استمع إلى الملخص
- تعرّضت البنية التحتية في غزة لدمار واسع النطاق، حيث دُمّرت آلاف المباني والمساجد، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للفلسطينيين وفاقم معاناتهم الإنسانية.
- شهر رمضان هذا العام يأتي في ظل معاناة غير مسبوقة، حيث يواجه الفلسطينيون الجوع والتشرد في خيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
لم يمنع كلّ الخراب الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطينيين فيه من أداء صلاة أوّل يوم جمعة من شهر رمضان، ولو على أنقاض المساجد. وفي مدينة خانيونس الواقعة جنوبي قطاع غزة، وقف المصلّون على أطلال المسجد الألباني ليؤدّوا تلك الصلاة، مشدّدين على أنّ الإيمان لا يُهدَم والعبادة لا تُمحى.
وسط الدمار، ومع ارتفاع أصوات الأذان من بين الأنقاض، تجمّع المصلون في صفوف متراصة، وأدّوا صلاتهم بخشوع وثبات، ولسان حالهم يقول: "الاحتلال قد يهدم المساجد لكنّه لن يهدم الإيمان في قلوبنا، ولن ينجح في محو هويتنا". من جهته، تحدّث الخطيب عن الصبر والثبات في وجه المحن، وشدّد على أنّ "الجهاد ليس فقط بالسلاح، إنّما بالصمود وبالحفاظ على الأرض والتمسّك بالعبادة رغم الألم الكبير". وأكد: "نحن هنا، رغم كلّ شيء، نقيم الصلاة ونرفع الأذان ونقول للعالم بأسره إنّ غزة لا تموت وأهلها لا يُهزَمون".
وفي خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واستمرت أكثر من 15 شهراً، تعرّضت البنية التحتية في القطاع لدمار واسع النطاق، إذ دُمّرت آلاف المباني السكنية والتجارية، بالإضافة إلى المرافق الحيوية مثل المساجد والمستشفيات والمدارس. وقد أثّر هذا الدمار الشامل، بصورة كبيرة، على الحياة اليومية للفلسطينيين في قطاع غزة وفاقم معاناتهم الإنسانية.

وفي 18 فبراير/ شباط الماضي، أفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر في خلال حربه التي شنّها على القطاع 1.109 مساجد من أصل 1.244، تدميراً كلياً أو جزئياً. وبيّنت أنّ "834 منها دُمّرت كلياً وتحوّلت إلى أنقاض، فيما تضرّر 275 منها بأضرار جزئية بليغة، ما جعلها غير صالحة للاستخدام، وهو الأمر الذي أثّر بصورة مباشرة على أداء الشعائر الدينية وإقامة الصلوات".
وفي معرض وصفه فرحته بحلول شهر رمضان، قال المسنّ الفلسطيني أبو علي شقير، أحد سكان خانيونس، لوكالة الأناضول: "الحمد لله، بلغنا رمضان، شهر الخير والبركة". أضاف: "الحمد لله نقضي رمضان في الذكر والعبادة رغم المرض والمعاناة التي نعيشها، ونسأل الله أن يرحمنا وينجّينا من هذا الهمّ".
ويحلّ شهر رمضان على الفلسطينيين في قطاع غزة هذا العام، فيما المشهد قاتم غير مسبوق، في ظلّ الدمار والمعاناة. يُذكر أنّ في الثاني من فبراير الماضي، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف القطاع الفلسطيني منطقة "منكوبة" من جرّاء حرب الإبادة الإسرائيلية.
وشهر رمضان، الذي كان مناسبة للفرح والروحانية، يحلّ هذا العام موسماً يعاني فيه الفلسطينيون الجوع والبرد والفقدان، في خيام تفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة الأساسية، بعدما دمّرت إسرائيل منازلهم. ويواجه نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة مأساة التشرّد، بعدما هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية التي ألحقت الدمار بمنازلهم ومناطقهم.
(الأناضول، العربي الجديد)