Skip to main content
غضب في طمرة بعد جنازة شاب قتل برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي
ناهد درباس ــ حيفا

تعيش مدينة طمرة في الجليل بالداخل الفلسطيني حالة من الغضب اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على مقتل الشاب أحمد حجازي (22 سنة) برصاص الشرطة الإسرائيلية، وإصابة آخرين بجروح خلال مطاردة الشرطة لمشبوهين.
وكان طالب التمريض أحمد حجازي موجوداً لدى صديقه الطبيب محمد عرموش للدراسة ليلة أمس، وعند سماع صوت إطلاق الرصاص خرجا لمعرفة ما يحدث، فأصابت رصاصة أطلقها عناصر الشرطة الإسرائيلية حجازي في الصدر، وتوفي متأثراً بإصابته، في حين أصيب عرموش برصاصة في ساقه.

وانطلقت جنازة حجازي من منزل عائلته مساء اليوم، وصولاً إلى شارع 70، حيث أقيمت صلاة الجنازة في الشارع. وقال جبر حجازي، شقيق الضحية: "أخي كان يدرس التمريض في حيفا، وقتلته رصاصة بالخطأ. عرفنا بالخبر منتصف ليل أمس بعد موته في المستشفى. الرصاص لا يفرق، وعرب الداخل ليسوا بأمان".

وشارك المئات من فلسطينيي الداخل في الجنازة، وكفن الشهيد بالعلم الفلسطيني، وهتف المشاركون: "قولوا للمخابرات. ما بترهبنا الاعتقالات"، و"ع الشوراع يا ثوار. خلي الدنيا تولع النار"، و"يا أحمد يا ابن عمي. بأفديك بروحي ودمي"، و"ما منهاب ما منهاب. والشرطة أم الإرهاب".
وقال رئيس بلدية طمرة، سهيل دياب، خلال الجنازة: "ودعنا شابا من خيرة شبابنا. حلم أحمد كان دراسة التمريض مهنة الإنسانية، وفقدناه في لحظات. نحن اليوم في المدينة كباقي المدن العربية في الداخل الفلسطيني نعاني العنف كأكبر جائحة حلت بنا، أكبر كثيرا من كوورنا. كل سنة يفقد مجتمعنا أكثر من مائة شاب، وعلينا أن نتوحد من أجل استئصال هذه الآفة".
وقال إبراهيم حجازي، رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية: "دم أحمد حجازي معلق برقبة الشرطة. إما أن تقوم الشرطة بواجبها، أو يخرجوا من طمرة".

وشهدت بلدات الداخل الفلسطيني تظاهرات مساء اليوم، في كل من أم الفحم، وباقة الغربية، وطيرة المثلث، وأقام المئات صلاة الغائب على روح حجازي، الذي يعد الضحية رقم 16 منذ بداية 2021، وكذا في مدينة الناصرة التي فجعت الليلة الماضية بمقتل الشاب أدهم بزيع بعد تعرضه لإطلاق نار، واعتقلت الشرطة اثنين من المشاركين في التظاهرة.


وعقدت اللجنة الشعبية في طمرة اجتماعاً طارئاً بمشاركة أعضاء من البلدية، ورئيس لجنة المتابعة، ونواب عن القائمة المشتركة، ودعت إلى المشاركة في جنازة حجازي، وقال محمد صبح، رئيس اللجنة الشعبية في طمرة: "الناس غاضبون، والحزن والغضب يلتقيان معاً نتيجة التواطؤ الذي يكلفنا أرواحاً كما حصل مع أحمد حجازي. هؤلاء المجرمون يجب نزع الأسلحة من بين أياديهم. الشرطة تستطيع أن تصل إلى الجناة دائماً عندما لا يكون الضحية عربياً، ولكنها تقف عاجزة أمام الرصاص العشوائي طيلة سنوات في مجتمعنا. الدم العربي لا يساوي عندهم شيئاً، لكنه غال جداً علينا. أمام الشرطة خياران، إما أن تقوم بواجبها، أو تغادر بلدتنا".

وناشدت اللجنة الشعبية في بيان الأهالي التفاعل، مؤكدة أن ما حصل في طمرة "نتاج تقصير الشرطة وتواطئها في نزع الأسلحة، ومواجهة العنف والجريمة المنظمة في القرى والمدن العربية"، وأضاف البيان: "تنظر اللجنة الشعبية بعين الغضب والرفض لبيان الشرطة، وادعاءاتها حول قيامها بإطلاق النار على 4 مشبوهين مسلحين أطلقوا النار على أحد البيوت في طمرة، إذ إن إصابتين من الأربع كانتا بحق شابين ليس لهما أية علاقة بالحدث، سوى وجودهما بالصدفة في المنطقة".