استمع إلى الملخص
- لم يتم إدخال أي كرفانات أو معدات ثقيلة إلى غزة رغم مرور شهر على اتفاق وقف إطلاق النار، مما يفاقم الوضع الإنساني الكارثي.
- تتهم السلطات الفلسطينية إسرائيل بالتنصل من التزاماتها في الاتفاق، بينما تعمل مصر وقطر على سد الثغرات، وسط استمرار الانتهاكات وتأخير إدخال المساعدات الضرورية.
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بأنّ نحو 1.5 مليون فلسطيني صاروا "بلا مأوى بعد تدمير إسرائيل منازلهم"، في حين "يعاني جميع سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، من عدم توفّر أبسط الخدمات الحياتية الأساسية وانعدام البنى التحتية". وأشار، في سياق متصل، إلى عدم إدخال أيّ منازل متنقّلة (كرفانات) أو معدّات وآليات ثقيلة إلى القطاع، بعد نحو شهر من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
وقال رئيس المكتب سلامة معروف في بيان اليوم الجمعة: "لم يدخل إلى قطاع غزة حتى اللحظة أيّ كرفانات أو معدات وآليات ثقيلة" من بين تلك الموجودة عند الجانب المصري من معبر رفح (أقصى جنوبي غزة)، معبّراً عن أمله بدخولها في الأيام المقبلة "بحسب تطمينات الأطراف ذات العلاقة". أضاف: "نتابع سلوك الاحتلال، ونضع الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية) في صورة خروقاته يومياً، وننتظر التزامه بتعهّداته في اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء إدخال كلّ المستلزمات الواردة من ضمن البروتوكول الإنساني بالأصناف والكميات المحدّدة والمواعيد المقرّة لذلك".
وحذّر معروف من أنّ "الواقع الإنساني المعيشي الكارثي الذي يعاني منه أبناء شعبنا في قطاع غزة، من جرّاء حرب الإبادة والتطهير العرقي التي شنّها الاحتلال خلال 15 شهراً، لا يحتمل المماطلة والتسويف في إدخال مستلزمات الإيواء والاحتياجات الأخرى مثل الوقود والمعدّات الثقيلة والأجهزة والمعدّات الطبية ومواد ترميم البنى التحتية".
وكان مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة قد صرّح لوكالة الأناضول، أمس الخميس، بأنّ إسرائيل تتنصّل من السماح بإدخال المساعدات الإنسانية "الضرورية" إلى القطاع، منتهكةً بذلك اتفاق وقف إطلاق النار. يُذكر أنّه في اليوم نفسه، أعلنت حركة حماس أنّ مصر وقطر تعملان لسدّ الثغرات في الاتفاق، إلى جانب استمرارها في تطبيق الاتفاق وفقاً لما جرى التوقيع عليه، "بما في ذلك تبادل الأسرى وفقاً للجدول الزمني المحدّد".
يُذكر أنّ اتفاق وقف إطلاق النار شهد اختراقات في أربعة مسارات، تفصّلها حركة حماس باستهداف الفلسطينيين وقتلهم، وتأخير عودة النازحين إلى منطقة شمال قطاع غزة (تضمّ محافظة شمال غزة ومحافظة غزة)، وإعاقة إدخال متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث التي ما زالت عالقة، وتأخير إدخال الأدوية ومتطلبات ترميم المستشفيات والقطاع الصحي. وكان وقف إطلاق النار قد دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بعد حرب إسرائيلية مدمّرة استهدفت القطاع الفلسطيني وأهله منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وخلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.
(الأناضول، العربي الجديد)