عائلة الفتاتين بأنهما متورطتان في قضية مخدرات وبأنه قادر على مساعدتهما، ليتمكن في البداية من استدراج الفتاة الكبرى، ثم استدرج شقيقتها الصغرى إلى منزله بمدينة نصرالله، وهناك تولى احتجازها وتعذيبها.
يُذكر أنّ المعتدي من مواليد العام 1994 ويقطن بالحي نفسه الذي تقيم فيه عائلة الفتاتين، وبالتحديد وسط مدينة نصرالله، وتمّ نقله من الجنوب التونسي إلى الفرقة المختصّة للبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل في سبيطلة.

المساهمون